+ الحكماء يتأملون هؤلاء الرجال
فيختارون ما هو أعظم وأسمى,
يختارون طريق الحياة الذي يقود تابعيه
إلى التحليق في جو السماويات..
+ هؤلاء عرفوا كيف يربحون حياتهم
لأنهم عن العالم حسبوا نفوسهم مائتين.
ولكونهم أماتوا عنهم شهوة الدنيا
تقبلوا من الرب حياة لا تزول.
+ لذلك فقد صاروا لنا مثالًا يحتذى
حتى نتبع خطواتهم فنقتدى بهم
وعلى أجنحة الفقر الاختيارى يمكننا أن نطير ونحلق بهم.
+ بالحقيقة كانوا بشرًا
وقد لبسوا جسدًا مثلنا
ولكن بسبب حبهم لله
فقد آثروا سكنى البرارى كالوحوش..
+ تركوا الأهل والأقارب
وتخلوا عن القنية والبيوت
وحسبوها ترابا في تراب
لكى يقتنوا ملكوتًا لا يزول..
+ جالوا في البرارى
هربًا من دنس الخطية
هاموا مثل الوحوش في القفار
ليكونوا أهلًا لوليمة عرس الخروف.
+ عوضًا عن الطيبات والشهيات
اقتاتوا بنبات البرية و الأعشاب
وعوضًا عن شوامخ البيوت
سكنوا المغاور والكهوف.
+ كنسور كان عشهم في أعالى الجبال
طارو عاليًا ولم يحطوا إلا على قمم التلال.
عنهم تكلم النبى:
(ليهتفوا من قم الجبال).
+ عوض النوم على سرير
تمددوا على أرض المسكنة
وعوض الوسائد اللينة
ارتاحت رؤوسهم على الصخور.
+ عوض المائدة
فى وقت تناول الطعام
افترشوا الأعشاب فوق الركب
ومن حجورهم تناولوا الطعام.
+ ليس مشروبهم من خمر,
ولكن من الماء القراح.
+ عوضًا عن الأطياب والدهون
لصق القذر بالجسوم
نعم، فقد اسودت أجسادهم
لأنهم أحبوا ذلك الحبيب المدهون.
+ عوضًا عن الثياب الحريرية
لبسوا الخرق البالية، ومنهمن من تجرد عن الهدوم
وعوض الأحذية الغالية
انتعلوا الحفاء وعرى القدمين.
+ عوض ملاقاة الناس
تآنسوا بالوحوش
وعوض الأقارب الذين هجروهم
نزلت الملائكة وافتقدوهم.