تأملات متنوعة

تأملات تحت أقدام الصليب لأبونا بيشوى كامل

تأملات تحت أقدام الصليب لأبونا بيشوى كامل

09 كانون1/ديسمبر 2009

ربى يسوع... هبني فهما و إدراكا لقوة صليبك، و أشعرني عندما أكون في شدة العالم ضد مبادئ العالم أنى لست مهزوما بل منتصرا بقوة صليبك .... ربى يسوع... إن عطشك...

حكمة‏ ‏أبوية‏..‏ومؤامرة‏ ‏شياطنية‏..‏ويقظة‏ ‏فورية

حكمة‏ ‏أبوية‏..‏ومؤامرة‏ ‏شياطنية‏..‏ويقظة‏ ‏فورية

14 كانون1/ديسمبر 2009

للقمص‏ ‏روفائيل‏ ‏سامي - طامية‏/ ‏فيوم+ ‏حكمة‏ ‏أبوية‏:‏إنسان‏ ‏كان‏ ‏له‏ ‏ابنان‏ ‏فقال‏ ‏أصغرهما‏ ‏لأبيه‏ ‏يا‏ ‏أبي‏ ‏أعطني‏ ‏القسم‏ ‏الذي‏ ‏يصيبني‏ ‏من‏ ‏المال‏ ‏فقسم‏ ‏لهما‏ ‏معيشته‏(‏لو‏15:11-12)

لان الشمس قد لوحتنى .....نش 6:1

لان الشمس قد لوحتنى .....نش 6:1

14 كانون1/ديسمبر 2009

كتب احد الفلاسفة سقطت نقطة ماء بيضاء على الارض فاختلطت بالتراب وتحولت الى طين...فبكتثم مرت عليها نسمة هواء فسالتها : لماذا تانين وتبكين ؟؟

تـأملات في قصة السامرية للدكتور /جرجس عبد المسيح

تـأملات في قصة السامرية للدكتور /جرجس عبد المسيح

14 كانون1/ديسمبر 2009

"قالت له المرأة: يا سيد أعطني هذا الماء، لكي لا أعطش ولا آتي إلى هنا لأستقي. قال لها يسوع: اذهبي وادْعِي زوجك وتعالي إلى هنا. أجابت المرأة وقالت: ليس لي...

نيافة الأنبا موسى - التوبة

نيافة الأنبا موسى - التوبة

20 كانون1/ديسمبر 2009

أبنى... ابنتى... أنا أعرف أنكما سمعتما كثيراً عن التوبة، ولقد قال لكما أبنائى الخدام، أن التوبة هى طريق الحياة الأبدية... وهذا حق. لكننى ألاحظ أحياناً نوعاً من الخلط فى مفهوم...

عيد الصليب المقدس

عيد الصليب المقدس

20 كانون1/ديسمبر 2009

فالصليب هو موضع الحب الإلهي للبشرية جمعاء ، حيث أظهر الله قمة محبته لنا فبذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يو...

صليبك و صليبي

صليبك و صليبي

29 كانون1/ديسمبر 2009

إن أراد أحد ان يأتى ورائى فلينكر نفسه و يحمل صليبه كل يوم و يتبعنى" لو 9 : 23 . لكل منا صليبه المدعو إليه و مهما إختلفت صور حمل...

النشرة الجوية

النشرة الجوية

29 كانون1/ديسمبر 2009

تشير معظم تنبؤات الأخبار الجوية عن حدوث .... ثلاث عواصف منها عاصفتان شديدتان بإتجاه الأذن مباشرة وهم عاصفة شيطانية تتمثل فى اليأس والآخرى عاصفة العالم الخارجي الذى يدور حول الإنسان...

أعمال‏ ‏إلهية‏...‏ونعمة‏ ‏وعطية‏...‏ومحاربة‏ ‏شيطانية للقمص‏ ‏روفائيل‏ ‏سامي

أعمال‏ ‏إلهية‏...‏ونعمة‏ ‏وعطية‏...‏ومحاربة‏ ‏شيطانية للقمص‏ ‏روفائيل‏ ‏سامي

29 كانون1/ديسمبر 2009

يوحنا 9 -+‏أعمال‏ ‏إلهية‏:- ‏أجاب‏ ‏يسوع‏ ‏وقال‏ ‏لا‏ ‏هذا‏ ‏أخطأ‏ ‏ولا‏ ‏أبواه‏ ‏لكن‏ ‏لتظهر‏ ‏أعمال‏ ‏الله‏ ‏فيه‏ ‏ينبغي‏ ‏أن‏ ‏أعمل‏ ‏أعمال‏ ‏الذي‏ ‏أرسلني‏ ‏ما‏ ‏دام‏ ‏نهار‏..‏مادمت‏ ‏في‏ ‏العالم‏ ‏فأنا‏ ‏نور‏...

هكذا هو

هكذا هو

29 كانون1/ديسمبر 2009

ذات يوم تحدثت نفسي عن محبتها لفاديها، سمعتها رفيقاتها ولأنها تتحدث عن علاقة حية تملأ قلبها، لذا أثرت كلماتها فيهن ..... "فهكذا تعبر الكلمات التى تعبر عما يدور فى القلب،...

تأملات في تسبحة البصخة المقدسة لقداسة البابا شنودة الثالث

تأملات في تسبحة البصخة المقدسة لقداسة البابا شنودة الثالث

29 كانون1/ديسمبر 2009

لك القوة والمجد والبركة والعزة الى الأبد – آمين لك القوة + نحن نعلم أنك قوي لأنك خالق الكل المنتصر على الخطية والعالم والشيطان

سر المحبة "سرالليلة الآخيرة"

سر المحبة "سرالليلة الآخيرة"

29 كانون1/ديسمبر 2009

لا يوجد سر مُذهل يدفع الإنسان لإرتكاب أعمال صعبة وجريئة بلذة فائقة سوى ...... سر المحبةأنه يُسَّير الإنسان ويأسره ويُحركه بل يمتلك الشعور واللاشعور وإن خضعت له الإرادة يفعل عجباًهذه...

كيف نلتقي مع الرب في إسبوع الآلام ..... ؟

كيف نلتقي مع الرب في إسبوع الآلام ..... ؟

29 كانون1/ديسمبر 2009

من مذكرات أحد الآباء الرهبان ..... من كتاب لنيافة الأنبا يوأنس الأسقف العامفي يوم الإثنين : " أتيت إلى الرب إلهي في الصباح الباكر .... وسجدت أمامه ... ونظر إليَ...

لقاء المسيح مع تلاميذه على بحر طبرية "ج1"

لقاء المسيح مع تلاميذه على بحر طبرية "ج1"

29 كانون1/ديسمبر 2009

"هو الرب"(يو7:21)معرفة الرب تتطلب أولاً نفساً حساسة وقلباً مُرهفاً؛ تتطلب يوحنا الرقيق الذى لمح بعينيه شخص الحبيب فلم يقو أن يكتم إهتزاز قلبه الخافق فهمس بثقة الحب فى أذني بطرس"هوالرب".لم...

نعم المسيح هو الله

نعم المسيح هو الله

29 كانون1/ديسمبر 2009

نعم المسيح هو الله لأنه قام من الأموات بقوته وقدرته وسلطانه وحده ولم يقيمه أحد من البشر. ولما قام لم يعود ولن يعود إلى الموت مرة ثانية مثل البشر الذين...

"لقاء المسيح مع تلاميذه على بحر طبرية "ج2

"لقاء المسيح مع تلاميذه على بحر طبرية "ج2

29 كانون1/ديسمبر 2009

أتحبني؟ يو15:21 هذا السؤال الرقيق الذى أراد به الرب أن يُعيد العلاقة مع تلميذه بطرس ذي العشرة القديمة والغيرة فى الإرتباط،والذي سقط بعنف أمام جاريةلم يكن عند الرب له تأنيب...

رسالة تعزية لكل قلب متعب حزين

رسالة تعزية لكل قلب متعب حزين

29 كانون1/ديسمبر 2009

أنه يعرف ما فى داخلك قد تكون مريضاً ... وحيداً ... قلقاً... يائساً ... خائفاً و أمام الناس تحاول أن تظهر باسماً ... متماسكاً! قد يراك الناس ضاحكاً .. هانئاً...

ما أجمل شكك يا توما؟!!

ما أجمل شكك يا توما؟!!

