الرسالة البابوية فى عيد الميلاد المجيد

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

1عيد الميلاد المجيد يناير 2009

أود يا أحبائى الأعزاء أن أكلمكم بمناسبة عيد الميلاد المجيد عن السيد المسيح الذى ولد فى فلسطين .. والذى كانت أمه فلسطينية، وكل تلاميذه كانوا فلسطينيين .. وقد بشر فى فلسطين، وعلم، ونشر الإيمان فى تلك المناطق.
السيد المسيح قد ولد لكى يقرب بين السماء والأرض .. ويقرب ما بين الله والناس وينزع حاجز الخوف الذى يخيف الناس من الله ويجعلهم يحبونه ..أب البشر
لهذا فإن الخوف من أوائل الأمور التى علّم بها السيد المسيح أن الله هو أب للبشر، وجميع الناس هم أولاده، لذلك نقول لله فى الصلاة "يا أبانا الذى فى السموات ..."(1).

وباعتبار أن الله هو المعطى لنا كل شئ .. كان يقول لنا عن هذه العطايا المادية "لا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس فإن هذه كلها تطلبها الأمم لأن أبوكم السماوى يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها لكن اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم"(2).
والله كأب له كل حنو .. الابوة على البنين، ويهتم بأولاده كل الاهتمام .. وهو أيضاً يعاملهم بحب، والبشر أيضاً يحبونه .. فالحب متبادل بين الله والناس.
بل إن الله هو الحب كله .. وعلمنا المسيح أن نقول أن "الله محبة"(3).
علمنا السيد المسيح أيضاً أن الله هو الراعى الصالح وكلنا من غنم رعيته وهو الذى قال "أنا أرعى غنمى وأربضها وأطلب الضال واسترد المطرود وأجبر الكسير وأعصب الجريح"(4).
 (1)-(مت6: 9).                (2)-(مت6: 31).        
 (3)-(1يو4: 13).                (4)-(حز34: 15).
فالله يهمه أن يهتم بهذه الرعية وكل إنسان ضل يسعى الله إليه لكى يرجعه إلى حضنه الأبوى مرة أخرى.
الخطاة:
من جهة معاملة المسيح للخطاة .. علمنا السيد المسيح أن الله يشفق على الخطاة لكى يقودهم للتوبة، وليس يعاملهم فقط بالعقوبة والعنف.
ولهذا علمتنا المسيحية أيضاً أن "الله يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون"(1)، وأن الله [ لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا ](2).
عدل الله ورحمته:
بهذا الشكل نقف أمام مشكلة أخرى وهى عدل الله ورحمته .. عدل الله يحاسب كل إنسان على أفعاله، ورحمته تغفر .. فكيف يوفق بين الاثنين ؟!
التوفيق بينهما من خلال التوبة، فالعدل الإلهى يرى أن الخاطئ بالتوبة قد مُحيت خطاياه، ورحمة الله بالتوبة تغفر.      
لذا نرى فى المسيحية أن الله عادل فى رحمته، ورحيم فى عدله .. وعدل الله ورحمته لا ينفصلان.
الخلاص:
علمنا السيد المسيح أن الله هو المخلص .. يخلص شعبه من خطاياهم، وليس بالمعنى القديم الذى كان يقول فيه اليهود "يخلصنا من أعدائنا ومن أيدى جميع مبغضينا"(3).

 (1)-(1تى2: 4).            (2)- طلبة تقال بعد صلوات كل ساعة بالأجبية.
 (3)-(لو1: 71).
 فهو يخلص الناس من عقوبة خطاياهم بالفداء، ويخلص الناس من خطاياهم بالتوبة لكى يعودوا ويقبلهم إليه كما كانوا.                    
الملكـوت
السيد المسيح أيضاً تحدث عن ملكوت الله وملكوت السموات .. ولا يعنى به إطلاقاً الملكوت الأرضى لأنه فى مرة أرادوا أن يختطفوه ويجعلوه ملكاً هرب منهم إنما الملكوت التى تعلمنا أن نقول عنه لله فى الصلاة "ليأت ملكوتك"(1).. له ثلاث معانى :
   1- ملكوت الله داخلنا .. أن يملك الله على أفكارنا وقلوبنا وحواسنا وجميع حياتنا.
   2- ملكوت الله على الأرض .. أن ينتشر الإيمان بالله فى كل الأرض.
   3- ملكوت الله فى السماء .. الذى نترجاه.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم