الميرون المقدس 2

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 
المجموعة: مقالات قداسة البابا تواضروس الثانى الزيارات: 1776

 

كتبت لكم فى مقدمة العدد الماضى من المجلة عرضاً مختصراً لما سوف نقوم به بنعمة المسيح لعمل الميرون المقدس ، وأريد أن أستكمل الموضوع توضيحاً لبعض التساؤلات ... كانت الجلسة الاستثنائية للمجمع المقدس يوم 20/2/2014م فى نهاية سيمينار الأباء الأساقفة الذى استمر لمدة ثلاثة ايام ، حيث تم الإعلان عن عمل الميرون هذا العام نظراً لقرب نفاذ الكميات المتبقية منه .

وتمت مناقشات أولية حول الأسلوب الجديد فى التحضير والذى يسبق صلوات التقديس بطقسها ، وفى جلسة المجمع المقدس والتى كانت أساساً لمناقشة موضوعين : أولهما عمل الميرون للمرة 35 فى تاريخ كنيستنا ، وثانيهما إقرار لائحة انتخاب البابا . وبخصوص الموضوع الأول عرض القمص جوارجيوس عطا الله الكاهن بإيبارشية لوس أنجيلوس بأمريكا ( وهو دارس متخصص فى الكيمياء ، وقد استعان به المتنيح البابا شنودة الثالث فى كل المرات التى تم عمل المرون فيها وهى سبع مرات من 1981 – 2008م ) ، عرض الموضوع باستخدام الأسلوب الجديد ، وأجاب على الأسئلة التى طرحها المجتمعون ، ودارت مناقشات ، ولم يُفرض رأى معين ، وأخذت الموافقة برفع الأيدى والاتفاق على تحديد أيام 8 ، 9 ، 21 أبريل 2014م لهذا العمل المقدس بدير الأنبا بيشوى العامر . وتقوم فكرة عمل الميرون على استخلاص الزيوت العطرية الموجودة فى 27 مادة نباتية صلبة بعمليات " كيميائية " من طحن ونقع وتسخين وتقليب وتبريد وتصفية التفل ، ثم غسل التفل بزيت الزيتون ( لعمل الغاليلاون ) ، ثم إلقاء التفل المتبقى . وهذه العمليات نسميها " طبخ الميرون " وهى تسمية شعبية تماماً ( كما نسمى سهرات شهر كيهك : سبعة وأربعة ) ، وهى فى الحقيقة عمليات كيميائية – لمن لا يدرى – بهدف استخلاص العطور الموجودة فى المواد النباتية الصلبة حيث تُضاف إلى زيت الزيتون . وأساليب الاستخلاص تتطور بتطور العلم ، مثلاً قديماً استخدموا " الرحاية " فى الطحن ، ثم تطور الأمر إلى الدق بالهاون ، وحالياً يستخدمون الخلاط الكهربائى والذى ينجز نفس العمل فى وقت أقصر بكثير وبكفاءة عالية ونتائج أفضل . الميرون = عطور تُضاف لزيت الزيتون ، وتُقدس بالصلوات والقراءات . ليس فى مسيحيتنا – والمسترشدة بالروح القدس العامل فينا – ما يمنع من استخدام نتاجات العقل والعلم والتطور والتقدم فى تسيير أمور كنيستنا ، دون المساس بعقائدنا وأساسيات إيماننا المستقيم ، وليس من الحكمة مثلاً استخدام " الهاون " فى الطحن ونحن نملك " الخلاط الكهربائى " القوى ، فهذا بالتأكيد عبث وإضاعة للوقت الذى هو أثمن عطية . هذا تطوير فى الوسيلة وليس فتغيير فى جوهر العمل كله . على نفس المنوال نستخدم حالياً السيارات بدلاً من الدواب والجمال فى السفر ، ونستخدم الميكروفون بدلاً من الحنجرة الطبيعية بمفردها ، ونستخدم المصابيح الكهربائية مع الشموع ، ونستخدم الأيقونات المصورة أحياناً بدلاً من الأيقونات المرسومة ، ونستخدم " الأيباد " iPad بدلاً من الخولاجى الورقى ، ونستخدم ماكينات عمل الزخارف الخشبية فى عمل حامل الأيقونات بدلاً من الأسلوب اليدوى والأويمة ، وتستخدم العجانات الكهربائية بدلاً من العجن باليد فى صنع القربان ، ونستخدم الأفران الحديثة بالطاقة ( غاز أو كهرباء أو حتى الطاقة الشمسية ) بدلاً من أفران الخطب والخشب ، والأمثلة عديدة جداً