آية للتأمل
{ قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي.} (مز10:51)
قول لقديس..
(مهما كانت خطاياك، لا تيأس من خلاصك. استمع إلى داود وهو يتنهد واُصرخ معه وتنهد معه. واخلط دموعك بدموعه.اسمعه وهو يُصلح من شأنه، وافرح معه.ولا تَستبعد نفسك عن الرجاء في نوال المغفرة. لقد أُرسل ناثان إلى داود، لاحظ تواضع الملك. إنه لم يستخف بكلمات من نَصحه، ولم يقل له: أتجسر أن تتكلم معي هكذا وأنا الملك؟ استمع الملك إلى نبي، فليسمع شعب المسيح المتواضع إلى المسيح.) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ ترضيت وجهك بكل قلبي ارحمني حسب قولك (مز 119 : 58)
I entreated Your favor with my whole heart; Be merciful to me according to Your word (Psa 119: 58)
صلاة..
" أيها المسيح الهنا، يا من تجسد من أجل خلاص جنس البشر، وصلب من أجل خطايانا وقام من أجل تبريرنا، اليك نعترف بضعفنا وخطايانا وأثامنا ونرجع عن الشر ونطلب المغفرة والقبول والخلاص. فأقبل يا سيدى صلواتنا كصالح ومحب البشر وأغفر خطايا وجهالات شعبك لانك اله رحيم ورؤوف ومتحنن. ويظهر بالأكثر عظم صلاحك فى قبول الخطاة وعودة الضالين وقيام الساقطين وثباتنا فيك وان نأتى بثمر ويدوم ثمرنا لمجد أسمك القدوس، لكي ندعوك كل حين بدالة البنين قائلين، أبانا الذى فى السموات.. "
من الشعر والادب
"الهج فى كلام الله"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
مثل عظيم رحمتك،
ياخالقى أرحمنى
ومثل كثرة رافتك،
أمحو معاصيٍ
فأنت لا تسر بموت الخاطي
مثلما يتوب ويرجع ويحيا
وقد قبلت توبة داود النبى
واللص يا سيدى سامحته
كن انت مخلصى وفاديا
قلباً نقياً أخلق في يا الله
وروحك يحل فى احشائى
فأحيا لا أنا بل أنت تحيا فيّ
قراءة مختارة ليوم
الْمَزْمُورُ الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ
مز 1:51- 19
1 اِرْحَمْنِي يَا اللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ. 2اغْسِلْنِي كَثِيراً مِنْ إِثْمِي وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي. 3لأَنِّي عَارِفٌ بِمَعَاصِيَّ وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِماً. 4إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي أَقْوَالِكَ وَتَزْكُوَ فِي قَضَائِكَ. 5هَئَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي. 6هَا قَدْ سُرِرْتَ بِالْحَقِّ فِي الْبَاطِنِ فَفِي السَّرِيرَةِ تُعَرِّفُنِي حِكْمَةً. 7طَهِّرْنِي بِالزُوّفَا فَأَطْهُرَ. اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ. 8أَسْمِعْنِي سُرُوراً وَفَرَحاً فَتَبْتَهِجَ عِظَامٌ سَحَقْتَهَا. 9اسْتُرْ وَجْهَكَ عَنْ خَطَايَايَ وَامْحُ كُلَّ آثَامِي. 10قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي. 11لاَ تَطْرَحْنِي مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ وَرُوحَكَ الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي. 12رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلاَصِكَ وَبِرُوحٍ مُنْتَدِبَةٍ اعْضُدْنِي. 13فَأُعَلِّمَ الأَثَمَةَ طُرُقَكَ وَالْخُطَاةُ إِلَيْكَ يَرْجِعُونَ. 14نَجِّنِي مِنَ الدِّمَاءِ يَا اللهُ إِلَهَ خَلاَصِي فَيُسَبِّحَ لِسَانِي بِرَّكَ. 15يَا رَبُّ افْتَحْ شَفَتَيَّ فَيُخْبِرَ فَمِي بِتَسْبِيحِكَ.16لأَنَّكَ لاَ تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ وَإِلاَّ فَكُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لاَ تَرْضَى. 17ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا اللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ. 18أَحْسِنْ بِرِضَاكَ إِلَى صِهْيَوْنَ. ابْنِ أَسْوَارَ أُورُشَلِيمَ. 19حِينَئِذٍ تُسَرُّ بِذَبَائِحِ الْبِرِّ مُحْرَقَةٍ وَتَقْدِمَةٍ تَامَّةٍ. حِينَئِذٍ يُصْعِدُونَ عَلَى مَذْبَحِكَ عُجُولاً.
تأمل..
+ مزمور التوبة والأعتراف.. تعطي الكنيسة هذا المزمور مكانة مهمة فى صلواتها وصلوات المؤمنين ففى كل صلاة وبعد الصلاة الربانية وصلاة الشكر نصلى هذا المزمور فنعترف بحاجتنا إلى المراحم الإلهية وتقديمنا التوبة لله من خلال واقع عملي عاشه نبي عظيم سقط وقام بالرب. وتنبهنا الكنيسة حتى لا نتهاون مع الخطية أو نؤجل التوبة فهذا المزمور من أشهر مزامير التوبة كتبه داود النبي عندما اعترف بذنبه لما بلغته الرسالة الإلهية عن طريق ناثان النبي (2 صم 12: 1-3). لقد صلى داود هذ المزمور في أحلك اللحظات التي فيها اكتشف داود نفسه، وهو لا يكشف فقط عن أعماق حزنه على ما فرط منه في حق الله، بل يفرح ويبتهج ويسبح الله ويشهد لأعماله الخلاصية. تختلط أحزانه بالأفراح، ودموع الحزن بدموع البهجة. يبدأ المزمور بطلب الرحمة الإلهية لينطلق إلى الشهادة لله الرحيم، ثم يدخل في حالة تسبيح وتمتع بأورشليم العليا حيث يقبل الله صلواتنا كذبائح مقبولة. يظهر المزمور طبيعة الخطية بكونها عصيانًا وتمردًا وإثمًا وشرًا، ويبين خطورتها لنشتاق إلى الخلاص منها ومن سلطانها ومن لعنتها ومن ثمارها المُرّة. لم يخجل داود من الاعتراف بخطيته علانية أمام ناثان النبي حتى كما اعترف بها أمام الكل فيما بعد، بتسجيلها خلال مزامير التوبة التي صارت جزءً من العبادة الجماعية.
+ صلاة واعتراف بالأثم .. اننا نطلب مراحم الله بكثرة في صلواتنا، فطلب مراحم الله هو المدخل الوحيد الذي ندخل به في صلواتنا أمام الله. فبطلب مراحم الله أعترف أنني خاطئ وطالب لمراحم الله ونذكر الله بعظيم رحمته. التي تقبل أن تغفر كل الخطايا لكل الناس في كل العصور. ونطلب ان يمحو الله خطايانا مثل كثرة رأفته وتحننه وتعطفه وطيبة قلبه. فإن لم يمح الرب إثم إنسان سيمحي اسمه من سفر الحياة. وكما كانت هناك غسلات وتطهيرات في العهد القديم مبنية على دم الذبائح لكل خطية وكل نجاسة. ففي العهد الجديد نحن نتطهر بدم المسيح عن طريق غسل المعمودية والتوبة والاعتراف ونلاحظ أنه حين طلب الرحمة لم يشير لأعماله العظمية لأجل الله سابقاً بل إلى رحمة الله العظيمة. وكما يقول القديس الأنبا أنطونيوس" إن ذكرنا خطايانا ينساها لنا الله، وإن نسينا خطايانا يذكرها لنا الله. أن أي خطية هي موجهة ضد الله حتى الخطايا الخفية ليس بمخفية عن الله فاحص القلوب والكلي.
+ بهجة الغفران والتجديد .. اننا اذ نتوب ونعترف بخطايانا نتطهر بدم المسيح الفادى. لقد كان التطهير قديما يتم برش دم الحملان على الخطاة بنبات الزوفا المغموس في دم الذبيحة ويرشون بها للتطهير فبدون سفك دم لا تحدث مغفرة (عب22:9).. ولا غفران سوى بدم المسيح (1يو7:1) وهذا الدم يبيض (رؤ17:7). أي يمحو الخطية تماماً. ونحن نغتسل بالمعمودية للخلاص. وحين صارت ثياب المسيح كالثلج في التجلي كان هذا إعلاناً عن الكنيسة المتطهرة بدمه (اف27:5). خلال توبة داود النبى وإنسحاقه ارتجفت عظامه، ودخلت به نعمة الله إلى السرور والبهجة، فبقدر الإنسحاق يكون السرور، هنا شعر داود بأن الله غفر ونقله من الظلمة إلى النور، فالخطية تبلي العظام والتوبة تقيم الإنسان الجديد. وحتى لا يصرف الله وجهه عن المؤمن فيصلي الإنسان أن يصرف الله وجهه عن خطاياه. والتوبة هي الطريق الوحيد الذي به ينسى الله خطايانا. اننا نطلب قلبا جديد وسكنى روح الله داخلنا فنحن بدون معونة من الله لن نقدر أن نحيا في نقاوة. الخطية تفقد الانسان التمتع بوجه الله واهب البهجة بالخلاص وبالتوبة والاعتراف والتواضع يملك الروح القدس ويسود على الانسان فلا ينحرف ثانية.
+ الشكر والشهادة لعمل الرب... يربط المرتل بين التوبة والشهادة للمخلص. والشهادة هنا هي رجوعه لله وامتناعه عن الخطية وتسبيحه لله دائماً على قبوله ثانية. والبعد عن ان يكون المؤمن عثرة لغيره. بالنسبة لداود فهو يذكر خطيته تجاه أوريا. وداود يعد الله أنه حينما يخلص من هذه الخطية لن يكف عن تسبيحه. الله خلصنا بعدله الذي ظهر في موت المسيح على الصليب. لذلك يقول فيبتهج لساني بعدلك. حينما يفتح الله فمنا يخرج منه كلام طيب، كلام تسبيح. ولنلاحظ أن الإنسان المستعبد لخطية لا يستطيع أن يسبح (مز1:137،4). والشعب سبح تسبحة موسى بعد أن حرره موسى وخرجوا من عبودية فرعون. وهكذا نسبح في السماء (رؤ3:14). والله لا يسر بالمحرقات إن لم يشترك فيها القلب (أش11:1،12)، ولا يسر بمظاهر العبادة الخارجية والقلب مبتعد بعيداً، فالله يقول إعطني قلبك. الله يطلب القلب المنسحق والمتواضع والتائب عن خطيته وبالتوبة والاقلاع عن الخطية نعود للشركة مع الكنيسة مقدمين ذبائح التسبيح (هو2:14) وندخل فى حماية ورعاية الله القدير ليكون لنا حماية وعونا وقوة .
http://the-goodshepherd.blogspot.com/2014/04/51.html