اعترافات هادفة(روح الأبوة ) - للقس ثاؤفيلس نسيم

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

فى فترة ما قبل الكهنوت
أ‌-    لمسة فنان
قبل الكهنوت كنا نتحاور كخدام فيما بيننا ونحن متحيرين : لماذا يهتم قدس أبونا ميخائيل بالتصوير الفوتوغرافى كل هذا الاهتمام ؟!
وبعد الكهنوت أدركت مدى أهمية ذلك، فقدس أبونا ميخائيل بداخله إحساس رائع، ومشاعر رقيقة، وصفات فنان، فهو صاحب لمسة فنية جميلة.

وأيضاً أدركت أنه يمتلك رؤية مستقبلية، فكل صورة تعبر عن ألف كلمة، وأيضاً كل صورة هى تاريخ وتأريخ لمرحلة. وحينما نجتمع كخدام ونحتاج لبعض الصور التى تسجل لشخصية أو حدث أو موقف كنا نجد ذلك فيما احتفظ به قدس أبونا ميخائيل عبر السنوات من مجلدات مليئة بالصور الفوتوغرافية.
ب- قائد وربان
قبل الكهنوت ونحن كخدام كنا نلاحظ أن قدس أبونا ميخائيل يطلب فى بعض القداسات من الكثير منا كخدام أن يعظ، وكنا نتعجب من هذا الأمر كثيراً ! خاصة ونحن ما زلنا خداماً فى سن العشرين والثلاثين ..
ولكننا حينما وصلنا إلى مرحلة النضج سواء النضج الخدمى أو النضج الروحى أو النضج النفسى اكتشفنا أنها رؤية ثاقبة لقدس أبونا ميخائيل، فلقد أعطى الكثير منا فرصة لم نكن نجدها فى كنيسة أخرى، فعرف أغلبنا طريقالمنبر وطريقة التعليم، وكم من المواهب تم اكتشافها من خلال الوعظ والتعليم. وصار لأغلبنا أيضاً منهج كنسى روحى واضح، وتكرس أكبر عدد من بين خدام الكنيسة للرهبنة أو للكهنوت بل وقدمت الكنيسة المحلية للكنيسة العامة صاحب القداسة والغبطة قداسة البابا تواضروس الثانى بالإضافة إلى ثلاثة من الآباء الرهبان وأيضاً أكثر من عشرين أب كاهن.
فى فترة الكهنوت الأولى
أ- بعد عودتى من فترة قضاء فترة الأربعين يوماً بالدير لم يكن قد مضى على رسامتى سوى ثلاثة أشهر تقريباً، وقد قرر الآباء الكهنة والخدام عقد اجتماع فى إحدى القاعات بالكنيسة عقب عشية السبت.
وقد توافد الجميع بالقاعة وتأخرت وحدى فى لقاء مع أحد الخدام فتم استدعائى لضرورة الحضور بسرعة، وعند دخولى للقاعة وكانت ممتلئة تقريباً فوجئت بقدس أبونا ميخائيل يوبخنى بصوت مرتفع فى وسط الكل وانتابنى صمت خارجى ولكن بدون سلام داخلى. وأخذت أفكر فى الإهانة التى لحقت بى ودارت داخلى مشاعر غريبة أقلها الغضب، وعقب اللقاء لم أهدأ وبكل هذه المشاعر السلبية ذهبت لأبونا ميخائيل فى المنزل وأنا فى قمة الغضب.
والغريب فى الأمر هو رد فعل أبونا حيث وجدته يفتح الباب بهدوء ويعمل لى ميطانية قائلاً : معلش يا أبونا أنا غلطان .. أنا زعلتك !!
كم كان هذا درساً لى فقد كسر فى داخلى كل مشاعر الغضب وكل أعداء الغفران .. كسر من البداية الذات التى تحركت داخلى والكرامة التى أزعجتنى والشيطان الذى أغوانى .. إنها روح الأبوة التى غمرتنى وقوة الغفران التى علمتنى.
ب- فى الفترة الأولى لرسامتى كانت فترة ممتلئة بالنشاط والافتقاد والمجاملات، وبالفعل كنت اجتهد أن أسأل عن المتعبين والمرضى.

ويجتهد من حولى بإبلاغى بالسؤال عن الناس واحتياجاتهم. وفى إحدى الأيام أبلغنى أحد الخدام بوجود أكثر من زيارة لمرضى وبالفعل قمت بهذه الزيارات.
وعلم قدس أبونا ميخائيل بهذه الزيارات، فتم الاجتماع مع قدس أبونا جرجس ومعى قائلاً لنا : يا آباء دائماً نعطى خبر لبعض بكل الزيارات وخصوصاً المرضى علشان الناس متفرقش بيننا إحنا لازم نبقى كلنا واحد .. قلب واحد .. فكر واحد.
ورغم إننى كنت أتصرف بحماس البداية لكنها الأبوة المدبرة والحكيمة. وبالفعل صار تقليد بيننا أنه بمجرد أن يعلم أحدنا بمريض أو انتقال شخص إلى السماء أو مشكلة، فأول تصرف هو إننا نقوم بإبلاغ بعضنا البعض، وبالرغم من بساطة الدرس إلا أنه مملوء عمقاً، وهكذا استوعبت الدرس.
"وادين بعضكم بعضاً بالمحبة الأخوية مقدمين بعضكم بعضاً فى الكرامة"(1).    
وكم هو مقدس ومبارك ورائع حينما يذهب أحد الخدام لقدس أبونا ميخائيل لعرض فكرة أو إقناعه برأى أو استصدار قرار فيقول له : شوف رأى الآباء الأول.
إنه درس للخادم وأيضاً درس لنا كآباء رغم أننا جميعاً أبناء لقدس أبونا ميخائيل فى أهمية الوحدانية التى غرسها فينا بروح الأبوة التى تفيض بها علينا جميعاً.
قدس أبونا ميخائيل دعونى ألقبه أبونا ميخائيل الكبير ..
كبير فى قلبه، يحمل قلب كبير، وهذا القلب لا يحمل بغضة لأحد.
كبير فى محبته، فهو يحمل حباً لكل أولاده، وغفراناً لجميع ضعفاتهم.
كبير فى بساطته فهو يحمل بساطة الأطفال فى سرعة الغفران والنسيان

كبير فى احترامه فهو يحمل احتراماً شديداً وتوقيراً غير عادى لقداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثانى وكذلك لنيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطراننا المحبوب.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم