+ البرية القفرة المرعبة
صارت لهم مدينة ملجأ.
هناك تصعد ألحان قيثاراتهم عالية.
وهناك حفظوا من كل شر.
+ الرعبة تراجعت عن البرية,
لأن أبناء الملكوت سكنوها.
صارت بالحق مدينة عظيمة,
لأجل امتلائها بصوت تسابيحهم.
+ المكان الذي يحل فيه أحدهم يملأه السلام ويحوط به,
لأن كل من يحب الله,
تأتى الملائكة وتعسكر حوله.
فهو وإن كان ساكنًا وحده كما يبدو للعين,
إلا أنه يرتبط سرًا في قلبه بجماعات أبناء العلى.
+ وحيث يسكن اثنان منهم معًا,
هناك تملك المحبة بينهم,
ومع أنهما أثنان بالجسد,
إلا أنهم واحد بالإرادة.
+ وكثيرًا ما تجد ثلاثة معًا.
فتجد المحبة قد ألفت بينهم,
هناك تهرب الفرقة ودهاء المكر,
فلا يبقى سوى الحب وحده.
+ وإذا سكن أربعة منهم معًا
يحل الروح ويرتاح للسكنى بينهم
لأنهم في الحقيقة جسد واحد
قد قدسه الله فصار هيكلا له.
+ لقد تمموا الوصية,
حسبما أوصى بها الرب في إنجيله,
حيث قال: من طلب أن يخلص نفسه,
فليخسرها هنا وسط الأتعاب والأحزان.
فأتعبوا أجسادهم وأهلكوها,
ليس أنهم أبغضوها كغرض وحده,
ولكن حتى يحضروها للفردوس في مجد فاخر.
+ شتاءً وصيفًا احتملوا
أتعابًا كثيرة متنوعة:
فى الشتاء احتملوا صقيع البرد وثلجه,
وفى الصيف حرارة الشمس وقيظه.
+ ما خطر على قلب أحد منهم
أن يطلب موضعًا مريحًا لجسمه,
بل لخشونة الطقس وقسوته,
سلما نفوسهم في بأس وجرأة.
+ منهم من قطع عهدًا
ألا يرى وجه إنسان,
فهرب إلى البراري الداخلية,
ليكون منفرداّ هناك وحده مع نفسه.