أبونا بيشوي وحب الخدمة
كان قلب أبونا بيشوي مملوء من محبة الله والخدمة، كان بداخله نار، كان أمامه كلمة معلمنا بولس الرسول عن الله الذي يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون .... كان يعمل النهار والليل فى حب ويُخَلِصْ على كل حال قوم، ولعله فى هذا يذكرنا بقول الكتاب عن الملائكة : "الذى خلق ملائكته أرواحاً وخدامه لهيب نارٍ" وهكذا كانت خدمة أبونا بيشوي كامل وهذه المحبة للخدمة إنسكبت بالروح القدس فى قلوبنا، لأن الخدمة بلا محبة تكون ضعيفة؛ فلقد كان حاراً فى الروح فكل من يقترب من أبونا بيشوي يحب الله.
كان أمامه ما قاله داود النبي : "غيرة بيتك آكلتتني" وكان يحب الكنيسة وبناء الكنائس وكلنا نعرف كم من الكنائس بناها لتكون مكان للصلاة والتسبيح، وأيضاً يذكرنا بداود النبي حينما رآى جليات وهو يُعَيِرْ شعب الله وهكذا كان أبونا بيشوي يحارب حروب الرب، كان يحب الله وكان يريد الجميع مثله؛ كان الجميع يشعر بمهابة مثل بولس الرسول أمام فيلكس الوالي ... بعض من الناس ليس لهم هذه القوة ولكن أبونا بيشوي كانت له هذه المهابة.
قداسة البابا قال:"الخادم إما أن يتعب ويستريح الناس، أو يرتاح والناس تتعب" وكان أبونا بيشوي يتعب لكي يرتاح الناس وكما كان بولس الرسول فى تعب وكدٍ وأسفارٍ كثيرة، كان يفرح حينما ينتشر الإيمان وينسكب أمام الله من أجل النفوس الضالة وهناك قصص عديدة عن كيف أرجع نفوس كثيرة، فطلبة البار تقدر كثيراً فى فعلها؛ لقد كان أبونا بيشوي يصلي قداس يومياً تقريباً ويضع كل المشاكل أمام الله.
كان أبونا بيشوب آب إعتراف ناجح جداً فلقد كان يأتي إليه نفوس تحتاج إلى مجهود شاق جداً لكي تعود لله وكان هو يجذبهم بمحبته وبرقته وصلواته، أيضاً كان يفرح بالبناء سواء فى تأسيس الكنائس أو خدمة تتأسس وهذا يذكرنا بنحميا فى عمله فى الصوم والصلاة ولم يقف عند هذا بل إمتد إلى العمل وبني أسوار أورشليم فى 52 يوم وهكذا كما كانت فترة خدمة أبونا بيشوي قصيرة ولكنها مملوءة بالثمار وأيضاً مثل خدمة يوحنا المعمدان القصيرة ولكن تمم فيها قول الملاك أنه هيأ للرب شعباً مستعداً.
أبونا بيشىوي ترك لنا مثل فى الشفاعة حيث أنه كان يصلي من أجل النفوس البعيدة وكان فى أسلوبه دائماً يشجع الجميع الضعيف والخاطيء وكما كان الرب ذاته يشجع تلاميذه، كان أسلوبه تسهيل دون تساهل (سهل لنا طريق التقوى) هو فى الحقيقة مثال رائع للخادم والكاهن الروحي لينفعنا الرب بصلواته.