29 كانون1/ديسمبر 2009

ما أجمل شكك يا توما؟!!نعم أقول ما أجمل هذا الشك يا توما...ظهر لك رايته لكن...لم تصدق أردت أن تلمس أثار الجراح ...وقد مدّ لك يديه وجنبه بكل حب وحنو

تأملات في فلك نوح

تأملات في فلك نوح

04 آذار/مارس 2010

فلك نوح يرمز إلى الكنيسة والملكوت.الرب يريد الخلاص للجميع مهما كانت صفاتهم.

رسالة من إبن خاطئ لأب عظيم

22 آذار/مارس 2010

لماذا يا الله تترك أولادك فى وقت المحن لماذا ياالله لاتتدخل وتمد يدك إليهم وتعرف أعدائك من أنت لماذا تتركنا كثيراً . نحن ضعاف نفوس يارب لكننا نثق بأعمالك نثق...

صرخة أم..... فى عيد الأم

22 آذار/مارس 2010

ما أجمل تلك الأيام التى تحتفل بها كل أم ،ما أعظم هذه الأيام التى نجد فيها كل أم كم هو مقدار سعادتها، وكان ذات ليلة عظيمة رأيِتُ أم حزينة، رأيتُ...

زماننا الردئ

26 نيسان/أبريل 2010

زماننا الردئالقمص جرجس توفيق

أسئلة شبابية وإجابات كتابية

26 نيسان/أبريل 2010

القس أنجيلوس اسحق مقدمة:

حكاوى القيامة

حكاوى القيامة

05 أيار 2010

حينما قام المسيح أقامنا معه ، وحينما صعد أصعدنا معه إلى السماء وأجلسنا معه عن يمين الآب .. المسيح باكورة ، ثم الذين للمسيح عند مجيئه. 1 كو 15 :...

عند كثرة همومى

عند كثرة همومى

05 أيار 2010

عند كثرة همومى ...... مز19:94+ حياة الإنسان مليئة بمشاعر كثيرة... بعضها مشاعر فرح ... والبعض الآخر وهو الأكبر مشاعر الحزن وحِملان الهَم... كثيرة هى أحزان الصديقين ومن جميعها ينجيهم الرب......

المزامير

المزامير

09 أيار 2010

هى سفر الصلاة الذى ألهم به الروح القدس داود النبى وغيره ، من المرنمين .. ومعلمنا بولس الرسول عندما يتحدث عن الصلاة يقول : " لسنا نعلم ما نصلى لأجله...

دبر حياتنا كما يليق

دبر حياتنا كما يليق

02 حزيران/يونيو 2010

إنها صلواتنا.. إنها تضرعات قلوبنا.. دبر حياتنا كما يليقدبر حياتنا حسب إرادتك الصالحة

أتركها لك

13 حزيران/يونيو 2010

هو ذا أنا هكذا يا رب بإستمرار أتدخل فيما لا يعنيني…متي يأتي الوقت الذي لا أتدخل فيه في شئون نفسي,وإنما...

تأملات عن الصليب

تأملات عن الصليب

28 أيلول/سبتمبر 2010

ربى يسوع... هبني فهما و إدراكا لقوة صليبك، و أشعرني عندما أكون في شدة العالم و ضد مبادئ العالم أنى لست مهزوما بل منتصرا بقوة صليبك .... ربى يسوع... إن...

تأملات في حياة إبليس

تأملات في حياة إبليس

24 آذار/مارس 2011

عندما يدق جرس الصلاة فى نصف الليل ، فإنه لا يوقظ الرهبان فقط للصلاة ، وإنما يوقظ إبليس أيضاً لكى يحارب الرهبان ويمنعهم عن الصلاة ... حقيقة يعلنها بستان الرهبان...

لكل من يمر بضيق

لكل من يمر بضيق

24 آذار/مارس 2011

كل شي خلقة الرب هو لخدمتنا كل شي حتى الضيقات من منا يتوقع ان الضيق هو لخيرنا قد نضحك اذا سمعنا هذا الكلام لكنها الحقيقة نعم حتى الضيقات لها فوائد...

تحذير شديد لأقباط مصر من هذه المؤامرة الغير شريفة

تحذير شديد لأقباط مصر من هذه المؤامرة الغير شريفة

02 أيار 2012

+ لقد بدأت بعض وسائل الإعلام بمؤامرة غير شريفة ضد أقباط مصر وهى نشر بعض الأخبار الخاصة باختيار البابا الجديد والتركيز على بعض الأساقفة وتسليط الضوء عليه ونشر أخبار عنه...

« »

تـأملات في قصة السامرية للدكتور /جرجس عبد المسيح

تقييم المستخدم: 4 / 5

تفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتعطيل النجوم
 

"قالت له المرأة: يا سيد أعطني هذا الماء، لكي لا أعطش ولا آتي إلى هنا لأستقي. قال لها يسوع: اذهبي وادْعِي زوجك وتعالي إلى هنا.
أجابت المرأة وقالت: ليس لي زوج.
قال لها يسوع: حسناً قلتِ ليس لي زوج، لأنه كان لكِ خمسة أزواج، والذي لكِ الآن ليس هو زوجك.
هذا قلتِ بالصدق." يو 4: 15-18

 بدأ المسيح حديثه مع المرأة السامرية طالباً إليها أن تُعطيه ليشرب، فإذا بالحديث يتحوَّل بأن تطلب هي إليه أن يُعطيها لتشرب.
 مسكين هو الإنسان الذي في جهله يعتقد أن الرب هو المحتاج إليه!!!!!!!!!! محتاج إليه في خدمتـه، محتاج إلى عشور أموالـه أو تقدماتــه، محتاج إلى صلاته وعبادته.
ولكن حينما يفتح الرب عيوننا لنعرف حقيقة أنفسنا ونتبيَّن عجزنـــا، نعرف أننا نحن المحتاجون إليه وإلى مراحمــه. ولكن، ما هو الماء الذي كانت تطلبه المرأة؟ كما سبق أن قلنا إن كلمات المسيح تحمل دائماً معنيين: معنىً ظاهرياً، وآخر روحياً عميقاً خفياً. وقد فهمت المرأة السامرية "الماء الحي" على أنه الماء الجاري الذي ينبع من ينبوع حي وهو غير ماء الآبار.
ولكن هناك معنىً آخر للماء الحي، وهو الذي كان يرمي إليه المسيح ولم تفهمه المرأة، ولم يكن هذا المعنى غريباً على مَن يقرأ الكتب - في العهد القديم - فقد تردَّد ذِكر الماء والعطش مرتبطاً بالعطش الروحي والارتواء الروحي؛ ولكن المرأة السامرية لم تدرك هذا المعنى الروحي، لأن قلبها لم يكن قد انفتح بعد لمعرفة المسيح بل كانت منحصرة بالتمام في اهتمامات الجسد ".
.. ولا آتي إلى هنا لأستقي". ولذلك كان لابد للمسيح من أن يواجه المرأة بحقيقة حياتها أو بمعنى آخر يكشف لها عن نفسها، فقال لها: "اذهبي وادْعِي زوجك"؛ أي قبل أن أُعطيكِ الماء الحي، اذهبي أولاً وواجهي نفسك، وافضحي خطيتك ثم تعالي واطلبي الماء الحي. ومواجهة الخاطئ لنفسه هي الخطوة الأولى لبدء حياته مع المسيح، وهي قيامة من بين الأموات التي بها يتهيَّأ للموت مع المسيح والقيامة معه. فالمسيح رأى المرأة السامرية أمامه ميتة ولا تختلف عن لعازر الذي مات وأنتن في القبر، ولكي تأخذ المرأة عطية الله لابد أن يُقيمها المسيح أولاً.
وكما طلب المسيح من اليهود أن يرفعوا الحجر عن قبر لعازر ليكشفوا عن الميت الذي أنتن، هكذا أيضاً طلب إلى المرأة أن ترفع الحجر عن قلبها الذي يُخفي نتانة موتها، + + + V وكانت هذه هي بداية حياتها مع المسيح. "حسناً قلتِ... هذا قلتِ بالصدق": عجباً يا رب لمحبتك!! أنت الذي تُخرِج من الآكل أُكلاً ومن الجافي حلاوة!! أنت لم تدينني عن السيئ الذي يملأ حياتي، بل مدحتَ شيئاً واحداً حسناً!! لم تفضح كذبي الكثير، بل باركتَ قولاً واحداً اعتبرته صدقا!!

ليتك يا ربي تعطيني هذه العين التي لا تفحص عن الشر في الآخرين، بقدر ما تبحث عن الصالح فيهم وإذا ما جلست لأُعدِّد خطايا الآخرين .... علِّمني أن أذكر فضائلهم أولاً، لأنك أنت الذي علَّمتني أنه لا يوجد إنسان واحد بلا فضيلة مهما كانت حياته شريرة، ولكن العين الشريرة لا تنظر إلاَّ إلى الشر. أعطني يا رب أن أكون شفوقاً رقيقاً في معاملة أخي الخاطئ، وفي محبة وصبر أحتمل ضعفه حتى أكتشف باباً منه أدخل إلى أعماق قلبه وأربحه لك.
+ "قالت له المرأة: يا سيد، أرى أنك نبي! آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يُسجد فيه. قال لها يسوع: يا امرأة، صدِّقيني أنه تأتي ساعة، لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب." (يو 4: 19-21) + + +

لقد انفتحت عينا السامرية لتُبصر المسيح كنبي، حتى وإن كانت هذه المعرفة معرفة غير كاملة، لكن المسيح احتملها حتى تصل إلى كمال معرفته كمسيَّا والإيمان به أنه المسيح المنتظر. أين نسجد؟ حينما تلامست المرأة مع نعمة المسيح حالاً تساءلت: أين تجد الله؟ كيف تعبد الله؟ هل في أورشليم حيث يوجد الهيكل العظيم؟ أم على جبل جرزيم؟ لأن السامريين كانوا يعتقدون أن جبل جرزيم هو الجبل الذي عليه قدَّم إبراهيم ابنه إسحق ليذبحه ذبيحة للرب، وفي هذا الجبل تقابل إبراهيم مع ملكي صادق. ومن أجل هذا كانوا يُقدِّمون ذبائحهم على جبل جرزيم، أما بقية اليهود فكانوا يعتقدون أن هيكل أورشليم هو مكان تقديم الذبيحة. ولهذا تساءلت السامرية في حيرة: أين ينبغي أن تسجد وتعبد؟
وهكذا تُحرِّكها نعمة الرب إلى طلب الماء الحي!! ولم يكن ممكناً أن تُدرك هذا الماء الحي أولاً قبل أن تتوب، ولكن بعد التوبة تأتي العبادة، والذبيحة. أية ذبيحة تُقدَّم؟ وأين تُقدَّم هذه الذبيحة؟ أين هو الهيكل الحقيقي؟ وهنا يُفاجئها المسيح بإعلان آخر يقترب بها أكثر إلى معرفة الحق الذي تجهله: "يا امرأة، صدِّقيني أنه تأتي ساعة، لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب". "يا امرأة"!! هكذا يُخاطب المسيح هذه المرأة، وهو بهذا يُعيد إليها كرامتها كابنة لله.

هذه الكرامة التي فقدتها بسبب خطيتها، لأنها الآن خليقة جديدة في المسيح؛ أما الإنسان العتيق فقد مضى وزال. "إنه تأتي ساعة": أية ساعة هذه؟ الساعة التي يرتفع فيها المسيح على الصليب فادياً العالم بذبيحة نفسه. الساعة التي فيها ينشق حجاب الهيكل. الساعة التي يتمجَّد فيها الله الآب حينما يكمل ابنه الوحيد كمال طاعة الإنسان لله في جسده القائم من بين الأموات. في هذه الساعة لا يحتاج الإنسان الخاطئ إلى دم الحيوان ذبيحة، لأنه "ليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه، دخل مرة واحدة إلى الأقداس، فوجد فداءً أبدياً." (عب 9: 12) "لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب": هنا تحوُّل روحي عميق في معنى العبادة يُقدِّمه المسيح للمرأة السامرية، إذ يقول لها إن عبادة الله لم تَعُد قاصرة على مكان معين يتقابل فيه الخاطئ مع الله؛ بل الآن يستطيع الإنسان الخاطئ أن يتقابل مع الله في المسيح وبالمسيح. وحيثما يوجد الله توجد الفرصة أمام كل خاطئ أن يتقدَّم إليه بدم المسيح. فلم يَعُد مكان العبادة هو هيكل أورشليم، بل الهيكل الجديد الذي هو جسد المسيح؛ إذ قال عن جسده: "انقضوا هذا الهيكل". هذا هو الذبيح والهيكل معاً، وحينما يوجد جسد المسيح، توجد العبادة الحقيقية لله الآب.

وفي هذا المعنى تتضح أهمية تقابُل المؤمنين معاً في ذبيحة الإفخارستيا التي هي جسد المسيح الحي، والتي فيها وبها فقط نستطيع أن نقترب إلى الله الآب في عبادة حقيقية.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم