نقرأ فى الكتاب المقدس كلمة "يمين الرب" عدة مرات فمثلاً "قال الرب لربى اجلس عن يمينى"(1).
وفى حديث المسيح لرؤساء الكهنة قال لهم "الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة، وآتياً على سحاب السماء"(2).
وفى الصعود إلى السماء يقول "ثم أن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله"(3).
ويقول أيضاً "وإذا ارتفع بيمن الله وأخذ موعد الروح القدس من الآب"(4).
معنى اليمين
الله غير محدود .. أى ليست له يمين أو يسار، لذلك فالكلمة "يمين" هنا تعنى مركز القوة أو العظمة أو المكان الحسن الذى ليس له نظير.
لذلك يستخدم الله نفسه هذه الكلمة معبّراً عن القوة والقدرة، فيقول "أنا هو الأول وأنا الآخر ويدى أسست الأرض "ويمينى نشرت السموات"(5).
وأيضاً يقول "حلف الرب بيمينه وبذراع عزته"(6).
ويقول أيضاً "يمينك يارب تحطم العدو"(7).
(1)-(مز22: 42)،(مر12: 26)،(لو20: 42)،(أع2: 34)،(عب1: 13).
(2)-(مت26: 64)،(مر14: 62)،(لو23: 69).
(3)-(مر16: 19)،(أع7: 55). (4)-(أع2: 33).
(5)-(أش48: 13). (6)-(أش62: 8).
(7)-(حز15: 6).
جلست الملكة عن يمين الملك
وأيضاً يقول "يارب من مثلك معتزاً فى القداسة مخوفاً بالتسابيح صانعاً عجائب تمد يمينك فتبتلعهم الأرض"(1).
المكانة العالية
وتستخدم الكلمة فى التعبير عن المكانة السامية أو العالية، فيقول المزمور "جعلت الملكة عن يمينك بثوب موشى بالذهب"(2).
وفى إنجيل القديس متى يقول الرب عن الذين عملوا أعمال المحبة :
" ومتى جاء ابن الإنسان فى مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسى مجده، ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض ... فيقيم الخراف عن يمينه ... ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا إلىّ يا مباركى أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم لأنى جعت فأطعمتمونى عطشت فسقيتمونى كنت عرياناً فآويتمونى عرياناً فكسوتمونى مريضاً فزرتمونى محبوساً فأتيتم إلىّ"(3).
هؤلاء يجلسهم المسيح الملك عن يمينه لأنهم اهتموا بإخوة الرب "فيجيب الملك ويقول لهم الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتى الأصاغر فبى فعلتم"(4).
اليمين والخلاص
هناك علاقة قوية بين اليمين والخلاص ذكرها الكتاب المقدس فى مرات عديدة، فيقول أيوب الصديق "أنا أحمدك لأن يمينك تخلصك"(5).
ويقول داود النبى "وتجعل لى ترس خلاصك ويمينك تعضدنى ولطفك يعظمنى"(6).
ويقول أيضاً "ميز مراحمك يا مخلصى المتكلين عليك بيمنك من المقاومين"(7).
(1)-(مت25: 31- 39). (2)-(مت25: 40). (3)-(أى10: 14).
(4)-(مز18: 35). (5)-(مز17: 7). (6)-(مز98: 1).
(7)-(مز20: 6).
لذلك يقول داود النبى "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع عجائب خلصته يمينه وذراع قدسه"(1).
ويقول أيضاً "الآن عرفت أن الرب مخلص مسيحه يستجيبه من سماء قدسه وبجبروت خلاص يمينه"(2).
الالتجاء إلى الله
لذلك كان داود دائماً يلتجئ للرب لأنه يعتبره خلاصه فى كل حين، فيقول "خلص بيمينك واستجب لى"(3).
ويقول من أجل الكرمة "يا إله الجنود ارجعنى اطلع من السماء وانظر وتعهد هذه الكرمة والغرس الذى غرسته يمينك"(4).
لأنه شعر دائماً بأن "يمينك ملآنة براً"(5).
وفى النهاية يقول "فى يمينك نقيم إلى الأبد"(6).
ولأن داود واثق من قوة الرب، لذلك يقول "كنت أرى الرب فى كل حين إنه عن يمينى لكى لا أتزعزع"(7).
لذلك اجعلنى يارب من أهل اليمين لكى نستطيع أن نكون معك فى ملكوت السموات، ونسمع ذلك الصوت المملوء فرحاً وسروراً ونعيماً من فمك الإلهى القائل "تعالوا إلى يا مباركى أبى رثوا المُلك المعد لكم قبل إنشاء العالم.."(8).
(1)-(مز98: 1). (2)-(مز20: 6). (3)-(مز60: 5).
(4)-(مز80: 15). (5)-(مز48: 10). (6)-(مز16: 11).
(7)-(أع2: 25). (8)-(مت25: 34).