جاء صوت من السماء وسمعه كل الحاضرين قائلاً هلمي ايتها المباركة القديسة مارينا الي ملكوت السموات ها انت قد اصطبغتي بماء المعمودية المقدسة طوباك لأنك أسترحت وأستحققت أكليل البتولية طوباك لأنك استوجبت قوة الصليب المكرم.
امهلني ساعة لكي أصلى
في تلك الساعة آمن علي يدي القديسة مارينا خلق لا يحصي عددهم وأعتمدوا في ذلك الماء وأخذوا أكليل الشهادة فحينئذ أمر الوالي بأخذ رءوس جميعهم بالسيف وعند ذلك تحقق الوالي أنه متي تركها آمن علي يدها كل من في انطاكية.
فأمر بأخد رأسها فقام السياف وأخد القديسة المختارة العظيمة في الشهيدات (مارينا) وخرج بها الى خارج المدينة ثم نظر اليها ساعة وقال لها (يا مارينا) أني انظر يسوع المسيح مع الملائكة ومعه اكليل من نور ساطع جداً حينئذ قالت القديسة مارينا للسياف .
أن كنت ايها الاخ تنظر المخلص يسوع المسيح علي الحقيقة فأمهلني ساعة يسيرة لكي اصلي، لعل الله يقبل روحي الي مكان الراحة، فقال لها السياف يامارينا افعلي ما تختارين عند ذلك ابتدأت القديسة المغبوطة تصلي وأثناء صلاتها وطلباتها ظهر لها الرب نفسه بمجد عظيم وشجعها وقواها.
استشهاد القديسة وإيمان السياف
بعد ذلك قالت الشهيدة مارينا للسياف: ايها الأخ افعل ما أمرت به لأني هوذا قد غلبت عدوي. فقال لها السياف لست فاعلاً شيئاً من ذلك ولا اقتل عبدة المسيح المبارك فأجابته الشهيدة ماريما قائلة أن أنت لم تفعل ما أمرت به فليس لك معي نصيب في ملكوت السموات.
عند ذلك تقدم السياف اليها وهو بين الحياة والموت فزعاً مرعوباً وأخذ السيف وقطع رأس الشهيدة القديسة مارينا وهو يقول يارب لا تثبت لي هذه الخطيئة ، ثم ضرب رقبته هو ايضاً وهو يقول اني اؤمن باله القديسة مارينا، ثم تزلزلت الأرض ثلاث مرات فصرخ الجموع: عظيم هواله مارينا وكان بين الجموع مرضي حالما لمسوا جسد القديسة مارينا نالوا الشفاء فوراً.
وأبصروا اهل مدينة انطاكية الملائكة وجسد الشهيدة مارينا في احضانهم يزفونه قائلين ليس لك شبيه يارب.
وأمن عدد كبير وقبلوا عذاباً عظيماً ونالوا اكليل الحياة مع القديسين. والملائكة مضوا بروح الشهيدة مارينا للفردوس، اما الجسد فأخذه القديس ثاوفيموس الذي كان ملازماً للقديسة مارينا في رحلة تعذيبها.
وها هو يروي ما حدث علي لسانه اذ يقول، انا المسكين ثاوقيموس كنت ملازماً للقديسة المختارة مارينا من الابتداء الي الانتهاء. وكتب جميع سيرتهاً ولم انقص شيئاً وانا الذي اخذت جسدها المقدس ووضعته في جرن رخام جديد ووضعت معه طيباً كثيراً وبخور زكياص ووضع امامه قنديلاً يضيء ليلاً ونهاراً وكل من دهن بالزيت من المرضي برأ من علله وآن بهذا السبب عدد لا يحصي عددهم ووضعت الجرن في بيت بمدينة انطاكية بيسيدية.
وتعيد الكنيسة القبطية في يوم 23 أيبب من كل عام لذكري استشهادها كما تعيد في 23 هاتور عيد تكريس كنيستها.
وقد اظهر الرب من جسدها عجائب ومعجزات شفاء كثيرة. وجسدها موجود بكنيسة السيدة العذراء مريم بحارة الروم الكبري. صلاتها وشفاعتها تكون معنا آمين.