كنت سافرت من زمان!
للأب القمص / أفرايم الأنبا بيشوى
كان أبا راهبا فاضلا يخدم الجميع بسخاء ويصلى من أجل الجميع وتراه فرحا بشوشا يقابل الجميع بالترحاب رغم المرض وكبر السن.
كانت محبا لله وقد قضى ما يذيد عن اربعين عاما فى خدمة كهنوتية مباركة، تراه يصلى القداس كل صباح حتى وان عاقه المرض وأقعده فى قلايته فهو يتلوا مزاميره وقداسة بصوت سجى ومعزي
.
عاش حياة الغربة، يخدم الجميع ويسرع عمل الخير مع كل أحد، يشارك الناس أفراحهم وأحزانهم، ولرئاساته الكهنوتيه يحمل الاحترام ويطيع.
تعرض لازمة صحية وجلطة لازمته لعدة سنوات.. وكان فى ضعفه وجهله البشري يخاف الموت ويخشاه!
حلم قبل أنتقاله بيومين بأنتقاله الى السماء وأعلن خبر أنتقاله القريب لمن حوله كعلم وحقيقة مؤكدة وليس كحلم أو خبر!
وبعد ان أنتقل بعده أيام، أتى لاحد أصدقائه من السماء كملاك منير وهو يطير ويقترب منه
فقال له.. كدا تسافر وتسيبنا يا أبونا؟
فاجاب متهللا.. أنا لو أعرف جمال السماء كدا! كنت سافرت من زمان!..
ضيف من السماء
منذ ان أنطلق الي السماء وصورته الحلوة أمامى. أحكى له متاعبى وأحزانى وأراه يواسينى وفى فرحي أنظر الى صورته أراه مبتسم وفى المواقف الصعبة أراه ينصحنى ويرشدنى. وان مات فهو يتكلم بعد، وأبوته الحانية لم تفارقنا بوداعته وبساطته وترحيبه بالضيوف وخدمته للجميع.
ذات يوم كنت متعبا ولا قدرة لي لفعل شئ الا لمخاطبته وقلت له أبى أنت تعلم أنى متعب وحزين وأنت لي لدى الله سندا ومعين!
رايته قادم، يوقظنى، ينادينى باسمي، أنه صوته منذ رحل من عشرين عام هو هو، لكن وجهه ينير وقد أختفت منه تجاعيد الزمان ويديه مبسوطتان نحوى فى رقة وحنان
قلت له: هل أنت سعيد يا أبى؟
قال: وكيف لا يسعد أهل السماء؟ مبسوط خالص يا أبنى .. مع الله وملائكته وقديسيه وأهلنا الطيبين والكثيرين الذين سبقونى.
نحن نصلى من أجلكم ليكمل جهادكم وتنضموا الى قافلة القديسين
قلت له وبماذا توصينى يا أبى
قال: حب ربنا يا أبنى وأخدم أخواتك ولما تضعف أصرخ وقول يارب
قلت يارب .. أختفى أبى فى سحابة من البخور العطر الذى ليس له مثيل
سالني أحدهم عندما دخل غرفتى فى ثالث يوم بعد رؤيا والدي .. ما نوع هذا العطر النارد فى غرفتك؟
أجبته أنها رائحة عطر أهل السماء!
.....................
يوم عرسها الحقيقى
أعاشت ملاك فى جسد أنسان، أم أنسان يسعى لحياة ملائكة لست أدرى؟ لكن شهد لها القريبين والبعيدين أنها كانت تجول كسيدها المسيح تصنع خير مع كل أحد..
كان لها حضورها الرقيق وأبتسامتها الحلوة وملابسها البسيطه وضيافتها الكريمة لكل من يلتقى بها. وكانت تسأل عن المحتاج وتقدم له المساعدة فى الخفاء ولم تكن يوما تعرف عداوة مع أحد أو جفاء .
عاشت أمينة لزوجها، تغرس فى ابنائها حب الله والغير وعمل الخير. وكانت تسرع فى عمل الخير لانها تدرك ان حياتها قصيرة فكانت وكانها تضيف لايامها سنين وأيام تتقدم فيها للأمام وتعد نفسها ليوم العرس الحقيقى.
كانت تتمتع بنضارة الشباب عندما أعلن خبر أنتقالها الى السماء!
وفى يوم جنازتها المهيبة .. شاهدها البعض مع المصلين وهى تلبس ثوب زفاف أبيض مرصع بالماس والالماظ الاحمر.. وفى قاعة العزاء شاهدها من له العيون الروحية تجول فى الطرقات بنفس الثوب وتاج مرصع على الجبين وهى تنظر الى المعزين فى محبة وشكر.
كانت تواسي المعزين وتريد أن تبلغهم أنها أستراحت من أتعاب العالم واليوم هو يوم عرسها الحقيقى وميلادها الثاني فى فرح أهل السماء!.
http://sound-of-wisdom.blogspot.com/2014/10/blog-post_22.html