أمسكت بعلبة الكبريت واخذت عوداً من الثقاب لاشعل البوتجاز ..همست فى أذنى قائلة
لماذا أهملتنى كل هذا المادة حتى أصير مبللة بالبرودة ؟ ولماذا لم تحفظنى فى مكان جيد ؟
أعتذرت لها وحاولت ان احكها برفق او بقوة ولكنها كانت قد ترطبت ولم تعد صالحة للاشتعال.
بحث عن ولاعة البوتجاز واخيراً اشعلت الشعلة ووضعت براد الشاى لتغلى المياة ..
قالت لى الاعواد : لا تلومنى فكثيراً من العقول مثلى قد صدئت من الكسل والبعض أصابها العطب من البرودة واخرى عفا عليها الزمن من عدم التجديد . والكثيرين قد اصابتهم البرودة الروحية. بل ان الكثير من البيوت تخرب عندما تبرد المحبة ولا تجد من يغذيها بالعطف والتقدير والحنان وتحطمها بذور الشك والانتقاد . حتى الثورات لن تنجح ان لم تجد من يعمل على أبقاء روح الثورة واهدافها حية فى القلوب والعقول بالعمل والجهاد والمثابرة .