مناهج الكلية الاكليريكية مادة علم ودين ( للصف الاول )

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


محاضرات فى مادة العلم والدين
إعداد القس : صموئيل عزمى
المقدمة إن مادة العلم والدين واللاهوت العلمى ليس هدفها إخضاع الكتاب المقدس للعلم أو إخضاع العلم للكتاب المقدس بل أن الهدف منها باختصار ازالة الفهم الخاطىء عن وجود هوه عميقه بين العلم والدين او مات يسمى التعارض بين العلم والدين ، ليس هذا فحسب بل بمزيد من العقل المتفتح ، ننظر الى العلم بمخترعاته الجبارة ، إنه هبه من الله لآنسان بل وكل شىء بسماح منه لآخل خير الأنسان ورفاهيته ولكن الأنسان هو الذى يوجه العلم والمخترعات الى الشر ، فمثلأ : الأنسان هو الذى إستخدم التفاعلات الذريه لخدمة البشريه ، هو الذى إختراع القنبله الذريه التى تدمر الشعوب وتؤثر على البيئه أى أن الأنسان هو الذى يبعث بما يعطيه له الله بدايه من الطبيعه حتى الأكتشافات متذكرين فى ذلك ما جاء بالقداس الغريغورى ( أنا الذى إختطفت لى قضية الموت )

 

الرب قادر أن يجعل لنا فى دارسة هذه الماده إستفاده روجيه ورياضيه عقليه لمجد إسمه القدوس بصلوات صاحب الغبطه قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث وشريكه فى الخدمه الرسوليه ابينا الآسقف المكرم الأنبا مرقس

الله

أن الاعتقاد فى وجود الله " GOD " كان منذ القديم وسيظل مثار جدل بين أولئك الذين يعتقدون فى وجود الله وبين الوجود بين أو الملحدين الذين اتخذوا أشكالا شتى وجودهم إلى قوى طبيعية ومنهم من وجد فى نظرية داروين ملجأ لفكره قائلا أن الإنسان ما هو إلا ناتج تطور طبيعى لجنس من الأجناس الحيوانية والغريب أن الإنسان يرفض التمتع بأبوة هذا الإله !! ولا أجدنى إلا مرددا لقول طاغور شاعر الهند العظيم " يارب إنى أعبدك لانك اعطيتنى حرية إنكار وجودك "

 

اصل المادة وتركيبها
1 – قد كان للعلماء القدامى ولع شديد بمعرفة اصل المادة وكانوا يعتقدون الى ايام ارسطو ان المواد المختلفة جميعها اصلها مادة اولية واحدة وانهم لذلك يستطيعون تحويل المواد المختلفة من نوع الى اخر وقد خالجتهم فكرة تحويل الفلزات كالرصاص الى فلزات نفسيه كالذهب وقد اتفق كثيرون العمر والمال في هذا السبيل ولكن أحبطت جهودهم وقد سمى هذا العلم بالكيمياء الكاذبة ALCHEMY وهى التى بعثت فينا علم الكيمياء الحاضر

النظرية الجزيئية

اعتقد " دالتن " ان المادة من جزيئات متناهية في الصغر اصغر ما يوجد من المادة بحيث اذا وضع مليونان من هذه الجزيئات في صف واحد لبلغ طوله ملليمترا واحد لا ترى بالعين المجردة ولا بالمجهر ولا يمكن تقسيم الجزئ الاصغر الى اضغر منه وتدخل الجزيئات في التفاعلات الكيميائية وتنتج مواد جديدة مخالفة لما كانت عليه قبل التفاعل بينما خواص الجزئ هى نفس خواص المادة التى هو جزء صغير منها

النظرية الذرية

استمرت النظرية الجزيئية ردحا من الزمن وكان المعروف ان الجزئ هو اصغر ما يوجد في المادة بمفرده حتى ظهر ان الجزئ مركب من وحدات اصغر منه هى الذرات والذرة اصغر ما يوجد من المادى في التفاعلات الكيميائية وخواص الذرة تخالف خواص الجزئ لان خواص الجزئ هى نفس خواص مادته فجزئ الماء يتالف من ذرتين من الايدروجين وذرة من الأكسجين وخواص كلا من الايدروجين والأكسجين تخالف تماما خواص جزء الماء التى هى خواص الماء نفسه فالأيدروجين يشتعل اذا قربته من لهب آما الأكسجين فإذا صب على لهب وشيك الانطفاء توهج اللهب وليس الماء يلتهب او يساعد على الاشتعال وتمتاز هذه النظرية على سابقتها بان الجزيئات التى قالت عنها السابقة بأنها لا تنقسم هى في الواقع تنقسم الى ابسط منها في التفاعلات الكيميائية الى ذرات فيرجع اصل المادة في هذه الحالة الى عناصر يصل عددها الى المئة والاثنين تقريبا ومثال آخر معروف هو ملح الطعام ويرمز له بالرمز NaCl اى ان الجزئ يتكون من ذرة الصوديوم وذرة من الكلور والصوديوم فلز يفتك بالماء وينتزع منه الأكسجين ويطلق الايدروجين الذى يلتهب فورا فوق سطح الماء اما الكلور فهو غاز اخضر سام اذا استنشق بكميات كبيرة وليس لملح الطعام خواص الصوديوم ولا خواص الكلور

النظرية الكهربية لأصل المادة

ظلت الذرة حتى فتحها كيميائية القرن العشرين فوجدوها تتالف من دقائق كهربية سموها كهارب وهى منوعة واهمها كهارب موجبه ( بروتونات PROTONS ) وكهارب سالبة ( الكترونات ELECTRONS ) وكهارب متعادلة ( نيوترونات NEUTRONS ) والنوعان الاولان متساويا العدد تقريبا وهو العدد الذرى للمادة وابسطها الايدروجين وعدده الذرى " 1 " ثم الهيليوم وعدده الذرى " 2 " ثم اليتيوم وعدده الذرى " 3 " وهكذا حتى تصل الى عنصر اليورانيوم وعدده الذرى " 92 " وتكون الكهارب الموجبة متلاصقة وتلاصقها الكهارب المتعادلة

( النيوترونات ) ومنها تتكون النواه في الذرة اما الكهارب السالبة فتدور حول النواه في افلاك منظمة بسرعة عشرات الالوف من الاميال في الثانية فالذرة على صغرها تؤلف منظمة باهرة الترتيب رائعة الجمال وبالاختصار فالذرة منظمة هندسية بديعة وقد تمكن العلماء من رسم حركة الكهارب رسما فوتوغرافيا وقد ظهر في الرسم المدارات اى الافلاك التى تدور فيها الكهارب في نظام مذهل وليست هذه الكهارب ولا افلاكها متقاربة وليست الذرة مصممة بل هى جوفاء و تشغل الكهارب اكثر من جز من الف مليون جزء من حجم الذرة ولكى تعرف حجم الفراغ الداخلى للذرة يقول السير / اوليفر لودجر OLIVER LODGER انه لو ضغطت الكهارب التى تتركب منها مادة جسم الانسان البالغ من الوزن " 80 كيلو جراما " حتى صارت متلامسة لا فراغ بينها فانها نشغل فقط جزءا صغيرا من الملليمتر المكعب وباقى الجسم فراغ بينها فانها تشغل فقط جزءا صغيرا من الملليمتر المكعب وباقى الجسم فراغ تتخلله خطوط كهربية ومغناطيسية ولا تحسب ان العين البشرية استطاعت في السنوات الاخيرة رؤية الجزئ فهذا محال الا اذا اصبحت تحس بما هو ادق الف مرة مما يتاثر به عصبنا البصرى الحالى ولكن ما يتعذر على العين رؤياه لا يتعذر على العقل ايتباطه اما حجم الجزئ فان قطره يبلغ جزءا من مليونى جزء من الملليمتر الواحد واما الذرة فهى اصغر بكثير ولو كبرت الذرة حتى صارت كقبة احد المسارح فلست ترى اى لالكترون الا كراس الدبوس فيها واما البروتونات فكالغبار المتطاير فيها ايضا

كلنا اثير والعالم كله اثير

فالكهارب هى المادة الاولية التى بنيت منها الذرات ومن هذه الذرات تكونت الجزيئات في المواد المختلفة اما الكهارب نفسها فتبه عقدا او ضفائر او زوايا في الاثير نفسه فانا وانت والبنات وكل ما فى الارض كهارب سابحة في بحر من الاثير وليس للكيميائى ولا للطبيعى تسلط على الاثير

هل المادة تتحول .. ؟
كان المعتقد انها خرافة ان تتحول العناصر حتى عثر العلماء على عناصر مشعة دقيقة كبيرة العدد الذرى تتبعث منها الاشعة مثل اليورانيوم والراديوم والثوريوم واللاكتنيوم وبقية العناصر المشعة بكثرة وبفحص الاشعة وجد ان الذرة تنفجر كالقنابل وتخرج منها كهارب فينقص عددها الذرى وتتحول الى عناصر خفيفة فعنصر اليورانيوم وعدده الذرى " 92 " يتحول الى راديوم وعدده الذرى " 88 " ويستمر الانقسام حتى يتحول الى رصاص وعدده الذرى " 82 " فيفقد اشعاعه واذا نقص عدده الذرى الى " 80 " صار زئبقا واذا نقص هذا الى " 79 " صار ذهبا ولكن هذا التحول بطئ جدا باهظ التكاليف

النظريات وتطورها

مما سبق نرى تطور العالم كم من نظرية ظهرت ثم اختفت فمثلا قيل بامكان تحويل الرصاص ذهبا وبعد زمن وجهود فاشلة حسبت خرافة ثم مضت مدة طويلة على هذه الخرافة وجاءت النظرية الذرية فاعادت الفكرة القديمة الى الحياة هذا مثال على تغير النظريات وتطور العلوم والنظرية الجزيئية اعتبرت الجزئ في وقت من الاوقات اصغر وحدة يمكن وجودها من المادة ثم ظهر خطا هذه النظرية وظهرت النظرية الذرية فقالت بان الجزئ مركب من ذرات والذرة اصغر وحدة واستمرت هذه النظرية زمنا حتى تحطمت الذرة وظهرت نظرية الكهارب والاثير التى تعيش فيها الان ولا تعلم مما يأتى به الغد

النظريات ثم الحقائق

كم من نظرية حسبت صحيحة في يومها ثم جاء الغد بنظرية تنقضها وهذا موقف النظريات الطبيعية غالبا اما الحقائق فمنها القضايا ثابتة مثل قولك يوجد ذهب ومنها حقائق مؤقته مثل قولك لا يمكن تحويل الرصاص الى ذهب وليس اجمل مما يظهر على بعض العلماء من التواضع الجميل المقرون بالتحفظ عند اعلان اى نظرية او سرد اى اختبار هذه بلا شك روح العلم الصحيحة

الحقائق والكتاب المقدس

قد دل الاختبار على ان النظريات الثابته لا تقف من الكتاب المقدس موقف المعاند ولا تصطدم معه في شئ قد ينسب البعض للكتاب المقدس خطا في التعبير عن بعض الآشياء وهذا مما لا يليق به كان يقول عن الحوت سمكة عظيمة مع ان العلم يقرر ان الحوت حيوان بحرى لانه يتنفس برئتين بينما السمك يتنفس بالخياشيم وللريد على هذا يقول ارباب اللغة ان خطا شائع خير من صواب مجهول والناس كلها تعبر عن الحوت بسمكة عظيمة وكذيك ان الشمس طلعت او نزلت او غابت او دارت حول الارض بينما العلم يقرر ان الارض تتحرك حول الشمس ولكن هذه لغة الجميع ربما يفهمها بضع من العلماء وهذا مبدا شديد وحكيم هذا فضلا عن ان الكتاب المقدس لم يوضع ليكون واحدا من كتب الطبيعة ولا يعني اكثر من امر واحد هو خلاص النفس اما الكشف العلمى فياتى عن طريق المصادفة والاجتهاد ما خفى فهو كثير وسيظل العالم مليئا بلاسرار

الأنسان والحاجة إلى الانتماء

أنها غريزة كامنه فى الإنسان ومرتبطة بغريزة أخرى وهى الخوف ، فالانسان بطبيعته خلوق اجتماعى يشعر بوجوده فى وجود الجماعة ويجدها ( نفسيا ) حماية له بل أن الانسان نجده يندفع غريزيا بالانتماء إلى من هو أقوى منه لكى يستمد منه امنه وطمأنينته

وجميع الدراسات الإنسانية تؤكد هذا ففى تاريخ الشعوب نجد أن التاريخ يبدأ بالديانة والتدين وذلك لأن البشر منذ فجر التاريخ مارسوا عبادتهم للأله قبل أن يفكروا لا هوتيا فى هذه العقيدة الدينية بل وقبل أن يحاولوا البرهنة على هذه العقيدة عقليا وفلسفيا

وقد كانت للعقيدة الدينية اثرا خلاقا فى حياة الشعوب على مر الزمن وظهر ذلك عمليا وفنيا ووجدانيا ومن الدين والتدين نبعت فنون وآداب كثيرة على مر التاريخ ويكفر النظر إلى بناة الاهرام وفنونهم فى النحت والرسم وكذا الأداب اليونانية والرسوم والصور اليونانية والرومانية والموسيقى عن مختلف الشعوب ، لنرى ان كل هذه العلوم والفنون والآداب كانت من وحى الاديان وفى تاريخ الشعوب ، نجد أن الاختيار الانسانى كان سابقا للفكر الفلسفى أو اللأهوتى ، وايضا نجد أمثلة شتى عن اتحادات تمت بين دول وأخرى لتكوين قوة معادية ويحدثنا الكتاب المقدس عن اتحادات بين شعوب لمقاومة شعب الله ، ولكن كانت

الغلبة والنصر لشعب الله الذى كان الله قائده وواضع خططه بينما الشعب وقادته البشريين منفذين لخطط الله .. وأن هذا الشعب فى فترات مختلفة تمرد على هذا الأله الذى خصه بعنايته

وعلى الجانب الاخر نجد أن الحضارات التى قامت مثل البابلية والاشورية والفينيقية والإغريقية كانت لها ألهتها الخاصة بل والحضارة اليونانية وفلاسفتها كانت أيضا لها الآلهة الخاصة بها أى أن هناك مغناطيسا داخليا فى الانسان يبحث دائما عن وجود آله ويتلذذ فى أن يكون عبدا لهذا الآلة فمن الآله من كان تمثالا ومن كان معبدا بل والآخرون عبدوا الشمس والقمر والآخرون عبدوا حيوانات بل وصل البعض إلى تأليه الإنسان فوجدنا الملك الاله فى الحضارة الفرعونية بل وجدنا أنه فى طريق كرازة بولس الرسول فى اليونان نجد معبد الاله المجهول ومن هنا يبدأ بولس كرازته هو ينادى بذلك الاله المجهول " اع 17 : 23 " وتأثر بنوا إسرائيل بأله المصريين المنظورة وببناة الاهرام ، فنجدهم عند خروجهم للبرية ولطول مدة بقاء موسى النبى لدى الرب على الجبل نجدهم يطالبون هارون بعمل عجل وفعلا عملوا العجل الذهبى ليعبدوه ، بينما كان الله يعد لهم التشريع المنظم لحياتهم " خر 12 : 4 "

وتمضى السنون ويشرق نور المسيح ويتحقق الوعد الالهى ويبدأ الإشراق من اليهود أيضا أى يبدأ الاشراق بالمسيح المولود من مريم ابنة يواقيم وفى بيت لحم تلك كانت لمحه سريعه فى مجال علاقات البشر المختلفة بالله

وتتسع المعرفة لدى الانسان وتظهر طفرة الحياة الحديثة وتتعرض العلاقة بين الله المحب والانسان إلى البحث من جديد وتظهر نظريات الكيمياء والجزىء وتخرج الينا النظريات بدينميكيات التفاعلات المختلفة أى تفسير تفاعل ما ، وطريقة ارتباط الجزئيات وذلك دون أن نرى شئيا من ذلك ، ويفسر لنا العلم النتيجة النهائية وهو المادة الناتجة ( الملموسة ) تؤيد غير المنظور ( وهى الخطوات )

وبعد ذلك يظهر على النفس ويتطور نظرياته ومعظها لا تعترف بقوى أخرى خارج قوى الحواس ثم تظهر تيارات الالحاد . فنرى

هيجل يقول : اعطنى هواء ومواد كيماوية ووقت كاف اصبح لك الانسان وعاش هيجل ومات دون أن يحقق مقولته !؟

كارل ماركس : نبى الالحاد نراه يردد قول الفيلسوف الالمانى فيورباخ أن الله ( هو ذلك المخلوك الذى صنعه الانسان بخياله كى ينسيه الامه وشقائه )

 

ثم تخرج إلينا نظرية المنهج التجريبى ( كل ما لا يخضع للتجربة أو المشاهدة لا يكون له وجود ) ، ويخرج الينا ديكارت بنظرية الشك والتى فيها يقول بايجاز " يمكن أن أشك فى أى شىء واحتمال ان تكون شكوكى صحيحة ولكن شيئا واحدا لا يمكن الشك فيه وهو أننى لا أستطيع أن أشك فى وجودى ومن هنا ظهرت عدة أسئلة

هل كل ما هو موجود تراه العين ؟ الاجابة هنا لابد و أن تكون (لا ) لأنه أن كان غير ذلك فما الداعى للثورة الدائمة فى عالم الميكرسكوبات ( المجهرات ) حتى رأينا الميكروسكوب الالكترونى والتى قد تصل قوة تكبير احداها 2 مليون مرة وبالرغم من هذا التكبير الهائل نقول :هل كل العيون تتفق فيما تراه ؟ ولعلنا لا نختلف ، أنه حتى فى الاشياء العادية عند النظر إليها وطلب وصف دقيق لها لا تتطابق تماما طرق الوصف معا ، إلا بنسبة ضئيله

ولا ننسى انه حتى الاشياء العادية يمكن أن تتغير بالمؤثرات الخارجية فمثلا تظل الكرة المطاط محتفظة بشكلها الكروى ما لم تؤثر عليها قوى خارجية ، و أبسط مثال أيضا هو الالوان فانت ترى أن جسما يظهر بلونه الطبيعى إذا سقط عليه لون أبيض فقط ، أما إذا أسقطنا عليه ضوئا بلون آخر فانت لا تراه بلونه الطبيعى لان لونه فى النهاية يكون محصلة اللونين معا ( نظرية امتزاج الالوان ) وعليه

العلم مجاله نطاق الامور المنظورة ( الطبيعية ) . والدين مجاله ( الميتافيزيقيا ) أي ما وراء الطبيعة أى عندما يعود التراب إلي اصله " تك 3 : 19 "

وهنا نورد بعض أقوال علماء مؤمنون

 

كيريس موريسون : أن عجز العلم فى مجاله المحدود من الإجابة على

بعض الاسئلة الخالدة ينقل الانسان بسرعة إلى

مستوى تفكير اعلى ويجعله يتامل ويفتش الكتب

لعله يجد خلاصا

فرانسيس بيكون: قليل من العلم يؤدى بنا إلى الالحاد ولكن التعمق و التامل فى

فروع العلم يؤدى بنا إلى التسليم بوجود الله

جون كليفلاند : إذا فكرت تفكيرا عميقا فان العلوم سوف تضطرك

إلى الاعتقاد فى وجود الله وبالنظر إلى الالحاد القديم ( انكار وجود الله ) نجد أن هناك نقطتين فى منهج هؤلاء الملحدون

مصادفة وجود الكون ، أى إمكانية حدوث صدفة ما فى زمن ما أوجدت الكون وهذا م يسمى قانون الصدقة

الطبيعة حية بذاتها ( حجة ذاتية الخلق ) أى الطبيعة بذاتها و وهبة مانحة الحياة

التحليل العلمى لقانون الصدفة

إذا رتبنا عشرة ورفات ورقمناها من واحد إلى عشرة واذا أردنا سحب الورقة رقم 1 علينا أن نحاول عشر مرات وبعدها يمكن أن نسحب الورقة رقم 1 أى الاحتمال 10 مرة

واذا أردنا سحب الثلاث ورقات الاولى بالترتيب علينا أن نحاول ( 10 3 مرات أى الف محاولة

وإذا أردنا سحب العشرة ورقات مرتبة فعلينا أن نعمل عدد من المحاولات مقداره ( 10 10 محاوله ) أى عشرة الاف مليون محاوله وتعالوا بنا نرى رأى Fedank Aleeh عالم الطبيعة والبيولوجية يقول

البروتينات ( مواد البناء للخلية الحية ) تتكون من العناصر التالية

الكربون ( C ) والاكسجين (2o) والهيروجين ( 2 H ) والنتروجين 2N )

( والكبريت ( S ) وعدد جزيئات البروتين فى الخلية الواحدة فى حدود 40 الف جزىء بروتين (40000 ) وإذا نظرت لعدد العناصر الموجودة فى الطبيعة نجدها اكثر من 103 عنصر الان فى توزيع عشوائى . واستطاع العالم السويسرى تشالتزيوجين حساب عدد المحاولات ، لكى توجد فرصة واحدة لتكوين جزىء بروتين واحد من بين هذه العناصر فوجدها كل 10 160 محاولة نجد فرصة واحدة لتكوين جزىء بروتين واحد تعنى رقم واحد وامامه عدد 160 صفر ) وهو رقم لا يمكن النطق به

بل علينا أن نتصور حجم المادة التى تلزم لذلك يقول نفس العالم أن حجمها يتعدى حجم الكرة الارضية بل ويلزم عدد من السنين مقداره 10 243 سنة والجدير بالذكر ان العلم نفسه اثبت أن عمر الكون أقل بكثير من هذا العدد من السنين

حقا ( ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء ) " رو 11 : 23 ( فاعل عظائم لا تفحص وعجائب لا تعد ) " أى 9 : 10 " )

( الصانع العجائب وحده لان إلى الابد رحمته ) " مز 136 : 4 "

الامر الثانى حجة ذاتية الحياة

ولنبدأ هنا قائلين أن هناك مبدأ هام هو شيوع " النظام الدقيق " إلى أبعد حدود النظام يقول أنه مادام هناك نظاما دقيقا يسير عليه الكون فان أى تغيير يطرأ على النظام كفيل بأن يلاشى هذا الكون فى أقل من ثانية

مثال : القنبلة المدارية سميت بذلك لان قوة تفجيرها على سطح كوكب ما كفيل بنقل هذا الكوكب من مدار إلى اخر كما يزعم العلماء وهوه فى نظام المدارات فالكون كفيل أن يعمل كمغناطيس لجذب كواكب أخرى تندفع إلى هذه الهوة ، وبذا سيحدث تلاشى لهذا النظام الكونى

مادام هناك نظام هناك قصد هناك عله أولى وهذه العلة الالى أو اليد الخفية أو القوة العلوية هى التى يطلق عليها الدين لفظ الجلالة ( الله )

وسأسرد هنا بعض الآراء المختلفة للعلماء

 

رأى علم الفلك : يقول علماء الفلك أن الأرض محورها يميل بزاوية مقدارها 23 5 ولولا هذا الميل نجد أن

 

يكون القبطان الشمالى والجنوبى فى حالة غسق دائم ولصار بخار الماء المنبعث من المحيطات يتحرك شمالا وجنوبا مكونا قارات من الجليد فى قاع المحيط . ولان مياه المحيطات عالية الملوحة ، ولذا سيكون بركا من الملاحات ويؤدى ذلك إلى منطقة خط الاستواء أو كان على الاقل يتطلب منطقة استوائية جديدة

وكذلك يقول علم الفلك أن أى تغيير فى المسافة لبن الارض والشمس سواء بالزيارة أو النقصان ستكون كفيلا بانعدام الحياة على سطح الارض

ملحوظه : المسافه بين الأرض والشمس ( 93 × 10 12) ميل ، فان كان الأمر كذلك ترى من هو السبب ؟ ومن هو الذى وراء هذا كله ؟

رأى علم الكيمياء

غاز O2 الاكسجين ضرورى لحياة الانسان كما أنه يساعد على الاشتعال ويشكل 1/5 حجم الهواء ، وبالتساؤل لماذا هذه النسبة بالذات ؟

تقول الاجابة بأنه لو كانت النسبة 50% لكانت أى شرارة صغيرة كافية لاشعال الغابات فى لحظة صغيرة و إذا قلت كان معنى ذلك انعدام الحياة

كذلك كثافة الهواء المحيط بالكرة الارضية تكون بالدرجة الكافية لمرور اشعة الشمس بما لها من تأثير كيميائى بالقدر اللآزم لاحتياج الزرع لقتل الجراثيم وتكوين الفيتامينات وبالرغم من انبعاث الغازات السامة يبقى الهواء دون تلوث لوجود غاز الاوزون ( O3 ) لتنتفس النباتات و انتاج O2 الاكسجين ، فمن هو ياترى الذى يضبط كل هذا ؟ أنه بلاشك الضابط الكل

ونستعرض هنا مثال آخر من الفيزياء وهو عن الانسان

تتم الرؤيا عن طريق الشبكية وهى رقيقةللغاية وسمكها لا يتعدى سمك ورقة شفافة وهى تتكون من تسع طبقات وتتكون من تسعة اعواد وخروطات وعددها 30 مليون عود و 3 مليون مخروط منتظمة فى تناسب محكم ، والعجيب أن الطب يقول انها معكوسة بالنسبة لعدسة العين أن يمين يسار ويسار يمين ، وبدون هذا التصميم المحكم لا يتم الايصار

فهل الصدفة هى التى فعلت ذلك ؟

رأى علم الجيولوجيا

اكتشف الجيولوجيون أن سمك القشرة الحالى هو الحد الادنى لما يجب أن يكون عليه لانه بزيادته يزداد امتصاص غازى الاكسجين ( O2 ) وثانى اكسيد الكربون ( ( Co2 هما اللازمان لحياة الانسان والحيوان والنبات . و أن كانت القشرة الارضية اقل مما عليه الان لادى ذلك إلى غرق الارض فى بحر الطوفان واعماق المحيطات ( اىى 38 : 8 ) ومن حجز حين اندفق

ومن علم النبات

عملية الانبات الضوئى والتنس عكسيتان نرى أن النبات فى وجود الضوء يخرج اكسجين اما التنفس ليلا يخرج ثانى اكسيد الكربون أى أن النبات أحد العوامل المنتجة للاكسجين فى الكرة الأرضية ، ولكن الانسان ىيعوزه الاكسجين باستمرار ولذا من مراحم الله أنه خلق النبات اولا ( تك 1 : 11 – 13 )

ومن علم الحيوان

الطيور المهاجرة هذه الاسراب التى نطير عدة مئات من الاميال مهاجرة فى فصل معين إلى مكان آخر حتى تتكاثر ثم تعود .. فمن علمها هذا

فراخ الغربان " مز 10 : 24 ،28 "

عندما يفقس بيض الغربان وتخرج افراخا يكون منظرها مفزع لا مهاتها فتتركها وعندما تجوع تفتح افواهما فيرسل لها الرب الهاموش ( اسراب من حشرات دقيقة ) تندفع فى افواهما فتقتات وتعيش إلى أن يظهر ريشها ، تعود أمهاتها قتطعمها !!؟ حقا ما أعظم إسمك يارب

ملحوظة هامة

أن تشابه الهيكل العظمى للشمبانزى والغوريلا والانسان ليس لتأكيد وحدة الاصل لان العلم يقول هناك حلقة مفقودة بين الغوريلا والانسان أو بين الشمبانزى والانسان وحتى الان لم يكتشفوا هذه الحلقة المفقودة واننا نقول بكل تأكيد أن هذا التشابه هو تشابه وظيفى فقط وستظل الحلقة مفقودة ؟!

رأى علم نفس

يكفى ملكه التصور فيها يمكن أن الانسان فقط يغمض عينيه للحظات فيمكنه أن يصف بالضبط مكانا قد زاره وعاش فيه واثر فيه وتأثر به فى أحدى بلدان العالم البعيدة وعند المقارنة بما حظى الله به الانسان من هذه الملكة ومااخترعه العلم الحديث لننظر إلى الكمبيوتر بكل تعقيدات اجهزته ودوائره وحساسيتها هل يستطيع ذلك ؟ لا لانه إذا لم يتم تلقينه وبرمجته لا يمكن له ذلك وأمام هذا سنحاول أن ندرس بعض الشواهد لوجود ذلك المدبر – اجتمال –محاولة نعم انها مجرد محاولات وبعد ذلك نرى أن العلم يتكلم عن أحداث الماضى بهذه الكلمات ولكن حاسمة

وأيضا نجد ملايين القوانين ( حرارة – ضوء- حركة مدارات - طاقة - .. ) هذه القوانين كلها بعضها يثبت الاخر والبعض الاخر يلغى ما قبله لانه اكثر دقة أى أننا لابد أن نسلم أن هذا الكون الكون تحكمه قوانين محددة ، أذن فمن هو واضع هذه القوانين ؟

علم الوراثة

توجد جسيمات فى كل خلية حيوانية تسمى جينات وهى مسئولة عن حمل الصفات الوراثية وكل جين يسبب نمو عضو معين بل وعدد الجينات غير خلايا الكائنات عن بعضها فعددها فى الانسان يختلف عن عددها فى القردة وغير ذلك

قانون بقاء المادة

المادة لا تفنى ولا تستحدث من عدم ، لقد أثبت أن هذا القانون ينتابه ناحية من القصور أن تتحول الطاقة إلى المادة ، كما أن المادة تتحول إلى طاقة ولقد امكن للعلم الحديث اثبات أن الطاقة تحت ظروف خاصة يمكن أن تتحول إلى نوتون ( أى إلى جسيم له كتلة ) وكما أثبت نيتون ( فى نظرية الطبيعة المزدوجة للضوء ) أن الضوء عبارة عن فوتونات ( جسيمات ) وهذه الفوتونات عندما تصطدم بجسم فانها تتوقف وفى حالة يمتصها الجسم فى صورة طاقة ( هذا يعلل لماذا ترتفع درجة حرارة الاجسام عندما تكون فى مكان فيه تسقط عليها أشعة الشمس ؟ )

المادة ليست ازلية أى ان المادة اتت إلى الوجود فى وقت ما

أى المادة لها نقطة بداية أى لها خالق لانها صنعت ، وللنظر حتى إلى الكائنات الحية ( اسماك – طيور – نباتات – حيوانات )

لم يستطيع العلم الحديث أن يحصى العدد الفعلى لكل صنف فى فصيلة

مثال : عدد الاصناف التى تنتمى إلى الاسماك ، وهكذا المقوبة

أن العلماء يزدادون مع كل اكتشاف جديد حزنا على مالم يكتشفونه بعد

أنه كون غاية فى التعقيد

شروق – صحارى – جبال – انهار – بحار – محيطات – براكين – زلازل – غروب . ( انها سيمفونية مجسمة ليس فيها شاذ ما لم تعبث بها يد إنسان )

+ و مادام هذا الكون تحكمه قوانين بالغة الدقة ( انتشار النظام الدقيق فى كل جنباته ) فلا يمكن إلا أن نسلم باقتناع كامل أن

" الله موجود وواجب الوجود لأنه بدون وجوده لا يمكن تفسير هذا الوجود "

الخادم كائن حــى

أهم المظاهر المميزة للكائنات الحية

الكائن الحى يتحرك . 2- الكائن الحى يتغذى

الكائن الحى ينمو . 4 - الكائن الحى له جهاز احساس

الكائن الحى يتكاثر . 6 - الكائن الحى يخرج ( فضلات )

يمكننا تطبيق هذه المظاهر السته على الخادم ككائن حــى

الخادم ككائن حـى لابد ان يتحرك

يتحرك الى أيـــن الى هدف واضح نقى

ما هى أهدافك يا خادم المسيح ؟

يعلمنا حق الخدمة أن طول عمر الخادم يتوقف على نقاء أهدافه

الخادم ككائن حـى لابد ان يتغذى

أهم مصادر الغذاء فى حياة الخادم والتى تضمن له النمو الصحيح ..د

الكتاب المقدس 2 – وسائط النعمة ( تناول واعتراف و توبه .. )

سير القديسين 4 – الخدمــــة

الخادم ككائن حـى لابد ان ينمــو

ينمو النبات نمواً خضرياً ( الجزء الظاهر للناس ) وأيضاً له النمو الجذرى ( الجزء المختفى عن الناس )

ترى يا خادم المسيح على أى النموين تركز ؟

ما هى أهمية أهتمامنا بالنمو الجذرى ( الصعود الى أسفل ) ؟

ما هى الدروس المستفاده ؟

الخادم ككائن حـى لابد ان يحــس

احساس الخادم بأخوته الخدام - احساس الخادم بمخدوميه

بولس الرسول كخادم ملتهب واحساسه بأولاده

الخادم ككائن حـى هو نفس ولوده

مفهوم الولاده الروحية ( بولس الرسول كخادم ولود )

كنيستى أم ولود أنجبت أبطال الايمان

الخادم ككائن حـى لابد وأن يكون له نفايات ( فضلات )

كل ما كسبته حسبته نفايه

مناديل وعصائب تشفى الامراض وتخرج الارواح الشريرة

الخادم كسيده أثاره تقطر دسماً

 

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

+++++++++++++++++++++++++++++

+++++++++++++++++

+++++++

+++

+

 

الكتاب المقدس

العلم والكتاب المقدس

إذا تساءلنا ما هو العلم ستكون الاجابة أن العلم عبارة عن مجموعة من المعلومات تتراكم على مر الأيام نتيجة لابحاث الانسان حيث تخرج لنا هذه الابحاث والمعلومات فى صورة فروض أو نظريات حتى تثبيت صحتها ثم تمر الأيام وتنمو الابحاث وتتطور ، فاحيانا تثبت خطا نظريات سابقة أو تزداد صحة نظريات أخرى وتخرج لنا بنظريات احدى فتزداد المعروفة تطورا

أن العلم ينمو مثل طفل صغير ، أما إذا تساءلنا ما هو المتاب المقدس ؟

أنه كلام الله الموحى به للبشر ( 2تى 7 : 16 – 17 )

أنه اعلان الله عن ذاته للبشر لكى يظهر لهم أن الانسان هو المخلوق الوحيد المعد لكى يكون شريكا للطبيعة الالهية

أنه شى قديم جدا يمثل شيخا وقورا

فهل يمكن لطفل أن ينتقد شيخا ؟

كتبة الكتاب المقدس

عدد الذين خصهم الرب بوحيه الالهى ليكتبوا كلمته كأعلان للناس مسوقين بالروح القدس يفوق الـ 40 شخصا وكانوا مختلفين فى : الزمان والمكان والثقافة

الوضع الاجتماعى : منهم من كانوا ملوكا – فلاسفة – حكماء – صيادين – رعاة غنم،والعامل المشترك الوحيد انهم كانوا مسوقين بالروح القدس ، وبالرغم من التباين فى شخصية هؤلاء الذين اوحى إليهم الرب ليكتبوا اعلانه للبشر نجد أن الكتاب المقدس

اعلان واحد فى نسيج متكامل متماسك يشير إلى خطة واحدة هى خطة الله لخلاص الانسان فى العهد القديم

وفى العهد الجديد يقدم الله كيفية تنفيذ هذه الخطة وعلى مدى حوالى 16 قرنا يكملون البناء فى تكامل و انسجام عظيمين

لغة الكتاب المقدس

للعلم لغته الخاصة ومصطلحاته الخاصة كونها لنفسه اما الكتاب المقدس يصف حسب مايراة الناس هو أن الكتاب المقدس لا يضع فروضا أو نظريات ولكنه يعالجا بطريقة بسيطة موضوعية بديهية

فعندما يعلن اشياء قائلا ط الجالس فوق كرة الأرض " اليس اعلانا بهذه الحقيقة التى اثبتها ماجلان بعد ذلك بمئات السنين

وعندما يقول القديس بولس " تنحل العناصر محترقة " اليس ذلك هو بصورة غاية فى البساطة عمليات الانشطار الذرى والنووى

فنحن لا نخضع الكتاب المقدس للعلم و لا ندعى اننا نخرج بنظريات علمية من الكتاب المقدس ، أنها بديهيات يقدمها الكتاب المقدس ويكتشفها العلم بعد ذلك وسيظل يكتشفها ويخرجها فى صورة نظريات وفروض ، والكتاب المقدس لا يحاول أن يقدم لنا ادلة عقلية على وجود الله ولكنه يفترض وجود الله كحقيقة بديهية ولا يحتاج إلى برهان بل أن اول آية فى الكتاب المقدس تقول " فى البدء خلق الله السموات والارض " تك 1 : 1 "

وحديث الكتاب المقدس عن الله نجده مكتوبا بلهجة اليقين والسلطان مثل ( هكذا قال الرب .. ، ( وامر الرب ... ) ، ( وأرسل الله ... ) ، ( واعد الله ... ) ، ذلك لان تعليم الكتاب المقدس عن الله ليس نتيجة لاسلوب استقرائى أو قياس من الاساليب المنطقية والعقلية ولكنه تعليم يفترض سلطان الله

أن وجود الله ليس موضوع نقاش وجدل فى الكتاب المقدس وفى بعض المواضع فى الكتاب المقدس نرى محاولات لا ستنتاج بعض صفات الله من النظر إلى مخلوقاته للرد على الذين يتشككون فى صفاته ( متى 4: 6- 9 ) الكتاب المقدس لا يقدم ادلة على وجود الله لكنه يروى تاريخا واقعيا عن عمل الله فى العالم وتعامله مع البشر وكيف أن الانسان لن يجد راحة لنفسه وروحه دون أن تكون له شركة مع هذا الاله وهذه الشركة ذاتها هى المعرفة الفعلية لله أو الوعى به وهى الدليل الشخصى المباشر على وجود الله ، وهنا تظهر نقطتان مهمتان

نسمع عن صراع بين العلم والدين ولكن هذا خطا انما هو صراع بين الفلسفة الطبيعية وبين رجال الدين كا ختلاف حول فروض عملية وليس حول حقائق عملية

الصراع بين المادية والالحادية مراده هنا ( اى سببه ) مخالفات العلم الكاذب

(1تى 6: 20) وهنا تكمن الخطورة ، نعم خطورة الفهم الصحيح للعلم أو للدين وتظهر هنا حاجة ملحة وهى الحاجة إلى رجالى العلم المتدينون ورجال الدين المتعلمون

يقول جون ستيوارت

العلم هو دراسة المظاهر والاثار الالهية اما الدين هو احساس بالاقداس الالهية

يقول جورج صاموئيل

أن الله هو الخالق ولا يمكن أن يتعارض عمله فى الطبيعة مع كلامه فى الكتاب المقدس ، فعلينا أن تقدم الاحترام اللائق لكل من الكتاب المقدس والعلم

يقول برات

كتاب الطبيعة وكلمة الله تتبعان من نفس المؤلف المعصوم ولذلك لا يمكن أن يختلف لكن الانسان المفسر غير معصوم من الخطا وبالخطا فى تفسر اى من السجلين الالهين يظهر التعارض غير الطبيعى . اذن فلنعط الاحترام اللأئق للكتاب المقدس العالم

يقول جون هرشل

يبدو أن المكتشفات البشرية انما كانت فقط الهدف منها التوكيد باكثر قوة عن الحقائق الاتية من فوق والتى يحويها الكتاب المقدس

الزمن فى الكتاب المقدس

قبل أن يخلق الله الانسان نستطيع أن نقول ان كلمة الزمن كانت كلمة غير واردة أو انها كانت بلا معنى ، ولذا يبدا من تعاقب الليل والنهار وبداية خلقه الخليقه ، بدا الزمن كلمة ذات معنى اللانسان وبذا اقترن الزمن بالانسان والخليقه ، فالانسان مخلوق زمانى

لكن الزمن بتقسيماته المختلفة تعنى وقت محدد للآنسان مثل : يوم/شهر/ سنة/ ساعة دقيقة/ قرن . وعلى الجانب الاخر بالزمن لدى الله يختلف اختلافا كبيرا فى حسابة ومدلولاته عن الانسان فنثلا لننظر ( 2 بط 3 : 9 )

أن يوما واحدا عند الله كالف سنة والف سنة كيوم

الاستعمال الكتابى لكلمة يوم يدل على زمن طويل وليس بالتحديد اليوم الزمنى للانسان . فقد استخدمت كلمة يوم للدلالة على ستة ايام الخليقة كلها مجلة تك 2 : 4 يوم عمل الرب الاله السموات والارض

استخدم ليدل على الــ40 سنه التى قضاها بنو إسرائيل فى البرية ( مز 95 : 8 )

حينما يتحدث الكتاب عن ظاهرتى النور والظلام ( تك 1 : 5 )

يكون تفسير الاية : كان ظلام اعقبه نور فهو لم يكن يوما بالمعنى المفهوم حاليا حتى كلمة يوم تختلف حسب الموقع ؟، فاليوم فى اقطاب الارض يعنى ستة شهور

الخليقة فى الكتاب المقدس
يذكر الكتاب المقدس ترتيبا عجيبا للخلق وما أكثر النقد الذى تعرض له الكتاب المقدس بسبب هذا الترتيب ، ولكن مضت النظريات وسقطت الفروض وبقى الترتيب الذى اوحى الرب به لموسى قديما وشهد العلم الحديث بهذا ، وما هذا إلا دليلا دامغا على صدق أن موسى لم يكتب مطلقا من افتراضاته بل كما اوحى له مرتب هذه الخليقة

والاصحاح الأول من سفر التكوين من بدايته احتوى على حوادث ترتيب الخلق كالآتى

تك 1 : 2 فى البدء خلق الله

تك 1 : 2 وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة

تك 1 :2 وروح الله يرف على وجه المياه

تك 1 : 3 وقال الله ليكن نورا ... وفصلل الله بين النور والظلمة

تك 1 : 7 فعمل الله الجلد

تك 1 : 9 وقال الله لتجتمع المياه .. ولتظهر اليابسة

تك 1 : 11 وقال الله لتثبت الارض

تك 1 : 14 – 18 وقال الله ليكن نورا

تك 1 : 21 وخلق الله التنانين

تك 1 : 27 فخلق الله الانسان على صورته

كان وما يزال التساؤل متى خلق الله .. يشغل فكر العلماء من اجله الفروض والنظريات منها من هاجم الكتاب المقدس بشك ، ولكن كم من نظريات حاولت تقدير عمر الكون والارض محاولة اللاجابة على كلمة متى ..؟ ولكن لم يتمكن أحد بالجزم فى موضوع عمر الارض وان كان التقدير شبه العادل لعمر الكون من 4 : 5 بليون سنه ( البليون = 1000 مليون )

الافتراض السديمى

كانت نظرية السديم التى تفترض أن المجموعة الشمسية كانت قبل زمن سحيق عبارة عن جسم غازى كبير قرص الشكل ، وبمرور الزمن بردت اطرافها وانفصلت عنه وظلت تدور حوله حتى تكوينت المجموعة الشمسية ولكن ظهرت نظرية أخرى قالت أنه لو كان هذا الافتلااض صحيح سنجد أن الجسم عندما ينقسم سينقسم من المركز إلى كتلتين متساويتين وهذا لاينفق مع المجموعة الشمسية التى اكبر ادجرامها وزنه لايزيد عن من الشمس وادت هذه الشخصية إلى رفض نظرية السديم المشتتة المعتمدة فى تسلسل ( سديم مشتت نجم خافت خفيف جسم صلب كوكب )

وكل النظريات الحديثة التى تنظم كيفية تطور الاجرام السماوية المبتدئة كسديم معتم خطوتين

كل الدراسات الخاصة بالارض اثبتت انها كانت اكثر حرارة فى الازمنة السحيقة

انكماش السديم المعتم وتحوله إلى جسم اكثر حرارة وكثافة ثم انخفضت ببطىء حرارته وتحوله إلى جسم صلب مثل كوكب الارض

عندما يذكر لنا الكتاب المقدس أن روح الله يرف على وجه االمياه نتذكر أن روح الله كان يحتضن برفق ويطور ويحمى الحياة المبتدئة فى الماء ، لا حظ ما يقوله العلماء أن الحياة الاولى ( الاولية ) المبكرة ظهرت اولا فى البحر ، لذا يتفق هذا العرض الالهى القديم جدا مع ماقالته النظريات العملية الحديثة )

وقال الرب ليكن نور

لقد ذكرنا أن الارض كسديم معتم ولذا فانها لا تستطيع أن تعطى ضمورا فان كان صادرا من الشمس التى كانت تعطى الضوء كسجم مركزى فيكون جانب من الارض مظلم وجانب مضىء

( وفصل الله بين النور والظلمة ... )

عندما يذكرنا الكتاب المقدس عن عمل الجلد التى تفصل أن تترجم فضاء أى أن الارض عليها تجمعات مياه يعلوها فضاء به هواء ثم سحب الهواءوكلما ازدادت الارض برودة ازدادت المياه المتجمعة على سطحها وظل الباقى كبخار معلق وهذه الظروف كانت ضرورية فى بداية الارض شديدة الحرارة

ولتصر اليابسة

واتفقت كثيرا من النظريات الجيولوجية أن سطح الأرض فى العصور الاولى كان املسا مستوى ولكن بالانكماشات المتتالية نتيجة لا نخفاض درجة الحرارة تقصلت الارض وارتفعت عن مستوىى سطح المياه وظهرت القارات

وقال الله لتنبت الارض عشبا

نظريات الكيمياء الحديثة تقول أنه من الصعب الاحتفاظ بالاوكسجين فى الغلاف الجوى وذلك لسرعة اتحاد الاوكسجين فى الغلاف الجوى ومع معادن القشرة الارضية وبالتالى سيؤدى ذلك إلى نفاذ الاوكسجين وهى انه لابد أن يكون هناك مصدر متجدد يمد جو الأرض بالاوكسجين اللازم لحياة الكائنات على سطح الالارض ، ستكون غذاء رئيسى للحيونات

وقال الله لتكن انوار

وهذا لا يعنى أن الشمس خلقت قبل النبات بل أن الشمس كانت موجودة من قبل ولكن إذا قلنا أنه كانت هنا سحب كثيفة تغطى سطح الارض ومن غير المعقول تواجد حياة نباتية مزروعة فى غياب الضوء تنفيذ من خلالها اشعة الشمس لاستمرار الحياة النباتية باهميتها التى ذكرناها كمصدر متجدد للاكسجين وكغذاء للحيوانات التى خلقت فيما بعد

ثم خلق الله الاسماك والطيور والثديبات

ثم خلق الله الانسان تاج الخليقة والتساؤل هنا من أى مصدر استطاع موسى أن يرتب هذه الاحداث ؟

هل من قدماء المصريين ؟ هل هو ليس بكاتب سفر التكوين ؟ انما كتب السفر فى وقت متزامن مع الحضارة البابلية أو بعدها بقليل ؟

هل حصل موسى عليها من حضارة أخرى ؟ هل كتبها موسى برأيه الشخصى ؟

هل اوصى الله له بها ؟

ونتوقف قليلا عند كل احتمال

ان احتمال اخذه من الحضارة الفرعونية غير معقول لان فكرة قدماء المصريين عن الخلق لا تتوافق غالبيتها مع ما كتبه موسى

لايمكن أن تكون مأخوذة عن الحضارة البابلية التى تتخلص فى أنه كان هناك الهان تصلرعا ثم حزم احدهما الاخر وصنع من لحمه الارض ومن دمه المحيطات ومن اسنانه الصخور

عند البحث فى كل الحضارات لايوجد شىء شبيه بهذا الذى كتبه موسى

ولايمكن أن يكون تخمين موسى وهو ( انسان ) لانه كان لابد وأن يضع الانسان كبداية لخلائق الله بعد السماء والارض وعند استخدام نظرية الاحتمالات فى ترتيب الثلاثة عشر حدثا بهذا الترتيب الصحيح والعجيب سنجد أنه توجد ارقام لا تنطق

ومن هنا يثبت استحالة تخمين موسى فى ترتيب هذه الاحداث بهذا الترتيب العجيب إلا أن الاحتمال الوحيد هو أن موسى استقى هذه المعلومات من مصدرها الذى رتبها وخلقها بعلم يفوق كل علم

ولا يسعنا إلا أن نقول مع داود

" للرب الارض وملؤها المسكونة والساكنين فيها "

 

+++++++

الكتاب المقدس والعلوم المختلفة

ربما كان من أهم الأدلة التى تستوقف الإنسان ، فيما يختص بعمل الروح القدس فى الكتاب المقدس ، ذلك الكم الهائل من الحقائق العلمية التى بقيت فى الثلاث وسبعين سفرا التى تضمها صفحاته لأكثر من خمسين قرنا من الزمان ، ثم اكتشافها خلال القرون الأخيرة ، وبمعنى أدق خلال النصف الخير من هذا القرن . والى القارىْ بعض هذه الحقائق نذكرها فى إيجاز شديد

اولا : الكتاب المقدس وعلم الفلك

عدد النجوم : فى مجال علم الفلك ، شغل الآلاف من العلماء أنفسهم بحصر عدد النجوم والكواكب . وكان الإعتقاد ، قبل اختراع التلسكوب فى القرن السابع عشر ، أن هذا العدد قد تحد عمليا ، فقد حدد بطليموس العظيم ( فى المدينة الإسكندرية فى القرن الثالث ق . م . ) هذا العدد بـ 1056 ، وبينما صنف العالم تيكو بوراهى 777 نجما ، حدد العالم كبلر النجوم بــ1005 ومنذ ذلك الحين أخذ هذا العدد فى الإزدياد بشكل واضح مما يجعلنا نعتقد الآن أن عدد هذه النجوم إنما هو بغير حدود . ومن المعروف الان أن هناك أكثر من 100 بليون نجم فى مجرتنا فقط مع احتمال وجود بلايين المجرا الاخرى الشبيهة بمجرتنا . ويتفق جميع الفلكيين الان ،بكل يقين على أنه ليس فى وسع الإنسان إحصاء جميع النجوم ، وهذه الحقيقة كان من الصعب أن يقر بها العلماء منذ عدة قرون مضت ولكن الكتاب المقدس يؤكد ذلك مرارا وتكرارا . فعلى سبيل المثال ما جاء فى حديث الله إلى إبراهيم " أنظر إلى السماء وعد النجوم أن استطعت أن تعدها " ( تك 15 : 5 ) مما نستنتج منه ان النجوم غير قابلة للعد

ب – الجاذبية الأرضية : مثال آخر قول الروح القدس على لسان أيوب " ويعلق الأرض على لا شى ( أيوب 26 : 7 فمن المدهش أن ذلك يتفق تماما مع أحدث ما اكتشفه العلماء فى القرن العشرين ، حيث ان القول بوجود المادة الفرضية للفراغ المسماة بالأثير ( ويقصد بالمادة الفرضية للفراغ المادة التى يفترض انها تمثل الفراغ الذى نطلق عليه كلمة الثير ) هو مرفوض من الفيزيائيين والفلكيين ، كما أن قوة التجاذب بين الأرض والشمس لا تفسر شيئا ، حيث أنه لا يوجد يعلم ما هى الجاذبية وما هى أسبابها ، فالجاذبية هى مجرد تعبير وضع لشرح بعض الظاهر . حقا لا يمكن للعلم الحديث إضافة أو حذف حرف واحد من الآية : ويعلق الأرض على لا شىء

ج – كروية الأرض : أكد الكتاب المقدس هذه الحقيقة العلمية التى توصل العلم فى القرن الخامس عشر ، وذلك فيما جاء فى سفر أشعياء النبى : الجالس على كرة الأرض " ( أشعياء 40 : 22 ) فإن كلمة كرة هنا نجدها فى الأصل العبرى ,, Kging ,, والتى تعنى بصورة أدق كروية " أو دائرية " والسؤال الذى يفرض نفسه : من اين علم اشعياء ان الارض كروية ؟ إننا نعلم أن العلماء إنما وصلوا إلى هذه الحقيقة بعد إجراء الكثير منالتجارب والتمعن فيما اسفرت عنه من نتائج ، ولم يتعد هذا اربعمائة سنة فقط ، بينما أشعياء سجل هذه الحقيقة منذ الفى وخمسمائة سنة على الاقل

د – سفر المزامير وحركة الأجرام السماوية : ما اكثر ماذكرته المزامير عن حركة الأفلاك والنجوم التى تحدث بمجد الله وتخبر بعمل بديه . ففى الإصحاح 19 يقول المزمور : " من أقصى الموات خروجها ومدارها إلى أقاصيها ولا شىء يختفى من حرها " ( مز 19 : 6 ) لقد كان هذا المزمور منذ القدم مرتعا للهجوم على الكتاب المقدس من قبل ناقديه إذ أنهم ادعوا ان كلمات المزمور تعنى أن الشمس هى التى أن الأرض هى التى تدور حول الشمس دورة كل عام ، كما تدور حول نفسهاا مرة كل يوم ؟، نستخدم ألفاظا وعبارات عن نفس النوع ، وببساطة فمن وجهة نظرنا فإن الشمس تشرق فى الصباح وتعبر السماء وتغرب فى السماء وتعتمد كل علوم الملاحة والهندسة الفلكية على افتراض ان الارض هى مركز رصد الإجرام السمائية يمكن أن نشاهد من على سطحها فى ممرات منتظمة ، الشمس والقمر والأفلاك والنجوم . وهو افتراض له اهيمته فى النواحى العلمية ، إذ تأسيسا عليه ، يتم تحديد مسارات الجرام وأماكنها كما تتم الحسابات اللإزمة للتطبيقات المختلفة . أى ان كلمات المزمور صادقة . بل وفى الآونة الخبرة قد ثبت عليما ، بما لا يدعو مجالا للشك ، وقد افرد جميع الفلكيين ، أن الشمس ومعها كل النظام الشمسى تتحرك فعلا خلال الفضاء بسرعة مهولة قدرها 720 ألف ميل فى الساعة . هذا بالإضافة إلى أنه من المحتمل أيضا أن مجرتنا هى الأخرى تتحرك حركة نسبية بالمقارنة بالمجرات الأخرى . فلو علمنا أن هذا المدار الهائل الذى تسير بسرعة 720 الف ميل فى الساعة يتطلب أكثر من مليونى قرن من الزمان لكى تكمل المجموعة دورة واحدة لاستطعنا ، بذلك فقط ، أن نفهم كلمة أقصى السماوات التى وردت فى المزمور ، وبذلك نقر أن كلمات المزمور كانت اكثر عمقا وأوفر دقة وصوابا من الناحية العلمية . فمن ذا الذى يستطيع أن الروح القددس الذى أرشد اناس الله القديسين فى كتابه ( الكتاب القدس ) يجهل علم الفلك ؟ ولعل من دواعى فخرنا أن نخبرك أن الرياضى والفلكى الأعظم الذى خلق السماوات وحدد لجميع النجوم والكواكب مساراتها والذى حسب المزمور : يدعو كلها بأسماء " ( مز 147 : 4 ) هو إلى يدعوك ويدعونى لحياة أبدية فى المسيح يسوع

ثانيا : الكتاب المقدس وعلم الارصاد الجوية

علم الأرصاد الجوية يعمق إيماننا بالكتاب المقدس : والآن دعنا ننظر فى الأرصاد الجوية ، فأن حركة المياه التى تبدأ بسقوط المطر أو الثلج الذى يجرى على هيئة أنهار تصب فى المحيطات ثم ترتفع بالتبخر ثانية إلى السماء لتحملها الرياح مرة أخرى لتسقط على الأرض مرة ثانية ، هذه الدورة هى حقيقة أساسية فى هذا العالم الحديث نسبيا . ومع ذلك فهذه الحقيقة موجودة فى الكتاب المقدس منذ قرون عديدة قبل أن يكتشفها الإنسان . هذا بالإضافة إلى أنه المعروف الان علميا أن تبارات الهواء الرئيسية فى العالم تتبع دورات محدة . وهذه الدورات الرياحية العظيمة هى المسئولة أساسا عن تيارات المحيطات العظيمة وكذا عن تيارات الهواء الهائلة فى العالم . غير أن هذه الحقيقة العظيمة تعتبر اكتشافا حديثا نبيا . فلو رجعنا إلى سفر الجامعه الذى كتبه سليمان الحكيم بارشاد الروح القدس والذى تمت كتباته منذ نحو أكثر من ثلاث آلاف سنة ، لوجدناه يقول " الريح تذهب إلى الجنوب وتدور إلى الشمال تذهب دائرة دورانها و إلى مدارتها ترجع الريح كل الأنهار تجرى إلى البحر والبحر ليس بملآن . إلى المكان الذى جرت منه الأنهار إلى هناك تذهب راجعة
" ( جا 1 : 6 ، 7 ) . ليس بعجب أن نتكلم عن حكمة سليمان ، ولكن أليس لنا أن نسأل فى هذا الصدد كيف علم سليمان بهذه الأمور التى لم يعلم أحد بها حتى من جاء بعده من العلماء المتخصصين بآلاف السنين ؟

حركة الامطار وسفر أيوب : يقول البهو صديق : " لانه يجذب قطار الماء تسح مطرا من جنابها الذى تهطله السحب ووتفطره على اناس كثيرين فهل بعلل أحد عن شق الغيم أو قصيف مظلته " ( أيوب 36 : 27 – 29 ) ويعتبر هذا الجزء قمة الروعة والإختصار لتلك الأطوار التى تمر بها الدورة المائية والمتصمنة لتلك العمليات الفيزيائية العجيبة من تبخر إلى تكثف إلى سقوط مطر .ويبقى أن نعلم أن الكثير من تفاصيل هذه الدورة المائلة غير معروف للآن فكل طور من الأطوار فى هذه الدورة ضرورى للغاية حتى توجد الحياة وتبقى على الأرض . ولاشك أن هناك العديد من تلك الحقائق العلمية فى مجال الأرصاد الجوية مخبأة بين طيات الكتاب المقدس ، نطلب من الله أن يظهر لنا ، وبذلك نكون قد ألقينا الضوء على بعض الحقائق الفلكية التى وردت فى الكتاب المقدس ، وننتقل إلى عنصر آخر

ثالثا الكتاب المقدس والقوانين الصحية والطبية

أن السبق الكبير للقوانين الطبية والصحية التى وضعها موسى تكشف عن دلالة ومغزى كبيرين ، إنها قرينة أخرى على صدق الكتاب المقدس و أنه موحى به من الله بارشاد الروح القدس . ولكى يتضح لنا ذلك ، تكفينا مقارنة العادات ومعتقدات قدماء المصريين والبابليين بتلك التى للعبرانيين كما وردت فى أسفار موسى فعلى سبيل المثال ، ذكر سفر اللاويين ، الأصحاح الحادى عشر ، قائمة بأسماء حيونات وأسماك وطيور وحشرات اعتبرها الوحى الإلهى طاهرة ونظيفة وصالحة للآكل ، وحدد لبنى إسرائيل ظاهرتى الاجترار وشق الظلف كظاهرتين أساسيتين يجب توافر هما كعلامتين مميزتين للحيوان النظيف ، أما إذا لم تتوافرا ، أعتبر الحيوان غير طاهر وغيرنظيف ، ومازلنا نتبع نفس القاعدة ، التى وضعها الله لبنى إسرائيل ، فيما عدا أن شريعة العهد الجديد لا تحرم أكل الخنزير والأرنب ؟، وهما حيوانات لا يأكلهما اليهود حتى الان تبعا للقاعدة المذكورة . على أنه من المعروف الان أن هذه الحيوانات عريضة للأصابة بسهولة ببعض الديدان الطفيلية ، ولكى تصبح صالحة للأكل ، وجب إطعامها بطريقة نظيفة ، وكذلك لابد من طهيها بطرق معينة . أما بالنسبة للطيور والاسماك التى سمح لبنى إسرائيل بأكلها ، فهى نفسها المعروفةلدينا الآن . وثبت حسب أحدث المعلومات الطبية أنها الأحسن والاكثر أمنا

أما بالنسبة للطيور ، فقد حدد الله لبنى إسرائيل بعض أنواع يأكلونها كما سمح الله بأكل الجراد والذى أكتشف آخيرا أنه نظيف وصالح اللآستخدام الآدمى ، وأنه لا يزال يؤكل حتى اليوم فى بعض انحاء العالم

ونقرا فى سفر التثية ، الأصحاح 14 عدد 2 ، أمر الله لموسى بعدم أكل لحم أى حيوان مات ميتة طبيعية ، وذلك بالرغم من أنهم عاشوا فى أماكن صحراوية ، وكانت قطعانهم مصدر اساسيا للغذاء عندهم . ولو دققنا اليوم فى قوانين معظم بلاد العالم ، نجدها تحرم أكل لحوم الحيوانات الميتة . والسؤال الآن

: من أين علم موسى كل هذا إن لم يرشده الروح القدس ؟

رابعا : الكتاب المقدس وتلوث البيئة

يهتم العالم كله فى وقتتا الحاضر بالحافظ على البيئة من التلوث ، ويعطى اهتماما بالغا الشرب بالذات . فكل قوانبن الدول المتحضرة ن تحرم التخلص من الفضلان بالقائها فى مجارى الأنهار لما لها من أثر سىء على الصحة العامة . ولم تتضح أهمية نظافة مصدر المياه فى الوقاية من الأمراض إلا منذ عدة سنوات فقط . لكن موسى ، بارشاد الروح القدس ، منع شرب الماء من البرك الراكدة أو الملوثة نتيجة إلقاء جثث الحيوانات الميتة فيها . بل والأكثر من لك نجد الروح القدس على لسان موسى بأمر بنى إسرائيل بالتخلص من الفضلات بدفنها : " ويكون لك موضع خارج المحلة لتخرج إليه خارجا ويكون لك وتد مع عدتك لتحفر به عندما

تجلس خارجا وترجع وتغطى برازك " ( تثنية 23ك 12ن 13 )

خامسا : الكتاب المقدس والصحة العامة

الله يأمر بنى إسرائيل على لسان موسى " كل إناء مفتوح ليس عليه سداد بعصابة فإنه نجس " ( عدد 19 : 15 ) . بل أمر بنى إسرائيل بالنظافة البدنية ، فنجد أن هذه المبادىء متناغمة تماما مع ما ينادى به علماء الصحة العامة اليوم من أن النظافة خير وسيلة للوقاية من الأمراض ( لأنها تمثل الطريق الأمثل للوقاية ) " كل انسان يأكل ميتة أو فريسة وطنيا كان أو غريبا يغسل ثيابه ويستحم بماء ويبقى نجسا إلى المساء ثم يكون طاهرا وأن لم يغسل ولم يرخص جسده يحمل ذنبه " ( لاويين 17 : 15 ) . بل أيضا نجده قد سبق بزمن طويل تلك الممارسات الصحية التى تطبقها البلاد المتحضرة الآن فى المائة عام الخيرة فقط ، مثل عول وعلاج بعض المرضى بأمراض معدية مثل البرص ، فنجد فى سفر اللاويين : " فإن راى الكاهن واذا نظرها أغمق من الجلد وقد ابيض شعرها يحكم الكاهن بنجاسته . إنها ضربة برص ... ولكن أن رآها الكاهن واذا ليس فيها شعر أبيض وليست أغمق من الجلد وهى كامدة اللون يحجزه الكاهن سبعة أيام ( لاويين 13 : 21 )

سادسا : الكتاب المقدس والقانون المدنى

من المعروف الآن أن القوانين التى سلمها الله لموسى ، والتى وردت أكثر من مرة فى أسفار موسى الخمسة : ومنها سفر العدد وسفر اللاويين 24 ، تمثل أسس القانون المدنى لكل الدول الديمقراطية العظيمة الموجودة حاليا . فيعلمنا

الوحى فى سفر اللعويين : " اذا أمات أحد انسانا فانه يقتل . ومن أمات بهيمة يعوض عنها نفسا بنفس . واذا أحدث إنسان فى قريبه عيبا فكما فعل ذلك يفعل به . كسرا بكسر وعينا بعين وسنا بسن . كما أحدث عيبا فى الإنسان كذلك يحدث فيه . من قتل بهيمة يعوض عنها ومن قتل إنسانا يقتل . حكم واحد لكم الغريب يكون كالوطنى " ( لاويين 24 : 19 – 22 ) فأسس بذلك مبدأ المساواة امام القانون ، حتى الغريب يطبق عليه نفس القانون كالوطنى ، ولو أن هناك بعض التماثل فى القوانين القديمة للببليين والحيثيين مع أسفار موسى الخمس إلا أن قوانينهم لم تكن فى منطق وتمام وكمال تلك الأسفار الخمسة التى تنتسب إلى نوسى ةالأهم من ذلك أن القانون العبرى ينفرد بأنه يوجه كل شىء لعبادة وخدمة رب واحد ، يهوه ، وهو مفهوم أعتبر غريبا فى تلك الحقبة على البابليين والحيثيين الذين كانوا يعبدون أكثر من إله ويقدسون أكثر من معبود

سابعا والكتاب المقدس وابحاث الدم

لم تتضح الحقيقة الكبرى المذكورة فى سفر اللاويين ، بل وفى أماكن أخرى من الكتاب المقدس ، والخاصة بالأهمية القصوى للدم فى مكيانيكية العمليات الحيوى ، بدرجة كافية إلا فى السنوات الخيرة . " لأن نفس الجسد هى فى الدم فأنا أعطيكم إياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم لأن الدم يكفر عن النفس " الدم ( لايين 17 : 11 ) ، وفى سفر التثنية : " ولكن احترز أن لا تاكل الدم لأن الدم هو النفس فلا تأكل النفس مع اللحم ( تثنية 12 : 23 ) . وتعتمد استمرارية الحياة على استمرار إمداد خلايا الجسم بالكسجين والماء والغداء وتتم هذه العملية الضروريه بطريقة عجيبةجدا عن طريق الدم أثناء دورته المستمرة فى الجسم على امتداد مراحل عمر الإنسان المتتابعة ، ولربما كانت وظيفة الدمفى مقاومة الأجسام المسببة للأمراض وفى إصلاح وترميم الأنسجة المتهتكة واحدا من أهم الإكتشافات فى علوم الطب الحديث ، كما تعبر عملية نقل الدم واحدة من أنجح طرق العلاج لمعظم الأمراض تقريبا تقريبا وتشهد ضمنا بأهمية الدم للحياة والجسد وكانت كلمة الله عن هذه الحقيقة البيولوجية الكبيرة دقيقة عمليا وذلك منذ الاف السنين قبل أن يكتشفها الإنسان ويحكم إتقانها

لقد جاء ذكرها اساسا لتعليمنا حقيقة روحية كبرى ، ألا وهى ضرورة سفك الدم لمغفرة الخطايا . فالدم ، الذى هو مصدر الحياة ، يصبح أيضا حاملا للإمراض والعدوى عندما يكون لميكروبات تلك الأمراض الغلبة على مقاومة الجسم . وهناك تشابه بين الحياة المادية والحياة الروحية ، فالموت المادى يرمز إلى الموت الروحى ، والمرض المادى يرمز إلى المرض الروحى بالخطية فعندما تنتشر عدوى الخطية فى الروح ، سوف تؤدى فى النهاية إلى الموت الروحى . فإذا أردنا للحياة الروحية أن تتقدم وأن تصان ، فلابد من إدخال حياة جديدة من الخارج ، حياة غير ملوثة بالخطية وحاوية على القوة اللازمة لمقاتلة الأثر المدمر الذى تسببه الخطية فى النفس الآخذة فى الموت روحيا وبذلك تكون عملية نقل الدم ضرورية . ولكن لابد وأن تكون من مصدر نقى وله الكفاءة اللازمة لخلاص النفس المائتة روحيا ، وقد تحقق هذا كله فى شخص الفادى الحبيب الذى سفك دمه عن خطايانا لكى يمنحنا العتق والغفران هذه لمحة بسيطة لأعماق المعنى الروحى ( ربما المادى أيضا ) فى عقيدة الكتاب المقدس والخاصة بالتضحية البديلة : " بدون سفك دم لا تحصل مغفرة ( عبرانيين 9 : 22 ) . وكان الرمز للتضحية بالحيوان فى شريعة موسى ، والتى تصل إلى غايتها فى الموت إبن الله الكفارى عن خطايا العالم كله ، ما جاء فى الإنجيل المقدس : وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدى و أخذ الكاس وشكر وأعطاهم قائلا إشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمى الذى للعهد الجديد الذى الذى يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا" ( متى 26 : 26 – 28 ) . وبفضل الموت الكفارى ليسوع المسيح ، فإن كل من يتقبل حياته المنسكبة بالموت على عود الصليب وقيامته من الاموات ، يمنح الغفران والتطهير من كل خطاياه ، اذ أنه فى واقع الأمر يقبل المسيح ذاته ، وكل ذلك إنما يرمز إليه بسفك الدم : " من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وأنا فيه " ( يو 6 : 56 )

ولو فتشنا الكتب كما أمرنا السيد المسيح ، والتى تتصل بجمع فروع العلوم الفيزيائية والبيولوجية والإجتماعية ، والتى لايتسع المجال لسردها هنا ( لكننا سوف نكتفى بنقطة أخيرة فى دراستنا لهذا الموضوع ) لما اتسعت كتب كثيرة لتفصيلاتها

ثامنا : الكتاب المقدس وقانون بقاء الطاقة

يقول قانون بقاء الطاقة : عند تحول الطاقة من صور إلى اخرة ، فى اى نظام معزول ، فإن الطاقة الكلية " . ويعتبر هذا القانون هو القاعدة الأساسية التى تقوم عليها مل العلوم الطبيعية . كذلك يوجد قانون آخر مشابه هو قانون بقاء المادة ونصه : " رغم أن شكل أو حجم أو حالة المادة ان تتحول من حالة إلى اخر . فان الكتلة الكلية لاتتغير " . ومن هذين القانونين يمكننا أن نستتج أن المادة تفنى ولا تستحدث ولا تخلق من العدم . وكذلك الطاقة أيضا ولئن كان قد تم إثبات ذلك علميا منذ حوالى مائة عام ، إلا أن السنين إذا علمنا أن عملية الخلق ليست مستمرة ، ولكن الكون الحالى هو نتيجة لعملية خلق إلهى بالفعل ، فى الستة أيام للخلقة ، فمثلا قال الله : ليكن نور فكان نور " ( تك 1 : 3 ) وهذه الأوامر الإلهية لاتخضع طبعا للدراسة العملية الآن

ويعلمنا القديس بولس الرسول فى رسالته إلى العبرانيين : " مع كون الأعمال قد أكملت منذ تأسيس العالم " ( عبرانيين 4 :3 ) أى أن عملية الخلق قد أكملت فى الماضى ومانراه الآن هو مجرد تحول من صورة إلى اخرى

فى سفر التكوين : فاكملت السموات والارض وكل جندها . وفرغ الله فى اليوم السابع من عمله الذى عمل " ( تكوين 2 : 1 ، 2 ) . فنستشف من كل ذلك أن عملية الخلق قد تمت وانتهت . وهنا تثور نقطة خلاف بين الكتاب المقدس والعلماء الذين ينادون بفلسفة الخلق التطورى المستمر ، والتى لاتستند إلى اى سند معلمى ، إذن ما هذا الذى يحدث كل يوم أمامنا فى صورة التقدم والتطور إلا عملية تحول من صورة إلى أخرى للكتلة او الطاقة . ويعرف قانون المادة والطاقة عند علما الفيزياء بالقانون الأول فى علم الديناميكا الحرارية . ويعتبر هذا القانون أهم القوانين الأساسية فى كل العلوم الفيزيائية . وكما رأينا ، فقد تم النتبؤ بهذا القانون فى مواضع كثيرة من الكتاب المقدس ، إذ يؤكد ان السموات والأرض قد أكملت ، أى لم تخلق فقط ، بل وأكملت " " ورأى الله أن كل ما عمله فإذا هو حسن جدا " ( تك 1 : 31 )

ويعلن القانون الثانى للديناميكا الحراية أن هناك فناء أو انحلالا للطاقة يظهر فى عدة صور أخرى . ففى أية عملية انتقالية يتم فيها تحول للطاقة من صورة إلى أخرى ، وبالرغم من ان الطاقة الكلية تبقى دون تغيير ، لكن هناك دائما حقيقة ثابتة ، هى أن كفاءة الانتفاع بهذه الطاقة لايمكن أن يصل إلى 100% ، لأنه لابد أن يكون هناك فاقد من الطاقة بسبب الإحتكاك والتى تظهر على صورة حرارة ، وتسمى هذه العملية بقانون زيارة التترويبا . لذلك ففى أى نظام مغلق ، بصرف النظر عن مدى كبره أو صغره فإن طاقة هذا النظام تقل باستمرار . فمثلا لا يمكن ، بل ومن المستحيل ، أن تسير مركبة إلى بفعل دفعة واحدة إذا أنها بعد فترة نتيجة احتكاكها مع الهواء ، سوف تقل سرعتها تدريجيا حتى تتوقف تماما . كذلك أيضا النووية ، أتت من الشمس . إلا أن الجزء الأكبر من هذه الطاقة الهائلة للتعويض . هذا الفاقد المستمر لطاقة الشمس لايمكن أن يستمر إلى الأبد ، فسوف يأتى الوقت الذى تستنفذ الذى الشمس كل طاقتها ، وعندئذ نتوقف كل مظاهر النشاط الانسانى والحياة على الأرض ، مالم يحدث تدخل معجزى خارق من إله الطبيعة وخالقها

هذه القاعدة عينها تتطبق على النجوم فى الكون كله . ويعنى ذلك أن هذا الكون الذى نعيش فيه أخذ ولاشك فى الهرم والبلى والانهيار . غير أن هناك حقيقة عظمى عملها لنا الكتاب المقدس وتشهد بها طبيعة الكون نفسه ألا وهى أن هناك بداية لهذا الكون . فحيث أن الكون أخذ فى الهرم ، فلابد أنه كان يافعا فى مرحلة زمنية سابقة ، واذا كان آخذا فى البلى فلابد أنه كان يوما ما جديدا واذا كان فى طريقه إلى الانهيار فلابد أنه كان يوما متماسا . وباختصار ، فإن قانون انحلال الطاقة يؤكد لنا حقيقة أساسية هى وجود خالق أعظم لهذا الكون ، كما يؤكد على أن هناك عملية خلق أكيدة تمت فى الماضى ، وأنها تبعا لقانون بقاء المادة والطاقة ، تعتبر عملية غير مستمرة فى الوقت الحاضر

والآن ، دعنا نرى تعاليم الكتاب المقدس فى هذا الصدد . فعلى سبيل المثال ، قول المزمور : " من قدم أسست الأرض والسموات هى عمل يديك ، وهى تبيد وانت تبقى وكلها كثوب تبلى ، كرداء تغير فتتغير و أنت أنت هو وسنوك لن تنتهى ( مز 102 : 25 – 27 ) . وهناك العديد من الآيات فى الكتاب المقدس لا تقل اهمية أو ووضحا عن الآيات السابقة ومن خلالها يعلمنا الكتاب المقدس أن مااكتشفه العلم فى السنوات المائة الأخيرة ، وبالرغم من اكتمال عناصر الخلقة ، إلا أن الكون آخذ فى الاتجاه نحو فناء مادى نهائى . وبالاضافة إلى ذلك ، فإن الكتاب المقدس كثيرا مايتحدث عن أشياء لم يكتشفها العلم للآن ، مثل تدخل مستقبلى خارق للخلق فى خليقته واندثار النظام الحالى وخلق سموات جديدة وأرض جديدة سوف تيقى وتستمر . وقد ذكرت هذه الحقيقة فى سفر أشعياء النبى فى العهد القديم : " لأنى هأنذا خالق سموات جديدة وأرضا جديدة فلا تذكر الأولى ولاتخطر علىبال " ( أشعياء 65 : 17 ) ، " لأنه كما أن السموات الجديدة والأرض الجديدة التى أنا صانع تثبت أمامى يقول الرب ، هكذا يثبت نسلكم وإسمكم "( أشعياء 66: 22 ) . كذلك أكدها القديس بطرس فى رسالته الثانية : منتظرين وطالبين سرعة مجىء يوم الرب الذى به نتحل السموات ملتهبة والعناصر مسحوقة تذوب ، ولكننا بحسب وعده ننتظر سموات جديدة وأرضا جديدة يسكن فيها البر " ( 2بط 3 : 13 ) . وقد وردت هذه الحقيقة أيضا فى سفر الرؤيا فى العهد الجديد : ثم رأيت سماء جديدة وأرضا جديدة ( رؤيا 21 : 1 ) وهناك حقيقة علمية متوائمة مع تلك ذكرها الكتاب المقدس . ألا وهى التكافؤ بين المادة والطاقة ، وهى أحد أهم الاكتشافات فى القرن العشرين . فمن المعروف الآن أن المادة هى فمن الواقع إحدى صور الطاقة المعروفة بالطاقة الذرية ، فبالرغم من أن الطاقة الهائلة الموجودة فى الذرة غير معروفة حتى الان ، حتى ليعجز العلم اكتشافها ، غير أنه من المؤكد أن عددا هائلا من الطاقة من مصدر ما ، غير معروف ، لازم لبقاء الحركة الرهيبة فى الكون ، وكذلك لتوازن القوى المصاحبة للجسيمات المكونة للذرة . ويمكن تخيل حجم هذه الطاقات من واقع قيمة الطاقة المنطقة من تحطيم ذرة واحدة ( فلو تصورنا أن رأس الدبوس يتكون من ملايين من الذرات لأمكن تقدير ضخامة هذه الطاقات ) والتى لانجد تعبيرا عنها أبلغ من قول القديس بولس الرسول : " حامل كل الأشياء بكلمة قدرته ( عبرانيين 1 : 2ن3 ) هذه الأية تعلمنا أن كل الاشياء ، ومنها العالم المادى ، يزلمها ، كى تبقى طاقة أو قوة ، أن يكون مصدرها هو الخالق نفسه الرب يسوع المسيح فى حين أن العلم عجز ، كما رأينا ، عن تفسيرالمصدر الدائم لحدوث واستمرار الحركة الرهيبة فى الكون . ونفس الحقيقة الهائلة نجدها فى القول القديس بولس : " الذى هو قبل كل شىء وفيه يقوم الكل " (كولوسى 1 : 17 ) . والتى يمكن كتابتها على الصورة الآتية " ... وفيه ( يسوع المسيح ) تتماسك كل الأشياء "

كذلك هناك حقيقة علمية أخرى فى هذا الصدد فى قول القديس بولس

" بالإيمان نفهم أن العالمين أتقنت بكلمة الله حتى بم يتكون مايرى مما هو ظاهر " ( عبرانيينة 11 :3 ) أى أن مادة الكون ليست كلها مادية ( أى ترى بالعين المجردة ) ولكنها تتكون من شىء غير ظاهر ، فجمعع الوحدات غير المرئية ، وان كانت محسوسة بنتائجال ، والغير مادية والتى يتعامل معها العلم مثل الكهرباء والمغناطيسية ، والجاذبية ، وغيرها والتى بالرغم من أننا نستخدمها كل يوم ، غلا أنها فى حد ذاتها أشيا غير ظاهرة . ومع أننا نعرف الكثير عن خوصاها ومساراتها ، لكننا عمليا لا تعلم شيئا عن صفاتها المطلقة ( فمثلا ، لاأحد يستطيع أن يرى الكهرباء ، لكننا جميعا يمكن أن نرى المصباح الكهربائى فنحس بها أما الآن ، فمن الممكن أن نفهم مثل هذه الأمور التى كانت منذ أجيال قليلة مضت غير ممكن قبولها أو حتى تصورها ، ذلك أن الأجيال السابقة تصورتأنه من الممكن وصف جميع الأشياء تماما بالغة . إل أنه ، بعد زيادة المعرفة ، ثبت أن الكتاب المقدس شديد الدقة فى كل التعبيرات العلمية التى استخدمها

بذلك نكون قد استعرضنا فى الثمانى نقاط البسيطة السابقة عددا من القضايا فى إطار المعرفة الحديثة التى سجلها لنا الكتاب المقدس منذ الاف السنين ، قبل اكتشافها بواسطة العلماء ، ولعلها أن تمثل قدرا كافيا من الأدلة المقنهة ، التى أن دلت على شىء فهى تدل على ارشاد وتوجيه الروح القدس

وننتقل الآن إلى معالجة بعض الموضوعات التى ورد ذكرها فى الكتاب المقدس والتى يعتبرها بعض العلماء خاطئة او متعارضة مع النظريات العلمية

من أين حصل قايين على زوجتة ؟هذا السؤال اثاره كثير من المعترضين السطحيين . ونعرف أن قايين هو الإبن الأول الذى انجبه آدم وقد ورد ذكره فى ( تك 4 ) حيث قرر الكتاب المقدس أنه نتيجة لقتله هابيل أخيه ، حكم عليه الرب بأن يكون " تانها وهاربا " . فخرج قايين من لدن الرب وسكن فى أرض نود شرقى عدن ، وجاء فى الآية 17 من الأصحاح نفسه :" ... وعرف قايين امراته فحبلت وولدت حنوك وكان بيبنى مدينة ... فينتظر البعض لهذه الواقعة على أنها تضارب صارخ ، إذ من المفروض أن قايين كان هو الشخص الوحيدالموجود على الارض فى ذلك الوقت مع أبويه آدم وحواء . لكن هل حقاهذا الفرض لايحمل بين طياته الدليل والبرهان على أن آدم لم ينجب أبنا وبنتا آخرى ، لقد ذكر فى موضع آخر ان آدم عاش 800 عام بعد ولادة شبت ( تكون 5 : 4 ) الإبن الثالث لأدم . ومن الواضح أن القاعدة العامة فى تلك الأيام هى طول العمر من ناحية ،والذى وصل 696 عاما هى عمر متوشالح ، وكثرة الأولاد من ناحية أخرى ، إذا كان ذلك أول أمره الله لآدم وحواء : " اثمروا واكثروا واملاوا الأرض ( تك 1 : 28 ) . كذلك ثمه ملاحظة هنا أن القدرة على

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم