الرسالة البابوية فى عيد الميلاد المجيد - لقداسة البابا شنودة الثالث

تقييم المستخدم: 4 / 5

تفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتعطيل النجوم
 

480624 10150598057285829 669090828 9616359 1212230205 nالمـجــوس

وإن كان المجوس قد قدموا للسيد المسيح فى يوم ميلاده ذهباً ولباناً ومراً(1)، فإننا نقدم أيضاً هذه الأنفس الغالية علينا التى صعدت إلى المسيح.
 (1)-(مت2: 11).    

المجوس يقدمون الهدايا للسيد المسـيح
لقد جاء السيد المسيح إلى الأرض لكى يبشر بالحب، وينشر الحب فى أرجاء العالم، وصدق أمير الشعراء أحمد شوقى حينما قال : ولد الحب يوم مولد عيسى.

هو ينشر الحب، وهو أيضاً كان حباً متحركاً أينما حل ..
 كل من اتصل به نال نصيباً من حبه ومن عطفه ومن رقته .. وهكذا قيل عنه أنه يجول يصنع خيراً(1).. يمر على المرضى فيشفيهم، وعلى الحزانى فيعزيهم، وأيضاً يدعو الجميع إلى أنهم يطعموا الجوعانين ويكسون العرايا ويزوروا المساجين .. فلما قالوا له متى رأيناك هكذا قال لهم "الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد اخوتى هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم"(2).           

  السيد المسيح مريح التعابى

 (1)-(أع10: 38).                (2)-(مت25: 40).
 كان حباً يتمشى وسط الناس. وأيضاً كان يهتم بالطوائف التى كانت مستبعدة من اليهود كالسامريين والأمم .. فالسامريين مثلاً إذا وقع ظل واحد منهم على يهودى كان ينجسه أو يعتبرونه كذلك.
فكانت النتيجة أن السيد المسيح احتضن هؤلاء وذكر لهم مثل السامرى الصالح(1)، وكيف كان أكثر نبلاً من اللاوى والكاهن.

الـــســـــامـــرى الـــصـــالـــــح
وكذلك الأمم الذين كانوا مكروهين من اليهود .. قال السيد المسيح عن أحدهم القائد الأممى "لم أجد فى إسرائيل كلها إيماناً مثل إيمان هذا الرجل"(2).   

المـحــبة
السيد المسيح لم يكتف فقط أن يكون حباً يتمشى وسط الناس، وإنما أيضاً دعاهم أن يهتموا بوصية المحـبة .. إذ قـال أنها الأولى فى النامـوس (أى
 (1)-(لو10: 30).                (2)-(مت8: 10).             
الشريعة) إذ قال "تحب الرب إلهك من كل قلبك وتحب قريبك كنفسك"(1).
وعبارة قريبك تخص أخاك فى البشرية .. فكلنا أقرباء وكلنا أبناء أب واحد هو آدم، وأم واحدة هى حواء .. تحب قريبك أى تحبك كل البشر.
علمنا أن الله محبة(2)، والله من أجل محبته للبشر أوجدهم وخلقهم، وهو الذى يرعى الكل، ويهتم بالكل، ويحفظ الكل ويعتنى به .. لذلك علينا نحن أيضاً أن نحب الله كما أحبنا ..
تحبه بأن تطيعه وتحفظ وصاياه وننفذ مشيئته الإلهية على الأرض .. لا نخطئ إليه، ولا نخطئ إلى أى أحد من البشر.
وهكذا علمنا السيد المسيح نحب الخير، ونحب الغير .. أى نعيش فى حياة الفضيلة والبر ليس عن اضطرار بل طواعية.
ونحب الغير أياً كانوا .. نحب الناس جميعاً .. من الناحية السلبية لا نؤذى أحداً، ولا نحسد أحداً، ولا نتعب أحداً.
ومن الناحية الإيجابية نحب الناس بأن نعمل من أجلهم كل ما نستطيع من خير.
وهنا يبدو العطاء كفضيلة هامة أن الإنسان من محبته لغيره يعطى ويعطى من قلبه، ويعطى بصفة دائمة، ويستمر فى العطاء حتى البذل.
مبارك البر الذى علمنا الحب، وعلمنا أن نحب جميع الناس وبالحب يعيش الناس جميعاً فى سلام لا يخطئ فيهم أحد إلى غيره.            
ولربنا المجد الدائم إلى الأبد آمين
 (1)-(لو10: 27).                (2)-(1يو2: 15).

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم