الرسالة البابوية فى عيد القيامة المجـيد

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

328303-01-02التجلى
وفى حديثى معكم عن عيد القيامة المجيد أنه فى القيامة قد حدث أمر هام جداً، وهو تجلى الطبيعة البشرية .. جسداً وروحاً وفكراً، فكيف كان ذلك ؟!
حدث تجلى للجسد عندما قام الجسد من الموت ليس جسداً مادياً وإنما جسداً روحانياً نورانياً كما سمعت فى قراءة الرسائل.
والجسد النورانى الروحانى من خصائصه أنه لا يجوع ولا يتعب ولا يعطش، ولا يمرض، ولا تدركه أى ناحية من نواحى فساد الجسد.

وهذا الجسد أيضاً لا يتعب إذا شغل الحواس، بل بالعكس نجد أن الحواس الجسدية قد تجلت وأصبحت ترى ما لم تره عين وتسمع ما لم تسمع به أذن .. أصبحت هذه الحواس فى الأبدية فى حالة تجلى .. تبصر الملائكة الذين هم أرواح، وتبصر أرواح الذين سبقونا .. وأيضاً تسمع أناشيد الملائكة والقديسين فى ذلك المكان.
أما عن تجلى العقل فأصبح العقل لا توجد فيه أية فكرة خاطئة على الإطلاق، وأصبح كل تفكيره روحانى.
والروح أيضاً فى تجليها تذكرنا بقول السيد المسيح له المجد "يكونون كملائكة الله فى السماء"(1)، والملائكة معروف عنهم ملئ الطهارة، وخفة أجسادهم التى تتحرك من السماء إلى الأرض فى لمح البصر دون أن تعبر وسطاً.  
التجلى فى العقل فى نوع المعرفة .. كانت معرفة الإنسان قديماً تتأرجح بين الخير والشر .. الحلال والحرام .. اللائق وغير اللائق ..
أما فى الأبدية فلا يوجد شر على الإطلاق .. الروح تنطلق من هذا الجسد المادى الذى قد يجر الروح إلى الخطيئة، وأصبحت الروح فى وضعها السليم تتغذى بمحبة الله، وتتغذى بعشرته، وعشرة الملائكة والقديسين.
وأصبحت هناك تجليات أكثر بالنسبة للمعرفة .. معرفة الإنسان فى الحياة الأرضية التى يحيا فيها الإنسان هى معرفة تشمل الخير والشر أما فى الأبدية فلا يوجد إطلاقاً سوى معرفة الخير .. أما معرفة الشر تزول وتنتهى تماماً فى الأبدية .. كل قاموس الألفاظ التى تدل على الخطية أو الفساد أو الإنحراف أو الدعارة أو الزنى أو القتل أو السرقة .. كل الألفاظ الشريرة محيت تماماً فى الأبدية.
 (1)-(مر12: 25).            
لم يعد فى الأبدية معرفة لأى كلمة خاطئة، وأيضاً العقل الباطن للإنسان فى الأبدية سوف يتجدد، ولا تكون فى ذاكرته أية أشياء شريرة سـواء فى الفكر أو
القصص أو الأخبار أو الصور بأى شئ، بل عقل نقى فكراً من الناحية الباطنية.   
ويصير للإنسان قاموس جديد للألفاظ كله خير .. لا يوجد فيه أية كلمة شريرة، بل ينسى الإنسان الأشرار الذين عاشرهم، أو أخطأوا فى زمانهم لأن الأشرار سيذهبون إلى الجحيم، ولا يمكن للإنسان أن يتذكر أحد من أحباءه من هؤلاء الأشرار لأنهم قد ذهبوا إلى الجحيم.
وتصعد الروح أيضاً لعشرة الملائكة وعشرة القديسين .. هذا هو التجلى الذى سيحدث فى الطبيعة البشرية فى الأبدية غير الحالة الآن فى الحياة الأرضية للطبيعة الجسدية وهى متحدة بالمادة.
فليجعله الرب عيداً سعيداً لنا جميعاً على بلادنا، وعلى كل البلاد، وعلى العالم كله .. له المجد الدائم إلى الأبد آمين.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم