بركات القيامة في حياتنا

تقييم المستخدم: 2 / 5

تفعيل النجومتفعيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

Jesus-Riseعيد القيامة ليس مجرد عيد نحتفل به بقدر ما هو بداية مرحلة جديدة في تاريخ البشرية بدأت بالقيامة وتنتهي بالقيامة الأخيرة، بدأت بقيامة السيد المسيح من بين الأموات وما زالت مستمرة وسوف تنتهي بالقيامة الأخيرة التي نصلي من أجلها في كل قداس ونقول:

"وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي آمين"

ونقرأ بنعمة المسيح جزء من رسالة معلمنا بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس (15 : 13 – 15)

"12وَلَكِنْ إِنْ كَانَ الْمَسِيحُ يُكْرَزُ بِهِ أَنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَكَيْفَ يَقُولُ قَوْمٌ بَيْنَكُمْ إِنْ لَيْسَ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ؟ 13فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ. 14وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضاً إِيمَانُكُمْ، 15وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضاً شُهُودَ زُورٍ لِلَّهِ، لأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ الْمَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ، إِنْ كَانَ الْمَوْتَى لاَ يَقُومُونَ."

ونقرأ أيضاً من سفر أعمال الرسل (1 : 3):

" اَلَّذِينَ أَرَاهُمْ أَيْضاً نَفْسَهُ حَيّاً بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ، بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ، وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْماً، وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الأمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ."

بركة القيامة في حياتنا:

نريد أن نعرف ما فعلته القيامة بالبشرية، وما الذي استجد في الناس بعد القيامة، وهل تغيرت حياتنا بالقيامة؟.. كثيراً يا أحبائي ما نعطي الصوم الكبير قدسيته وبركته، طبعاً لا شك ولا جدال في هذا الأمر، لكن بمجرد أن تنتهي فترة الصوم ويأتي العيد نجد الناس لا تعطي لأيام الخماسين المقدسة قدسيتها الواجبة وكأن أيام الخماسين فترة للاسترخاء الروحي أو مرحلة للتنازلات الروحية، مع أن الكنيسة تقدس أيام الخماسين المقدسة وتعطيها من الاهتمام في الصلوات والطقوس ما لا يقل عن اهتمامها بصلوات وطقوس أيام الصوم الكبير، ففي الصوم الكبير تضع الكنيسة صلوات وألحان وطقوس معينة وتترك القراءات السنوية وتتلي بدلاً منها قراءات الأسبوع الأول والأسبوع الثاني وهكذا باقي أسابيع الصوم الكبير، هكذا أيضاً في الخماسين تقدس الكنيسة أيام القيامة بصورة قد تفوق تقديسها لأيام الصوم الكبير فتحول الكنيسة كل صلواتها وطقوسها إلى الطقس الفرايحي، كل القداسات تصلى بالطقس الفرايحي وخلالها لا يصام يومي الأربعاء والجمعة والتي تعودنا صيامها باقي أيام السنة، ولا يصح فيها عمل المطانيات ويصلى على المنتقلين بالألحان الفرايحي وليس بألحان الحزن الخاصة بهذه المناسبات، وذلك كله احتفالاً بقيامة الرب من الأموات، حتى السنكسار لا يقرأ في أيام الخماسين المقدسة.

وفي هذا تعلمنا الكنيسة أن عيد القيامة هو تاج الأعياد، هو قمتها، كما قال بولس الرسول:"َإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضاً إِيمَانُكُمْ" فلا معنى للمسيحية بدون القيامة فالقيامة نقطة تحول خطيرة في حياة البشرية.

أولاً: لأجل هذا جميل بنا أن نتأمل في بركة أفراح القيامة، فالقيامة حولت حزننا إلى فرح وجعلت حياتنا مفرحة بالرب، ما أكثر افراح العالم لكن أفراح القيامة من نوع آخر وفي هذا يقول يوحنا الحبيب:" فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ." (يو 20 : 20).

ثق يا عزيزي ان كان السيد المسيح يسمح لك أن تحمل الصليب معه، فسيأتي اليوم الذي تفرح فيه بأفراح القيامة معه على الأرض وفي السماء كم هو مفرح الوجود في حضرة الرب "لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ" جميل بنا يا أحبائي أن نفرح بالمسيح القائم من بين الأموات المنتصر على الموت والذي بقيامته أعطانا النصرة على إبليس والقيام من موت الخطية، لأجل هذا يقول معلمنا الحبيب:

" الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا" (1 يو 1 : 1).

أمر مفرح لنا أن نشعر بالوجود في حضرة الرب، في الكنيسة بيت الله... ولذلك يليق بنا أيها الأحباء ألا ننشغل بالعالم ونحن في حضرة الرب... في الكنيسة بيت الله... نسجد بخشوع ونصلي بخشوع ونقف بتقوى ووقار يليق ببيت الرب.. سعيد هو الإنسان الذي يفرح بوجوده في حضرة الرب، لا تبدأ يومك إلا بعد أن تفرح بالوجود في حضرة الله بالصلاة صباحاً... ولا تلجأ إلى فراشك ليلاً إلا بعد الوجود أيضاً في حضرة الله بالصلاة قبل النوم..

ثانيا: أيضاً يا أحبائي أعطتنا القيامة الفرح بإمكانية الانتصار على الشيطان وعلى الخطية وعلى الموت.

قبل القيامة كان الشيطان متسلط على العالم، وكان الموت متسيد على العالم وكانت الخطية مستقرة داخل كل انسان، كانت توجد عداوة بين الإنسان والله، كان الشيطان يقبض على كل نفس عند الموت ويطرحها في الجحيم لأنها نفس خاطئة لا توجد بينها وبين الله مصالحة.. فماذا حدث بعد القيامة: تمت المصالحة على الصليب، لكن القيامة كملت المصالحة "بالموت داس الموت" "أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟". ولم يصبح للخطية سيطرة علينا:" إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ." ويقول معلمنا بولس الرسول: "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي." ولم يعد للشيطان سلطان على أولاد الله فقد قبض عليه السيد المسيح على الصليب وطرحه في الجحيم.. وقد نتساءل إن كان الأمر هكذا فلماذا أخطئ؟.. أجيبك وأقول: أنت الذي تسلم إرادتك للشيطان وتخطيء فليس للشيطان سلطان على أولاد الله، وتاريخ الكنيسة مليء بسير القديسين.. مجرد ذكر اسم القديسة يوستينا كان يحرق الشيطان..

وبعد القيامة لم يعد هناك خوف من الموت، ولم يصبح الموت نهاية كل شيء بل اصبح مجرد انتقال، وتصلي الكنيسة:"لأنه لا يكون موت لعبيدك بل هو انتقال". ويقول معلمنا بولس الرسول:" لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدّاً." وهكذا تقول النفس المشتاقة للحياة في السماء مع المسيح.

وأيضاً بعد القيامة لم يصبح للخطية سلطان أو تسلط على الإنسان؛ فدم المسيح المسفوك على الصليب وقوة المسيح القائم من الأموات تستطيع أن تغفر كل خطايانا.

بعد القيامة أصبحنا لا نفقد سلامنا بسبب الخطية لأن دم المسيح المسفوك على الصليب يطهر من كل خطية وان اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا.

وهكذا يا أحبائي بقوة القيامة "قيامة السيد المسيح من بين الأموات" أصبحنا ننتصر على الشيطان وعلى الموت وعلى الخطية وأصبحت حياتنا مع المسيح حياة الانتصار الدائم.

ثالثاً: أيضاً من أفراح القيامة الفرح بالأبدية، وكلام السيد المسيح عن الأبدية قبل القيامة كان صعب الفهم، إنما بعد القيامة فهمنا أننا نأخذ أجساد ممجدة نقوم بها من الموت، وأصبحت أنظارنا متجهة للأبدية، نعيش على الأرض ليس من أجل شهوات العالم بل من أجل أن يكون لنا النصيب الصالح في ملكوت السموات بعد القيامة لأجل هذا استهان أبائنا وشهدائنا بالضيقات والاهانات والآلام لكي كون لهم حياة الفرح الدائم مع السيد المسيح في الأبدية.

رابعاً: أيضاً أفراح القيامة أعادت الثقة بشخص المسيح إلى أولاد الله، قال السيد المسيح قبل القيامة: "َلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ". لأن التلاميذ وقت آلام الرب وصلبه فقدوا فرحهم بالمسيح فهرب بعضهم وأنكره البعض أما بعد القيامة عادت للتلاميذ الثقة في شخص الرب يسوع المسيح القائم من بين الأموات، رجع الفرح للتلاميذ:" فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ".

لا تجعل أمور هذا العالم تفقدك فرحك بقيامة المسيح ، لا تجعل مشاغل الحياة تفقدك سلامك. عيشوا يا أحبائي حياة الفرح.. عيشوا أفراح القيامة كل حياتكم على الأرض من أجل أن يكون لكم النصيب الصالح في ملكوت السموت.

منتدى كنيسة مارجرجس بعين شمس الشرقية.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم