+ الذهب هوة وشرك مخفى,
ولكنهم بسهولة قفزوا فوقه وعبروا.
ولأن الممتلكات تضل الجهلاء,
رفضوا هم كل قنيان.
+ وبينما الإنسان الجشع يغتصب لنفسه الممتلكات,
تركوا هم كل ما كان لهم ومضوا,
ومقابل كل شر,
اتخذوا درع الإيمان سلاحًا لهم.
+ رأوا العالم يفرح,
فأحبوا هم الأحزان.
ورأوا العالم يمتلئ بالملذات,
فاكتفوا هم بأعشاب البرية غذاءً.
حتى يصيروا بواسطة الشدائد الوقتية,
أهلًا للخيرات الأبدية.
+ رأوا غرور العالم ومجده الباطل,
فأحبوا التواضع والمسكنة,
لكى يصيروا باتضاعهم,
أهلًا لمجد يدوم إلى الأبد.
+ رأوا العالم تتملك فيه الشهوة,
فتمسكوا بالأصوام النقية,
لكى يقتنوا بالصوم أجنحة,
يحلقون بها في السماويات.
+ رأوا الفجور يملأ العالم,
فضبطوا العفة حسنًا,
لكى يتأهلوا بطهارة أجسادهم,
لميراث الملكوت الأبدى.
+ رأوا القلق والاضطراب يسودان العالم,
فأحبوا الهدوء والصمت،
لئلا يفسد العدو أتعابهم,
ولو بكلمة واحدة.
+ رأوا في العالم الخبث والرياء,
فتمسكوا بالصدق والصراحة,
لكى يؤهلهم الصدق,
لاقتناء دالة في يوم القيامة.
+ رأوا في العالم الكذب والتزييف.
فأحبوا الاستقامة والنزاهة,
حتى يتأهلوا باستقامتهم,
للمراتب السماوية العالية.
+ رأوا خذاع العالم
فاختاروا البساطة
وفيهم تحققت كلمة الرب
إذ صاروا كالأطفال كما هو مكتوب.
+ سمعوا قول الرسول,
يتكلم عن نفسه بكل حماس:
(قد صلبت للعالم، والعالم بكل ملذاته قد صلب لى)
لهذا صلبوا أجسادهم,
مقابل كل شهوات العالم.
وبإماتات من كل نوع,
كانوا كل يوم يقمعون أجسادهم.
قد تسلموا من سابقيهم,
كيف يقتنون الفضيلة,
وكلما شتموا أو عيروا,
اقتنوا فهمًا ومعرفة.