ذكرى القديسة (لوسيا) في مملكة السويد

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

مسيحيات
بقلم:المحامي والقاص مارتن كورش
في يوم 13-12 من كل عام يصادف في مملكة السويد ذكرى القديسة (لوسيا). ففي هذا اليوم يحتفل الشعب السويدي بمختلف أعمار أبنائه من صغيرهم إلى كبيرهم بأحياء ذكرى هذه القديسة،حيث يقومون بزيارة الكنائس ويوقدون الشموع ويرنمون. بما أنني متواجد في مملكة السويد، دعوني أنقل لكم صورة حية عن إحياء ذكراها في مدينة من مدنها ألا وهي مدينة(Eskilstuna) المسماة على إسم رجل الدين(Eskils)،ولاحقاً سيكون بعون الرب موضوع آخر عن هذا المؤمن والذي على ما يبدو بأن المدينة سُمِيَتْ بإسمه ،حيث شاركنا عائلياً في إحياء ذكرى هذه القديسة.


حفل إحياء ذكرى القديسة تم عمله قبل يوم أي الجمعة لأن السبت والأحد هما يومي عطلة فيهما تعتذر المدارس عن إستقبال مُحبيها الطلبة .دعوني أقول لكم بكل صراحة كنا محظوظين أنا وزوجتي حيث دُعينا مع بقية أولياء أمور الطلبة لنحضر حفل إحياء ذكرى هذه القديسة.الوقت صباح وتساقط الثلوج لم ينقطع منذ ثلاثة أيام لكنك وأنت تسير تشعر بالنشاط في ذلك الصباح المنعِش ببرودته، الذي هو الآخر إرتدى حلته البيضاء وكأنه وشهر الإنتظار والقديسة (لوسيا) على موعد يترقبون مجئ الـ( Christmas) الذي يرمز إلى الرب يسوع المسيح\"له كل المجد\".ونحن ندخل مجمع المدارس( Årbyskolan) وكأننا ندخل مجمعاً للملائكة!كل الطالبات من مرحلة الروضة وإلى المرحلة المنتهية من الإعدادية،كنَّ يرتدين الثوب الأبيض الطويل وقد ربطن وسطهنّ بشريط أحمر وأنت تسير تسمع أصوات الترنيم وكأنها أصوات ملائكة قدمت في ذلك الصباح من السماء لتشارك أطفال مدارس مملكة السويد في الترنيم في ذكرى القديسة(لوسيا) في زمن الإنتظار.يا لهذا الصباح المبارك.يا فرحتنا نحن أولياء الأمور ونحن نشاهد فلذات أكبادنا وهم يرنمون للرب. ليس هذا بجديد على هذه الدولة الأوربية فبشكل عام في كل دولة من دول أوروبا تحتفل شعوبها في تواريخ مختلفة من السنة وهم يحيون ذكرى قديس أو قديسة. وبحسب قرأتي وجدت بأن عدد هؤلاء البارين الذين نعتبرهم أبطال في الأيمان، في قارة أوروبا كبير والذي يثبت هذه الإحصائية هو الإستبداد والإضطهاد الذي مارسته الدولة الرومانية آبان حكمها الإلحادي.(قائلاً لا تخف يا بولسُ.ينبغي لكَ أن تقفَ أمامَ قيصرَ.وهوذا قد وهبكَ الله جميع المسافرينَ معكَ)\"أعمال الرسل27: 24\".

حقاً أن هناك حماية من الله لكل المضطهدين المسيحيين على مر الزمان من جهة ومن جهة أخرى إزدياد متعاقب متواتر لعدد المؤمنين في الرب يسوع المسيح \"له كل المجد\".يعني أن الرب لم يكتف بحمايتنا فقظ بل عمل روحه القدوس على إزدياد عدد المؤمنين به.وكأنها علاقة عكسية مباركة من الرب بين الإضطهاد الديني وبين إزدياد عدد المؤمنين. (لا تَخفْ أيها القطيعُ الصغيرُ لأنَّ أباكُمْ قدْ سُرَّ أن يُعطيكمُ الملكوتَ)\"لوقا12: 32\". البركة الظاهرة للعيان في ذكرى هذه القديسة هو تزامن ذكراها في هذا الشهر المبارك الذي يطلق السويديون عليه تسمية شهر المجئ(Advent). ففي هذا الشهر تتزين مملكة السويد بحلة الشموع،وكأنها عروس تنتظر عريسها.(وأنا يُوحنا رأيتُ المدينةَ المقدسةَ أورشليمَ الجديدةَ نازلةً من السماءِ من عِندِ اللهُ مهيأةً كعروسٍ مزينةٍ لرجلهَا)\"رؤيا21: 2\".
حيث نواقيس،أجراس الكنائس تدق لتمتلئ بزوارها ،حتى عدد زوار الكنائس في هذا الشهر يختلف عن غيره من شهور وأيام السنة.الشوارع مزينة شرفات البيوت مزينة المحلات مزينة الأسواق الكبيرة(سوبرماركت)والأسواق الصغيرة مزينة محطات القطارات مزينة الأنفاق مزينة بل حتى فوق أعلى عمارة إرتفاعها 11 طابق ترى قد زينتها البلدية(Kommun).فكل نافذة أو شرفة(بالكون) بيت أو شقة ترى سكانها قد زينوها بالشموع والأضوية التي توحي بقرب الـ (Christmas) صور حية كلها توحي إلى الإنتظار، أنتظار أعياد الميلاد إنتظار المجئ .إنتظار الـ (Christmas). تزامن أيام الإنتظار مع الإحتفال بذكرى بارة إختارها الرب له لتكون قديسة.القاسم المشترك في هذه الشهر هو الإنتظار.حيث الثلوج قد بدأت تتساقط وكأن الملائكة تعزف سمفونية السماء في زمن المجئ.كل شئ في مدن مملكة السويد قد تزين بحلية المجئ.
ويغلب على هذه الألوان اللونين الأحمر والأبيض.واللون الأحمر معروف لدينا نحن المسيحيين بأنه يرمز إلى دم يسوع المسيح\"له كل المجد\" حَمَلْ الله.واللون الأبيض حسب إعتقادي يرمز إلى العروس وهذه هي كنيسة الرب .
ففي يوم إحياء ذكرى القديسة (لوسيا) يرتدي الأطفال من الذكور الكسوة الحمراء نفسها التي يرتديها (بابا نوئيل) من قمة رأسه وإلى أخمص قدميه.أما البنات أي الإناث فيرتدين الثوب الأبيض وحول وسطهن شريط أحمر.ألوان متمازجة ترمز إلى البركة.ثوب أبيض وشريط أحمر،يوحي إلى أنه كنيسة الرب محمية بدمه الزكي.في هذه الذكرى الغالية على قلوب السويديين، ترى كل مدرسة تخرج بمعلميها وطلابها وطالباتها(أشكر الرب أن إبنتي كانت من بينهنّ وهي تحمل شمعة الإنتظار بيدها الصغيرة لتشعلها في الكنيسة) في صفوف مرتبة سيراً على الأقدام من مدارسهم وإلى أقرب كنيسة لهم وهم حاملين الشموع بأيديهم وما أن يدخلوا الكنيسة حتى يبدأوا بالترنيم وليبدأ كل واحد منهم بإيقاد شمعة المجئ الأولى في اليوم الأول من الأسبوع الأول من شهر(December)، والشمعة الثانية توقد في اليوم الأول من الأسبوع الثاني وهكذا الشمعة الثالثة والرابعة.أربعة شموع يطفئ أهل السويد سموها بشمعات إنتظار المجئ.اذا تزامن مبارك ومرتب ومنظم من الرب يسوع المسيح\"له كل المجد\"حيث يتزامن إحياء ذكرى القديسة (لوسيا) في شهر مبارك لدى الشعب السويدي هو شهر(December)في الثالث عشر منه من كل عام.

دعنا أيها الزائر أنا وأنت القادمان من الشرق ننظر بأم عيننا هذا البلد الذي قد شوهت أفكارنا جمالية وجهه حتى نعتناه بشتى الكلمات المشينة.دعنا أيها الزائر القادم من الشرق أن نتكرم ونعطي من وقتنا في هذا الشهر بالذات وندخل مع أنفسنا وقلوبنا ومشاعرنا وأحاسيسنا،مدرسة في يوم ذكرى إحياء القديسة (لوسيا) لنطلب من الرب أن يغفر لنا خطية نعت مملكة السويد خاصة وبلدان أوربا قاطبة بالزنى،عندئذٍ سنندم على كل كلمة جارحة مشينة معيبة قلناها نحن القادمين من الشرق في حق دول إحتضنتنا كما تحتضن الأم أولادها.عندئذٍ سنندم والرب سيغفر لنا،أكيد.كما ندمت أنا قبل كل قادم،على كل قولٍ مشين نعت به دولة في أوربا.لأني يوم كنت في الشرق كنتُ أنعت كل الدول الأوربية بالفسق .ويوم أقمت في مملكة السويد رفعت مع زوجتى وإبنتي صلاة قصيرة معبرة قدر الإمكان عن الشكر\"يا رب بارك مملكة السويد\".

ندمت على كل كلمة مشينة قلتها بحق هذا البلد .أنا أدعو كل مقيم في أية دولة أوربية ليشارك مواطنيها في ذكرى إحياء أي قديس أو قديسة ليعرفهم عن كثب.فلعل في هذه المشاركة رد جميل لما تقدمه لك دولة اللجوء.ودون أن ننسى وطننا وشعبنا في طِلبة من الرب نطلبها سوية في أية دولة كنا الآن، أن يبارك بلدنا العراق.

المحامي والقاص الآشوري
مارتن كورش

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم