قيمة خلاص النفس البشرية
النفس الواحدة كم هى ثمينة انها أغلى من العالم كله .. مات من أجلها المسيح فثمنها الحقيقى هو دم المسيح وخلاصها أمر فى غاية الخطورة لذلك تتعرض النفس البشرية لحروب ضارية تحاول ان تهلكها وفى أحيان كثيرة تكون النفس على حافة الهلاك . اذ تكون وقعت فعلا فى فخ إبليس .
اقتنصها لارادته وهو مزمع باهلاكها وهذه النفوس وهى فى حالة الخطر هذه قد تكون إبتعدت بالكامل استوعبت وباعت نفسها للشر .. فالتعامل معها كاتعامل مع مجنون أخرس وأعمى .. هذا هو الحال تماما بالنسبة للذين يسقطون فى فخ شهوات الجسد ويرتبطون بعلاقات جسدية فى خطية الدنس .. فتشعر النفس أنها مرتبطة برباطات وقيود أقوى منها وتفتقد حريتها واخيرا بعد محاولات يائسة تبيع إيمانها وتجحد مسيحها .
هذه قصة متكررة بصورة مختلفة ووقائه متعددة للنفوس التى تتساقط حولنا والخدام بين متفرج عاجز وبين أسيف باك وبين محاول قد ينجح ويغلب أو قد يفشل وتسد أمامه سبل خلاص النفس . أما أنت يا أبى فعلت يقينا قسمة خلاص النفس .
لا أستطيع مهما حاولت أن أحصر النفوس التى إنتشلتها يا أبى من وهدة الهلاك وخلصتها من فم الاسد .. ولكنها مجرد عينات من عمل الله بك ويده الشديدة التى كانت معك .
هى قصة إحدى بناتك وأنت فى أيام خدمتك الاولى .. وكانت البسيطة القلب جدا وقد أغواها الشيطان بحيله الشهوانية .. وكانت فعلا فعلا قد أشرفت على الضياع .. ولكن رابح النفوس حكيم .. كنت تسعى وراءها بوداعة المسيح وصبره وهى تراوغ .. وأخيرا اذ أدركت خطورة الموقف وسرعة التطورات قادتك النعمة ان تقيم فى منزلها ليل نهار ولعدة أيام . تتحدث بكلام النعمة وتصلى معهم وتمارس حياتك المسيحية وإنجيلك المعاش فى منزلهم .. وهنا بدأت بركة ربنا تعمل وأحست الفتاة أن الحياة مع المسيح حلوة وشهية كما رأتها فيك وللحال نبذت الشر ونفضت الشهوات والاهواء وتعلقت نفسها بصليب حبيبها جدا وصارت يخدم النفوس التى تجوز فى مثك هذه الظروف بقوة عظيمة الى هذا اليوم ., هذه ياأبى إحدى ثمرات تعبك التى لاتنسى معروفك أمام المسيح .
وان نسيت يا أبى لآ أنسى يوم أن كنت تركض لتخلص بنت فقيرة يتيمة كانت قد وقعت فى براثن شاب مجند غرر بها واستدرخها حتى أصبحت فريسة سهلة .. يومها كانت تجرى بكل طاقتك الروحية من مكان الى مكان .. من قسم البوليس الى النيابة العسكرية الى الطب الشرعى .. وأخيرا أخلت النيابة سبيلها .. وكنا على باب الطب الشرعى وخرجنا ومعنا الفتاة فى أيدينا وهممنا بركوب السيارة ولكن كان الشاب قد أعد كمينا هو وبعض الجنود والشبان وانقضوا علينا بقوة وحاولوا مئات من الناس مع السيارة بوليس وكانها قد أعدت خصيصا وأخذوا الفتاة عنوة وأركبوها فى سيارة البوليس ولكنك تشبئت بقوة بسيارة البوليس تمنعها من التحرك وكنت تصرخ لن أترك بنتى .. مش ممكن أسيبها .. وتحركت السيارة وأنت ممسك بها من الخلف وأسرعت السيارة فصارت تجرك خلفها واشفق عليك بعض الحاضرين وكانوا يصيحون فيك أن تترك السيارة لئلا يصيبك ضرر .. ولما أخذت السيارة قوة إندفعها وفلتت من يديك أحسست أن قوة ملائكية حفظتك من السقوط الى الارض . , سعتها يا أبى لم أتمالك نفسى من الدموع اذ رأيتك مثل مخلصك تبذل نفسك عن الخراف الضالة ,, ولم تترك الموقف .. بل واصلت سعيك الى أن ردها الرب اليك وفرح قلبك المحب للمسيح. , فى كل هذا كان هدفك واضحا غاية الوضوح .. اذ كنت تشعر أن هذه النفوس بسيطة ولم تذق طعما لمحبة المسيح فى حياتها وكنت تعلم أن تقصيرنا فى الرعاية هو السبب الرئيسى لذلك فى أثر هذه النفوس من أجل خلاصها وأنت متأكد انها أن اكتشفت موت المسيح من أجلها وحبه لها وقيمة خلاص نفسها فلا يمكن أن تسلم نفسها للعالم أو تبيع مسيحها.