ارسل رئيس الدير الي الراهب (مارينا) مع ثلاثة من الرهبان الي المدينة لقضاء بعض مصالح الدير وليبيعوا مشغولات ايديهم وهي المهمة التي كان يقوم بها والد (مارينا) قبل نياحته. ومضي الاربعة في طريقهم بعد ان باركهم رئيسالدير وصصلي لأجلهم. واتجهوا الي البلدة التي كانوا يقصدونها ونزلوا في منزل احد المحبين الذي تطوع بأن يستضيفهم.
وبالفعل وصلوا الي ذلك المنزل وكم كانت فرحة صاحب المنزل حين رأي الراهب مارينا معهم فقد سمع عنه كثيراً لكثرة زهده ونسكه وكان يشتهي رؤيته والجلوس معه والتبارك منه وعليه طلب اليهم ان يمضوا ويقضوا احتياجاتهم ويتركوا مارين لحين عودتهم، فوافق الرهبان الثلاثة، واتموا عملهم واقاموا ليلتهم في ذلك المنزل ثم عادوا الي الدير في صحبتهم الراهب مارين ففرح الرئيس بقدومهم بسلامة. وكان للمضيف ابنة زين لها الشيطان ان تقع في الخطية ولم افتضح امرها لم تشأ ان تعترف لأبيها باسم من فعل معها الخطأ فنسبته الي الراهب (مارين) الذي كان يقيم هذه الليلة في البيت مع زملائه الرهبان. وقبل ان يتحقق والد الفتاة من الأمر، ويتأكد من صحته ما كاد يسمع هذا الإدعاء من ابنته حتي اسرع الي رئيس الدير يشكو له ما فعله الراهب مارين بأبنته قائلاً (لقد حضر الي اولادك وفرحنا بقدومهم واكرمناهم، وكان بصحبتهم الراهب مارين وبالغنا في اكرامه لما سمعنا عنه من الاخوة انه ليس كمثله احد فهو يكثر اصوامه وصلواته، ولكن هذا الذي يتظاهر بالصوم والصلاة، يرتكب الشرور... لقد ارتكب الخطية مع ابنتي ولم اعلمبهذا إلا حين افتضح امرها، فهل هذا جزاء خدمتي لكم؟
فلما سمع الرئيس هذا الكلام لم يصدقه وبعد ان صرف الرجل، ارسل يستدعي مارين وسأه عما نسب اليه قائلاً له
ما الذي صنعته في المنزل الذي نزلت فيه؟
اجابه ما صنعت فيه شراً
قفال له رئيس الدير لقد آتي صاحب المنزل واخبرنا بالخطية التي ارتكبتها مع ابنته، والتي كتمت امرها ولمت خبر بها احد.
اما مارين فبهت وفكر كيف يجاوب . عما سئل ثم جثا متنهداً باكياً عند قدمي الرئيس وقال له ( اني اعترف يا ابي ان هذه الخطية عظيمة جداً واني شاب صغير وقد اخطأت، ولا استحق ان ادعي راهباً، واقبل العقاب مهما يكن شديداً) قال هذا لأنه لم يكن مقبولاً انكاره لهذه الخطية ولم يكن امامه إلا احتمال الاهانة بفرح.
وبكت القديسة (الراهب مارينا) بدموع غزيرة. وغضب رئيس الدير. وطرد القديسة (الراهب مارينا) خارج اسوار الدير . فبقيت البتول خارج الدير في الحر والبرد زماناً طويلاً خاضعة لمشيئة الله ورافضة ان تعلن دليل براءتها. بل كانت تجيب كل من يسألها عن سبب تواجدها خارج الدير بقولها (لقد اخطأت واستحق العقاب).
الفتاة الساقطة تلد
ولما ولدت الفتاة الشريرة (طفلاً) حمله ابوها الي القديسة مارينا. ودفعه اليها وهي في الصحراء . فاخذته بحنان وصارت تتنقل به ـ بين الرعاةـ تسقيه من لبن الماعز ثم زادت في صومها وصلاتها. مدة ثلاث سنوات، وهي تعيش في العراء (خارج الدير) الي ان تحنن عليها الرهبان، وتوسلوا لرئيس لادير. لكي يقبلها مع الطفل، فأدخلها معه وفرض عليها قوانين شديدة! فكان عليها ان تقوم باعمال شاقة، من طبخ وكنس وسقي الماء للرهبان، وبشكر دائم لله (وهو درس لكل مظلوم من اجل الله).