+ الذي يحب الأمور العتيدة
لا تغوص غرقًا أمواج المرئيات
لئلًا بسبب محبة المال
يفنى بلهيب نارها مع الزوان.
+ الأمور الباطلة يحتقرها الحكيم ويستخف بها
والعالم في عينيه محسوب عدمًا وخلاء.
+ هاموا جائلين في بطون البرارى وقفور الغربة
أفلتوا من قيود الخطية وطين شهواتها.
ما أعجب حكمة هؤلاء الناس!
كم فاقت حكمتهم أولئك المأسورين بعبودية الغنى، وكنوز الأطماع
كان كنزهم مرصودًا في السماء.
+ كل علل الحيدان عن الملكوت أبغضوها
وكل ما يعرقل سيرتهم نحو الكمال تركوه.
+ رب الكل أحبوه
السيد الذي تجثو له كل الركب عشقوه
ولأنهم مقتوا المقتنيات
صعدوا إلى علو السماويات وهم مازالوا بأجسادهم
وحتى لا تؤخذ أرجلهم في شباك الغيرة والحسد
هجروا الزوائل وتخلوا عن العابرات.
+ لم تعوقهم أجسادهم عن الصعود إلى العلو
لأنهم انحلوا من كل رباط، وتكسرت عنهم كل القيود
والطمع عندهم صار مكروها ومرذولًا
قمعوا أجسادهم الترابية واستعبدوها
فنجوا من سهام الخطية وقيح جروحها.
+ على كفة ميزان الحق ظهر الفارق بين الجماعتين
جماعة الذين أحبوا غنى العالم فسقطوا مكبلين بسلاسل شهوات الأرض,
وجماعة الذين افتقروا باختيارهم فأخذوا أجنحة نارية,
حلقوا بها في مجد السموات.
+ القوم الذين عاشوا في زمن نوح
كانوا محبين للمال والفسق,
فجاء عليهم الغضب وأهلكهم الطوفان
لأنهم لم يرضوا الله..
+ أما أخنوخ فلكونه أرضى الرب
اختطف إلى الفردوس.
+ آخاب الذي أحب الممتلكات
افترسته الكلاب كما هو مكتوب
أما إيليا الذي جال في البرابري
فقد ارتفعت به المركبة النارية إلى السماء.
+ هيرودس عاشق مال الدنيا
رأى كل ماله يندثر عند الممات
أما يوحنا ربيب البرارى والجبال
فقد صار عظيمًا في ملكوت السموات.