البعد الرعوى للقداس الإلهى - للأنبا موسى

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

القداس الإلهى هو جزء من منظومة ليتورجية، والليتورجية تعنى (عمل شعبى) أى عمل شعبى يُطلق عليه ليتورجى ثم صارت تقتصر على القداس الإلهى. وذلك فى الكنيسة من عصر الرسل "وكانوا يواظبون على تعليم الرسل (الرسائل) والشركة (كينونيا باليونانية وتشمل لقمة البركة وتناول الطعام سوياً فى مساء اليوم) وكسر الخبز (صلوات القداس)، والصلوات"(1).     
الحياة الكنسية لها مدلولات رعوية غاية فى الروعة.. سوف نتناول منها :

1- دور رعوى يخص الجماعة الكنسية   

الجماعة الكنسية تضم ليس الأقباط الذين على الأرض فقط بل أيضاً الذين سبقونا إلى السماء، وربنا يسوع هو رأس هذا الجسد، فالإنسان المسيحى هو عضو فى جماعة ممتدة من الأرض إلى السماء.
يُعرف د. راغب عبد النور الكنيسة بأنها [ هى جماعة المؤمنين المجتمعة فى بيت الله المدشن بقيادة الإكليروس وحضور الملائكة والقديسين حول جسد الرب ودمه ].
تعريف يعطى إحساس رعوى جميل يعلن علاقة الأعضاء معاً من خلال رعاية ربنا يسوع .. القديسين والكنيسة .. المسـيح نفسـه يرعاه من داخله
 (1)-(أع2: 42).
وليس من خارجه فقط، وهذا ما تنفرد به المسيحية .. ربنا يسكن داخلنا ويفجر الخطية ويدعم كل ما هو جميل فينا.
تأخذنا الكنيسة إلى السنة الليتورجية :
    النيروز .. كن شاهداً أو حتى شهيداً.
    صوم الميلاد .. تنظف قلبك حتى يستقبل وليد المزود.
    عيد الميلاد يتولد المسيح داخل قلبك ويصبح قلبك مزود للمسيح.
    الثيئوفانيا .. تدخل فى شركة مع الثالوث القدوس (الآب والابن والروح القدس).
    صوم يونان .. لو غلطت ولخبطت فرصة للتوبة.
    الصوم الكبير .. تب حتى لو خطيتك بشعة مثل الابن الضال ربنا يسوع يقبلك أو خطيتك متكررة مثل السامرية ربنا يسوع يقبلك .. أو حتى كان لك 38 سنة مريض مثل مريض بركة بيت حسدا ربنا يسوع يقبلك أو لو كنت مولود بالخطية مثل المولود أعمى ربنا يسوع يقبلك.
    أحـد الزعف .. تنتصر على الخطية فتستقبل ربنا يسوع ملكاً على حياتك.
    أسبوع الآلام .. تدخل مع مسيحك فى شركة الآلام وتموت معه.
    أحد القيامة .. تقوم مع مسيحك.
    الصعود نصعد بأفكارنا وقلوبنا إلى السماء.
    العنصرة .. نستقبل الروح القدس.
    صوم الرسل .. تخرج للخدمة مع التلاميذ.
    صوم العذراء .. إذ نشعر أن مستوانا الروحى ضعيف ننظر للعذراء ونتعلم منها.
 وهكذا الكنيسة كل سنة تجدد دورة السنة الكنسية التى بمثابة قمة الرعاية.
 خلال القداس يعيش المؤمن فى البارادوكس (التناقض) فكان المؤمنون يحضروا إلى الكنيسة من العشية وبعد انتهاء صلوات العشية يأكلوا معاً ثم يدخلوا (أغلق الباب) ويبدأوا فى التسبيح حتى رفع بخور باكر، فصلوات القداس وبعد التناول يصرف الكاهن الشعب "سلام الرب يكون معكم"، ويخرج المؤمنون ويقولون : كنا فى السما .. ويدرك المؤمن مدى حلاوة السما ومدى مرارة الأرض "لى اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً"(1).    
2- دور رعوى يخص الأسرة ..
   تزكى الليتورجية الأسرة، فالزواج سر كنسى وعقد إلهى فالأسرة هى كنيسة صغيرة للمسيح "إذاً ليس بعد اثنين بل جسد واحد فالذى جمعه الله لا يفرقه إنسان"(2).
   تبدأ رعاية الكنيسة للمؤمن من يوم المعمودية أى عمره 40 يوماً للذكر، و 80 يوماً للبنت ..
   من الضرورى شرح المعانى الطقسية واللاهوتية فى سر المعمودية بصورة قليلة لكنها موجهة وبناءة مع ضرورة وضوح مخارج الألفاظ لكى تصل للأذن ثم الذهن وتستقر فى القلب ثم تظهر فى السلوك.
   تظهر رعاية الكنيسة للأسرة من خلال سر مسحة المرضى، فصلوات هذا السر تعزى أى مريض.

3- دور رعـوى يخص العضو ..
   فالعضو لا يحيا بذاته بل يحتاج للآخرين، فكل عضو ترعاه الكنيسة فى الليتورجية ويستطيع أن يمارس الليتورجية بمفرده، فمثلاً يقرأ السنكسار اليومى، ويصلى بالأجبية ويسبح بالأبصلمودية بمفرده.
 (1)-(فى1: 23).                (2)-(مت19: 6).      
   يحكى المتنيح الأنبا أثناسيوس أن فى زيارته لامرأة فقدت ابنها وكان سنها حوالى 75 سنة .. سألها عن سلامتها فأخبرته أنها بخير ..
   فقال لها : متعزية ..
   فقالت له نشكر ربنا ..
   فقال لها : بتصلى ..
   فقالت له : العادة ..
   فسألها متعودة على أى من الصلوات ؟
   فقالت له : الأجبية، الأبصلمودية، والقطمارس كل يوم. وأن والدها عند زواجها أوصاها بأن تستمر فى صلواتها فى بيت زوجها كما كانت تصلى فى بيت أبيها.
   وأيضاً المتنيح أبونا بطرس كان سنه فى حدود 85 سنة، ويمشى بصعوبة ولكنه كان متكلم وقرّاء مذهل .. فمرة دعينا فى بنى سويف أبونا تادرس يعقوب، فسألت أبونا بطرس هل تعرفه ؟
   فقال : أيوه .. الحب الإلهى (أحد كتب أبونا تادرس يعقوب) ..
   ومرة قال أبونا بطرس لنيافة الأنبا أثناسيوس : حاللنى يا سيدنا أنا عجزت لم أعد قادراً على عمل المطانيات إلا وأنا ماسك فى عمود السرير، فسأله الأنبا أثناسيوس وبتعمل كم ميطانية ؟
   فقال له : 200 ميطانية كل يوم !
   أولادنا عايشين مع القديسين فى منازلهم .. فى قلوبهم وأيضاً فى امتحاناتهم حتى لما ذهبوا إلى المهجر أخذوا معهم القديسين ..
   كنيستنا مليئة ليتورجيات، والمؤمنون سعداء بكنيستنا وبالطقس الكنسى وبالبعد الرعوى للقداس الإلهى.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم