بدأ صباح اليوم قداس اختيار بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ118، خلفاً للبابا شنودة الثالث، من بين المرشحين الثلاثة "الأنبا رافائيل، أسقف كنائس وسط القاهرة، والأنبا تواضروس، أسقف البحيرة، والقمص رافائيل أفا مينا".
وبدأت فى الساعة الثامنة صباحاً مراسم قداس القرعة الهيكلية بالكنيسة الأرثوذكسية بالعباسية، كآخر مرحلة لاختيار خليفة للبابا شنودة، بعد ثمانية أشهر من رحيله، حيث بدأت المراسم برفع الأنبا باخوميوس، القائم مقام، ثلاث ورقات تحمل اسم المرشحين الثلاثة لخوض القرعة الهيكلية بالترتيب وهم، الأنبا رافائيل، أسقف كنائس وسط القاهرة، والأنبا تواضروس، أسقف البحيرة، والقمص رافائيل أفا مينا، أمام الحضور،
ثم قام بطى الورقة الأولى وباقى الورقات بنفس المساحة، وختمها بختم البابا شنودة الراحل، ثم أنهى ذلك بختمها بختمه الخاص ثلاث مرات قبل وضعها فى كرة بلاستيكية شفافة، قبل وضعها فى كأس شفاف، وربط الكأس وتشميعه بالشمع الأحمر.
وأكد الأنبا باخوميوس، قائمقام البطريرك، أن قداس القرعة الهيكلية اليوم جاء بناءً على المادة 17 و18 من لائحة اختيار البطريرك، والتى تحدد يوم قداس القرعة الأحد التالى لإعلان نتيجة الانتخابات.
وقال الأنبا باخوميوس، قائمقام البطريرك، إن البابا القادم الذى سيختاره الله للكنيسة سيكون رجل صلاة وتعليم ورعاية، خاصة فى ظل احتياج الكنيسة للعمل الرعوى والخدمى، وسيكون يكمل تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية، وأضاف أننا نصلى أن يبعث البابا المختار سلاماً ووحدانية للكنيسة ويبعدها عن العثرات.
وأضاف باخوميوس، خلال العظة التى ألقاها خلال قداس القرعة الهيكلية، إننا نريد وحدة مسيحية مبنية على روح الصلاة والرعاية الأمينة، فالله يريدنا أن نكون واحداً وتجتمع كل الطوائف المسيحية تحت ذلك، مضيفاً أننا نصلى من أجل أن يختار الله الراعى الصالح، ليتمم فكر الكنيسة فى الكهنوت الأرثوذكسى، ويتسنى ذلك عبر قداس القرعة بعد صوم وصلاة من أجل اختيار الراعى الصالح، وهو ما تعلمناه من الكنيسة الأولى.
وطالب باخوميوس بعمل الله فى الكنيسة، مستشهداً بآية من الكتاب المقدس "لا بالقوة وبلا بالقدرة، بل بروحى قال رب الجنود "لذلك نطلب بعمل المسيح فى هذا الجيل الذى جفت فيه منابع العمل الروحى بسبب العالم ومتغيراته".
وقال، إننا نشعر بمسئوليتنا نحو كل نفس بشرية فى مصر وخارجها المؤمن أو غير المؤمن، فنحن نؤمن بأن حياة الشهادة للمسيح ليست عملية اختياره بل وصية والبابا الجديد سيرسخ فكر التوبة والصلاة كما تسلمناه من الآباء السابقين.
وأنهى باخوميوس بتوجيه الشكر للطوائف المسيحية التى حضرت ومساعد رئيس الجمهورية سمير مرقص، ومنير فخرى عبد النور ورجال الأمن، وأوضح باخوميوس، أن الإناء الشفاف الذى يحمل أسماء المرشحين سيوضع على الركن الغربى للجهة القبلية للمذبح طوال القداس، ولن يسمح لأحد بالتواجد داخل الهيكل، إلا خمسة كهنة وخمسة شمامسة، بالإضافة إلى المطارنة والأساقفة أصحاب الخدمة.
يذكر أن هناك 3 بوسترات كبيرة متجاورة فى مدخل الكاتدرائية بالسيرة الذاتية وصور المرشحين الثلاثة للقرعة الهيكلية وبمساحات متساوية لكل مرشح، وإذاعة السيرة الذاتية لهم منذ الساعة السادسة والنصف صباحاً فى الميكروفونات الداخلية بالخيام وعلى شاشات العرض، فضلاً عن السيرة الذاتية لحياة البابا شنودة ومقتطفات من تاريخ الكنيسة المصرية.
ومن المنتظر أن يتم إجراء القرعة الهيكلية لاختيار البابا الـ118، عقب انتهاء القداس، وقد تستغرق احتفالات القرعة الهيكلية ما بين 4-5 ساعات، وسيعقد المجمع المقدس اجتماعاً يوم 8 نوفمبر الجارى، لبحث ترتيبات تجليس البابا برئاسة الأنبا باخوميوس ولا يحضره البابا الجديد قبل يوم التنصيب الرسمى 18 نوفمبر الجارى.
وحضر مندوب من وزارة الداخلية ليبلغ الوزارة رسمياً غداً باسم البابا الجديد، الذى سيتم اختياره لاستصدار قرار جمهورى بتوليه المنصب، وتم استطلاع رأى الكنيسة فى أن البابا الجديد يمكن له تغيير اسمه عقب اختياره، أو يستمر باسمه فى الرهبنة.
وكانت فرق الكشافة بدأت فجر اليوم الاستعدادات، وقامت بإجراءات النظام الداخلى وإرشاد الحضور لأماكنهم فى ظل تزايد عدد الحضور أكثر من العدد الذى شارك فى الانتخابات، وقد تم تخصيص باب لأصحاب كل دعوة حضور وهناك لافتات واضحة فى الشوارع المؤدية للكاتدرائية لتيسير الأمر على الحضور.
وبدأ الاحتفال بخروج وسحب الآباء الأساقفة والمطارنة، يتقدمهم الشمامسة من مقر سكن القائمقام إلى الكنيسة الكبرى داخل المقر، وبدأ القداس بكلمات للأنبا باخوميوس وقيادته وأعضاء المجمع المقدس فى تلاوة الصلاة، وبعد الانتهاء من القداس يحمل القائمقام الإناء الذى يحتوى على الأسماء الثلاثة.
وبعدها تأتى إجراءات القرعة لاختيار واحد من الأطفال الاثنى عشر، وذلك من خلال تغطية أجسادهم بملاءة بيضاء، ثم يتلو صلوات خاصة وهو يسير من الأول إلى الأخير ويضع يده عليه، وعندما يختتم الصلاة يكون هو الطفل الذى يسحب اسم البابا فيتقدم الطفل ويسحب ورقة من الثلاث الموجودة داخل الإناء ويعطيها للقائمقام ليعلن الاسم الذى سيتحمل مسئولية الكنيسة فى السنوات المقبلة، خلفًا للبابا شنودة الثالث، ويتم إبلاغ الفائز بالنتيجة اليوم عن طريق وفد من أعضاء المجمع المقدس يذهب إلى الدير الذى يعتكف فيه المرشح، حيث إن كلاً من المرشحين الثلاثة يعتكف فى دير مختلف، الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة معتكف فى دير البراموس بوادى النطرون، والأنبا تواضروس معتكف بدير الأنبا بيشوى، والقمص رافائيل أفا مينا بدير القديس مارمينا بمريوط.
وضمت قائمة أسماء البطاركة ورؤساء الكنائس الذين شاركوا فى قداس القرعة الهيكلية، ثيودوروس الثانى بطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، والمطران نيقوديموس الوكيل البطريركى بالقاهرة للروم الأرثوذكس، ونيقولا أنطونيو النائب البطريركى ومطران طنطا للروم الأرثوذكس، المطران أشود مطران الكنيسة الأرمينية الأرثوذكسية بمصر والسودان، الربان إندراوس النائب البطريركى للسريان الأرثوذكس، المونسينيور كوريان ماثيو من سفارة الفاتيكان بمصر، مندوب عن الفاتيكان، والأنبا كيرلس وليم المدبر البطريركى للأقباط الكاثوليك ومطران أسيوط، والمطران يوحنا قلتة النائب البطريركى للأقباط الكاثوليك، والأنبابطرس فهيم المدبر الإيبارشى للأقباط الكاثوليك، والمطران جورج بكر مطران الروم الكاثوليك الملكيين بمصر والسودان.
وكذلك المونسينيور فيليب نجم المدبر البطريركى لكنيسة الكلدان بمصر، والمطران أوغسطينوس مطران الأرمن الكاثوليك بمصر، والأنبا عادل ذكى مطران اللاتين بمصر،و المطران جورج شيحان مطران الموارنة بمصر، والمونسينيور فيليب نجم المدبر البطريركى لكنيسة الكلدان بمصر، المطران يوسف جنوش مطران السريان بمصر.
والدكتور القس صفوت البياضى رئيس الكنيسة الإنجيلية بمصر، والدكتور القس أندريه زكى نائب رئيس الكنيسة الإنجيلية، والقس رفعت فتحى سكرتير عام سينودس النيل الإنجيلى، القس سامح موريس راعى كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية والمطران منير حنا رئيس الكنيسة الأسقفية بمصر، والقس رضا ثابت رئيس سينودس النيل الإنجيلى، والمطران يوسف جنوش مطران السريان بمصر، إضافة إلى 20 شخصية من أقباط المهجر، ومندوب من وزارة الداخلية وآخر من الرئاسة.
وأرسل 6 أساقفة اعتذاراً للكنيسة لعدم حضور قداس القرعة الهيكلية.
والقرعة الهيكلية صاحبة الكلمة الأخيرة فى اختيار البابا الجديد، ترجع بدايتها إلى أيام السيد المسيح عندما اجتمع التلاميذ لاختيار خليفة يهوذا، "فأقاموا اثنين يوسف ومتياس وصلوا قائلين أيها الرب العارف قلوب الجميع عين أنت من هذين الاثنين أيا اخترته، ثم ألقوا قرعتهم فوقعت القرعة على متياس فحسب مع الإحدى عشر رسولا"، حسب نص الإنجيل فى سفر أعمال الرسل.
ويعد نظام القرعة الهيكلية، حسب نص لائحة 1957، هو تمثيل للاختيار الإلهى، والتأكيد أنه لا فضل لأحد على البابا فيما وصل إليه، والأمر كله موكول إلى الله، وتم تطبيق نظام القرعة فى اختيار جميع البطاركة، وآخرهم البابا كيرلس السادس ومن بعده البابا شنودة الثالث وأخيراً البابا الـ118.