+ ولأنهم استودعوا الجسد و الروح في يدى الله
لم تغتم نفوسهم مقابل البلايا الجسدية.
+ حيثما أدرك المرض متوحدًا منهم,
لا يجد رفيقًا يعوده,
ولأنه استودع حياته في يد حالقه,
فإن قوة العلى تتولى رعايته.
+ وحيث لا يوجد من يعد له طعامه,
ولا من يعتنى به في رقاد مرضه,
يقوم الروح القدس بإنعاشه,
ومنه يتقبل قوة وثباتًا.
+ وحينما تقترب النهاية
ويحين وقت الانتقال
فلأنه لم يجعل من الأمور الأرضية متكله,
تقوم الملائكة بتكفينه,
والمكان الذي يشهد موته,
هناك يكون قبره.
+ ومثل بذرة في شق الأرض,
يبقى محفوظًا إلى يوم القيامة.
+ وإذا جاءه الموت,
وهو في كهف أو مغارة وحده,
يصير له الكهف قبرًا,
وهناك تكرم ذخيرة جسده ككنز أعلى من كنوز الدنيا وأثمن..
+ وإن أدركته النهاية في شق صخرة,
هناك يحفظ جسده,
وملاك الله ينزل كل حين,
ليكرم كنز عظامه الثمين.
+ ولأنهم عاشوا في وحدة.
بعيدًا يسكن كل واحد عن الآخر,
وحيث يموت الواحد بعيدًا عن أعين الباقين,
فإن المعونات الإلهية تتكاثر عندهم.
+ ومن يوافيه الأجل في مغارته,
أو إذا جاءه اليوم الأخير,
هناك تقاوم وليمه عرس فرحه,
وهناك يبقى فيها إلى يوم القيامة.
+ بعضهم في ظل جرف من الجبال,
يكمل حياته وجهاده,
وهناك تحفظ عظامه,
كجواهر لامعة تشع نورًا وضياءً.
+ والبعض يأتيه الموت,
وهو واقف يصلى، وهكذا يرقد.
وبينما القلب يودع الحياة متنهدًا,
تقتني النفس أجنحة تطير بها إلى السماء عاليًا.
+ والآخر وقت الخدمة،
تدركه ساعة الرحيل,
وبينما فمه يفيض تسبيحًا,
ينطلق راحلًا ليستريح من أتعابه.
+ وواحد بينما يتناول طعامه,
تدركه المنية فيرقد,
ومن مائدة الأعشاب البرية,
تأتيه الدعوة ليشترك في مائدة الوليمة الأبدية.
+ والذي يصل إلى نهاية سعيه,
وهو متكئ على مسند,
هناك يبقى جسده,
ألى يوم القيامة.
+ وآخر أيضًا يكمل جهاده,
وهو في الطريق حيث يرتحل,
وهناك يحظى براحته,
ويتخلص من هموم أتعابه.