- نوع آخر من القوة، هو قوة الصلاة..
الصلاة القوية في إيمانها، وفي حرارتها، وفي انسحاقها وفي روحياتها، التي يمكن أن تصعد إلى السماء وتأتى بالاستجابة.
كثيرون يشعرون بقوة الشخص الذي له مثل هذه الصلاة، ويلجئون إليه في مشاكلهم لكي يحلها الله لهم على يديه..
صلاة الآباء الرسل كانت قوية جدًا، لدرجة أنه قيل عنهم (ولما وصلوا، تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه، وامتلأ الجميع من الروح القدس) (أع 4: 31) إنها الصلاة القوية التي تصعد إلى فوق، وتستطيع أن تدخل إلى عرش الله، وتأخذ منه ما تريد..
أترى هل لك مثل هذه الصلاة، التي قد يلجأ إليها الآخرون يمكنك أن تقرأ عن مثل هذه الصلاة في سير القديسين، الذين ائتمنوا على مخازن الله، فكانوا يأخذون منها بصلواتهم ويمنحون الناس الصلاة القوية، صلاة حارة، مملوءة بالإيمان.
إن الإيمان القوى يمنح الصلاة قوة.
وقوة الصلاة مع قوة الإيمان، تعملان معًا.
بقوة الإيمان مشى بطرس على الماء. ولما ضعف إيمانه بدأ يغرق. فأنقذه الرب ووبخه قائلًا:
(يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟) (مت 14: 31).
الإيمان القوى يستطيع أن يصنع المعجزات. يكفى قول الكتاب:
(كل شيء مستطاع للمؤمن) (مر 9: 23).
أليشع ذهب مع المرأة الشونمية، وهو واثق أنه سيقيم ابنها (2مل 4: 35) وهكذا فعل إيليا مع أرملة صرفة صيدا وأقام ابنها (1مل 17: 22)
الإيمان القوى يؤمن أن الرب سيأتي، ولو في الهزيع الرابع من الليل. ولابد سيعمل عملًا.. إنه يؤمن أن لعازر سيقوم، ولو بعد أربعة أيام من دفنه.
إنه إيمان لا يتزعزع مهما (تأخر) الله عليه، أو خيل إليه أن صلواته لم تستجب. إيمان لا يشك في محبة الله، معهما أحاطت به الضيقات واستمرت، ومهما (على ظهره جلده الخطاة وأطالوا إثمهم) (مز 129).
قوة الإيمان ليست فقط من جهة الثقة بعمل الله.
بل تظهر قوة الإيمان في مواجهة الهراطقة.
مثل قوة إيمان القديس أثناسيوس الذي وقف ضد أفكار الأريوسيين، وكل ما قدموه من شكوك. ولكن الإيمان الذي كان في قلبه، كان أقوى من كل شكوكهم..
بعكس الإيمان الضعيف الذي يصمد أمام الشك، ولا يصمد أمام البدع والهرطقات.