مقالات لنيافة الانبا بيشوى
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات لنيافة الانبا بيشوى
- الزيارات: 3568
مقدمة
يقول الكتاب المقدس في سفر إشعياء النبي: "لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: "بِالرُّجُوعِ وَالسُّكُونِ تَخْلُصُونَ. بِالْهُدُوءِ وَالطُّمَأْنِينَةِ تَكُونُ قُوَّتُكُمْ". فَلَمْ تَشَاءُوا. وَقُلْتُمْ: "لاَ بَلْ عَلَى خَيْلٍ نَهْرُبُ". لِذَلِكَ تَهْرُبُونَ. وَ"عَلَى خَيْلٍ سَرِيعَةٍ نَرْكَبُ". لِذَلِكَ يُسْرِعُ طَارِدُوكُمْ. يَهْرُبُ أَلْفٌ مِنْ زَجْرَةِ وَاحِدٍ. مِنْ زَجْرَةِ خَمْسَةٍ تَهْرُبُونَ حَتَّى أَنَّكُمْ تَبْقُونَ كَسَارِيَةٍ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ وَكَرَايَةٍ عَلَى أَكَمَةٍ" (إش30: 15-17).
وأيضًا يقول: "لأَنَّكُمْ قُلْتُمْ: "قَدْ عَقَدْنَا عَهْدًا مَعَ الْمَوْتِ وَصَنَعْنَا مِيثَاقًا مَعَ الْهَاوِيَةِ. السَّوْطُ الْجَارِفُ إِذَا عَبَرَ لاَ يَأْتِينَا لأَنَّنَا جَعَلْنَا الْكَذِبَ مَلْجَأَنَا وَبِالْغِشِّ اسْتَتَرْنَا". لِذَلِكَ هَكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: "هَأنَذَا أُؤَسِّسُ في صِهْيَوْنَ حجرًا حَجَرَ امْتِحَانٍ حَجَرَ زَاوِيَةٍ كَرِيمًا أَسَاسًا مُؤَسَّسًا. مَنْ آمَنَ لاَ يَهْرُبُ. وَأَجْعَلُ الْحَقَّ خَيْطًا وَالْعَدْلَ مِطْمَارًا فَيَخْطُفُ الْبَرَدُ مَلْجَأَ الْكَذِبِ وَيَجْرُفُ الْمَاءُ السِّتَارَةَ. وَيُمْحَى عَهْدُكُمْ مَعَ الْمَوْتِ وَلاَ يَثْبُتُ مِيثَاقُكُمْ مَعَ الْهَاوِيَةِ" (إش 28: 15-18).
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات لنيافة الانبا بيشوى
- الزيارات: 3541
يقول السيد الرب "قَدْ ذَكَرْتُ لَكِ غَيْرَةَ صِبَاكِ مَحَبَّةَ خِطْبَتِكِ ذِهَابَكِ وَرَائِي في الْبَرِّيَّةِ في أَرْضٍ غَيْرِ مَزْرُوعَةٍ" (أر 2:2).
كان يقصد أن يقول هذا الكلام لبنى إسرائيل عندما خرجوا من مصر في برية سيناء وفي صحراء جرداء ليس فيها ماء, وعندما واجهوا البحر الأحمر وخطورة الانحصار بينه وبين جيش فرعون, وبالإيمان ذبحوا خروف الفصح ووضعوا الدم على العتبة العليا والقائمتين؛ وعبر الملاك في كل أرض مصر وضرب أبكار المصريين.. بداية قوية.. خرجوا وعجين الخبز لم يختمر بعد, لدرجة أنهم وضعوه في ملاءات, وأكلوا خروف الفصح مشويًا بالنار وهم لابسين أحذيتهم متمنطقين وجامعين ما يخصهم. أي أنهم أناس مستعدون للسفر, يأكلون خروف الفصح وهم على وشك الرحيل, والعجين لم يختمر بعد, لذلك فيما بعد أصبحوا يعيدون الفصح ويأكلون فيه فطيرًا وليس خميرًا.
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات لنيافة الانبا بيشوى
- الزيارات: 3129
ورد في كلام القديس بولس الرسول أن "تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُمْ أَيْضًا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ في الْمَعْرِفَةِ وفي كُلِّ فَهْمٍ، حَتَّى تُمَيِّزُوا الأُمُورَ الْمُتَخَالِفَةَ" (في 1: 9, 10) تمييز الأمور هي موهبة الإفراز والتمييز, فعلًا هناك أمور متضاربة يقف أمامها الإنسان حائرًا, لا يعرف أين الصواب, ما الذي يرضى الله وما الذي لا يرضيه؟ هل إن استخدمت الشدة يغضب الله أم إن لم أستعملها يغضب الله!! هل أسلك بالرقة أم بالشدة في موقف معين.. لا أعرف..
لكل أمر تحت السماء وقت
بعض التداريب لاقتناء الحكمة
* الصلاة لأجل اقتنائها
* الاقتداء بالقديسين
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات لنيافة الانبا بيشوى
- الزيارات: 3232
الاشتياقات الأولى للرهبنة
أحب أن أحدثكم حديثًا قصيرًا عن "العشرة مع ربنا" أو بتعبير لاهوتي "الشركة مع اللَّه".
الإنسان الذي ترك العالم واختار طريق الرهبنة هو بالتحديد اختار أن يجد تعزيته وفرحه في الوجود مع اللَّه, واختار أن يكون مصدر سعادته الحقيقية في الاختلاء, وفي حياة الصلاة والتسبيح, وفي التحرر من الانشغالات العالمية بكل أنواعها. يقول: "يَا اللَّه إلهي. إِلَيْكَ أُبَكِّرُ. إذ عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي يَشْتَاقُ إِلَيْكَ جَسَدِي في أَرْضٍ مقفرة وموضع غير مسلوكٍ ومكانٍ بِلاَ مَاءٍ هَكذا تراءيتُ لَكَ في القُدس ِلأرَى قُوَّتَكَ ومَجدَكَ" (مز 63(62) : 1). نفسه تشتاق لربنا "كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ هَكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللَّه" (مز 42: 1). ويشعر أن العالم يعطله, وهو لا يريد شيئًا يعطله عن الوجود مع ربنا فاختار طريق الرهبنة كوسيلة للاقتراب من اللَّه والتمتع بعشرته ومحبته لكي ينمو في حياة الفضيلة,
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات لنيافة الانبا بيشوى
- الزيارات: 3323
1. بالطاعة نتشبه بالسيد المسيح
من أهم النذور في الرهبنة "الطاعة", فقد قال القديس الأنبا أنطونيوس: [الطاعة والمسكنة يخضعان الوحوش لنا](2), ويقصد هنا بالوحوش (الشياطين), فإن السيد المسيح نفسه هزم الشيطان وكل مملكته بطاعته للآب, بحسب لاهوته لا يوجد بينه وبين الآب طاعة ولا أوامر, لأنه مساوٍ للآب في الجوهر, المقصود بالطاعة هنا أنه أخذ شكل العبد "لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا في شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللَّه أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ" (فى7:2-9), وبهذه الطاعة قهر الشيطان ودمر الجحيم, وحرر المسبيين.......