قيامة الأموات - للبابا شنودة الثالث

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

pop2وأريد أن اليوم يا اخوتى عن قيامة الأموات .. قيامة الأموات فى منتهى الأهمية لأنه لو كان الإنسان لا يقوم من الأموات إذن فقد شابه الحيوانات التى تموت وتبيد ولا تقوم مرة أخرى.
من غير المعقول أن هذا الإنسان الذى هو المخلوق الأرضى الوحيد الناطق العاقل الذى وهبه الله مواهب كثيرة حتى أنه استطاع أن يخترع سفن الفضاء التى تصعد إلى القمر وتدور حول الأرض وترجع .. واستطاع أيضاً أن يخترع الكمبيوتر والفيس بوك والموبايل فون   

سهلة بحيث يستطيع الإنسان وهو سائر بعربته أن يتكلم مع بلد على بعد 20 ساعة بالطائرة وأن يحتفظ معه بالكتب التى يريدها داخل الموبايل فون .. فليس من غير المعقول أن هذا الإنسان العجيب أن ينتهى به الأمر أنه لا يقوم من الموت مثله مثل الحشرات والهوام.
ولكن القيامة أصبحت ضرورة لأن بها يصل الإنسان إلى الحياة الأخرى، فلا تكون حياته على الأرض فقط .. فى السماء، وهى الحياة الأبدية التى لا تنتهى. والله قد وعد هذا الإنسان بالخلود فلابد أن يقوم من الأموات.

القيامة سهلة
والقيامة سهلة وممكنة لأنه إذا كان الله قد خلق الإنسان من التراب فالجسد بعد أن يمـوت ويتحـول إلى تراب ممكن أن يحول الله نفس التراب إلى الحياة ..
والتراب قبل أن يكون تراباً كان عدماً، والله من العدم خلق التراب، ومن التراب خلق الإنسان، وهذه القوة العجيبة التى لله – جل جلاله- ممكن من التراب أن يعيده مرة أخرى إلى الحياة.
والله يعرف مكونات الجسد أين ذهبت، ويستطيع أن يرجعها مرة أخرى فى تشكيلها لتعود إلى الحياة.

القيامة لازمة
نقطة أخرى أن القيامة لازمة من أجل عدل الله فى نقطتين :
أول نقطة فى العدل أن الله خلق الإنسان من روح وجسد، والروح صعدت إلى خالقها، والجسد مدفون فى التراب .. والروح والجسد كانا شريكين معاً فى كل شئ .. وإذا الروح خشعت فيحنى الجسد ويركع ويسجد، وإذا الروح فرحت يظهر هذا فى ابتسامات وجه الإنسان.

إذن الجسد والروح اشتركا معاً فى حياة فلا يصح فى الروح وحدها تتمتع بالسماء وحدها .. لذا رأى فى عدله أن يقوم الجسد وسيتحد بالروح، ويقف الاثنان أمام عدل الله لإعطاء حساباً عن كل ما فعله الجسد.
النقطة الثانية : أنه لابد من القيامة لعمل توازن .. فى الأرض يوجد الفقير والغنى، والمنعم والتعيس، والجميل والقبيح .. فهل يظلون هكذا ..
عدل الله يقتضى أن يعوضهم فى السماء فلا يحيوا على الأرض فى بؤس ويستمر الأمر هكذا ..
كذلك فى الأرض عميان ومعوقون ومشوهون، ومن لا جمال لهم هؤلاء أيضاً بالقيامة يعوضهم الله فى السماء.
ومن هنا نرى أن الحال فى السماء يتغير تماماً، فمثلاً الإنسان المثالى الذى كان العلماء يبحثون عنه، والذى بحث عنه ديوجين الفيلسوف بمصباحه ولم يجده، سيجده فى السماء ..
السوبر مان هذا من أنواع القيامة أن يوجد أقصد أن الإنسان فى القيامة لا يجوع ولا يعطش ولا يمرض ولا يحزن ولا يكون فيه أى عيب أو أى نقص .. يصبح مثالياً فى كل شئ .. ونحن ننتظر هذه الصورة.

القيامة خلود
القيامة شرف للإنسان لكى يكون له الخلود، ولكنا نحب هذا الخلود ونتمناه ونحب النعيم الأبدى ونتمناه ونرجوه لكم جميعاً.
ولإلهنا المجد الدائم آمين

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم