انها رائعة الاديب البير كامي التي تحكى وقاع قصة حقيقة حدثت فى تشيكوسلوفاكيا منذ سنين طوال عن امراة تمتلك فندق صغير فى احدى المدن النائية ولديها شاب وبنت صغيرة هجرهم الاب . وعندما بلغ الابن الثمانية عشر عام هاجر بعيدا ليكافح وتنقطع اخباره عن اسرته لعشرين عام فى القارة البعيدة.
كون هناك ثروة كبيره وتزوج بسيدة اميره وعاش فى سعادة وهناء لمدة خمسة اعوام ولكن ظل ضميره يؤنبه لعدم سؤاله عن أمه واخته ووطنه الام فبهذا تكتمل سعادته، واقنع زوجته ان ترافقه فى رحلة الى ارض مولده وعندما وصل الى عاصمة الإقليم قرر ان يقوم بمفاجأة اسرته وترك زوجته فى فندق بالعاصمة وذهب وحيدا لكي يرى أسرته لوحده وهل سيتعرفوا عليه ام ان الزمن غيره وغيرهم.
نزل فى الفندق كنزيل عادى .. كبرت الأم وتريد ان تضمن مستقبل للفتاة ، عاملوه كصيد ثمين، كما عاملوا غيره من قبل ليحققوا ثروة تجعلهم يهجروا هذا البلد النائي. فهو شاب وحيد ويبدو عليه الثراء، دخل الغرفة لينام ، اقبلت عليه الفتاة بالشاي وخفيف الطعام دون ان يطلبه وعندما اعلن لها عدم احتاجه له قالت له ان العامل بالفندق اوصل الرسالة الخاطئة لها بانه هذا طلبه، فلم يريد احراجها واخذه منها وأكل وشرب ونام نوم الموت..
اقبلت الأم وبنتها وحملوه ليلا من الباب الخلفي للفندق والقوا بجثته فى النهر.. واخذوا يبحثوا فى متعلقاته .. ويا للهول، اعلنت الفتاة للأم انه اخيها طبقا لبيانات جواز السفر.. لقد ارادا ان يحققا سعادة وهمية بالحصول على بعض المال الحرام وقد قررتا ان تكون هذه الجريمة أخر الجرائم وقد كان.
كان الشاب يحلم باسعادهم ونقلهم الى وطنه الجديد وليجمع شمل الاسرة بعد تباعد الايام. كان يريد ان يرى كيف تعيش الاسرة مرارة او صعوبة الايام ويقف على طبيعة ظروفهم يوما واحدا ويكشف لهم عن شخصيته ومحبته وما حققه من امال .
لم تحتمل الأم الصدمة فخرجت مسرعة الى الباب الخلفي والقت بنفسها فى النهر لتغرق وتنتهى صفحات حياتها اما الاخت فقررت ان تشرب من نفس الكأس الى سقتها للبعض من قبل.
اقبلت الزوجة وهى تضع الامال العريضة على الحياة السعيدة وعلى ما ستجده من ترحيب ومفاجات، اعترفت لها الاخت بما حدث بهدوء قاتل ثم تركتها ونفذت فى نفسها حكم الاعدام.
ان سوء التفاهم يسود عالم اليوم ويتحكم فى مصير الكثيرين ، يحيا البعض الجريمة ويشربون الاثم كالماء غير عالمين ان الجزاء من جنس العمل وما يزرعه الانسان اياه يحصد.
لكن هل يتعظ الناس بما فى التاريخ والحياة من أحداث. ام يبحثون عن السعادة حتى على اشلاء بعضهم .
احبائي لا يجب علينا ابدا ان نبنى سعادتنا على أنقاض الغير أو ظلم البعض. وكيف للبعض ان يضحى بأغلى ما عنده من أجل ثروة تمضى أو منصب زائل . لكنها الحياة بكل ما فيها من دروس وعبر، وفى النهاية العبرة لمن أعتبر
زواج بالاكراه
هي فتاة جميله، بيضاء ضربتها شمس أفريقيا فصارت قمحية البشرة وأحبت البحر فاحتضنها وجعلها برونزية الملامح، وعشقت التاريخ فصارت تعي دروس الماضي وعبره، لكنها وقعت فى الاخطاء سواء بمعرفة منها او بتحالف الاعداء والاصدقاء. انها سيدة المجتمعات وأم الحضارة وصاحبة فجر الضمير.
عرفت ان الطامعين فيها كثيرين فرفضت الزواج، ولكنها تعرضت للزواج بالاكراه لمرات عده، لكنها لم تشيخ ولا اعتراها الكبر، ولهذا فى زمن العنف والجنس وسيطرة رأس المال، حاول البعض ترغيبها واستطاع البعض ترهيبها فتزوجت بمن لا تحب وتطلقت دون ان تهوى، وانجبت ابناء غير أوفياء فقاموا بالمقامرة حتى على ممتلكاتها وتصارعوا مع بعضهم البعض وتقاتلوا على الميراث.
خدعوها تارة باسم الحب والاخلاص، وتارة باسم الدين والاخلاق ، مرة باسم الثورة على الظلم واخرى باسم الديمقراطية وهى صامتة كالاهرام وصامدة كابو الهول وهى بريئة من مؤامراتهم كما الذئب من دم يوسف، وخائفة من المستقبل وجسورة كسعي شباب مصر للمقامرة بحياتهم فى عرض البحر المتوسط لتحقيق حلم الهجرة غير الشرعية الى مجاهيل اوربا الفاتنة .
ارتبطت بزواج اخير غير متكافى وتم اغتصابها بالقوة العسكرية وباسم الدين، بالترهيب والترغيب، والتهديد والوعيد. وهى تنظر الى السماء فى ضراعة يوسف لينقذه الله من زوجة فوطى فار وبطش زوجها، وفى كبرياء الأم التي تضحى بحياتها من اجل ان يحيا ابنائها. لكن هل يرحمها الابناء ويكونوا لها أوفياء هذه ما ترجوه الأم من رب السماء.
انها تعلم ان الزواج بالاكراه باطل، باطل، باطل.
فهل يدرى الزوج والابناء ماذا يفعلون بالام وبانفسهم؟
وهل يمكن تصحيح الأوضاع فى زمن يبدو فيه ان الحق قد ضاع؟.
دعونا نعمل ونصلى من أجل الحق والام والبنين.