روحانيات الصوم الكبير المقدس

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

with-jesusأما وقد دخلنا موسم الجهاد الروحي للصوم الكبير صوم الفصح فلا بد من تنبيه المؤمنين لكيفية الممارسة الروحية الصحيحة  ليكون صومهم مقبولا وينالون الفائدة الروحية المرجوة منهم لخلاص النفس والجسد وللتقدم في حياة الإيمان حتى بلوغ ملء قامة المسيح كما يورد الرسول بولس .

طريقة الصوم الأصلي كما تسلمناه من آبائنا القديسين وكما رسمته الكنيسة هو الانقطاع التام عن الأكل والشرب من الساعة الثانية عشرة منتصف الليل وحتى الثانية عشرة ظهر اليوم التالي وبعد الثانية عشرة ظهرا نتناول كل ما هو غير حيواني أي أكل نباتي خال من كل حيوان أو ناتج حيوان .
يستثنى من الانقطاع التام عن الأكل والشرب يومي السبت والأحد وذلك لأنها أيام فرح يوم السبت مقدمة القيامة والأحد قيامة الرب لكن لا نكسر الصوم بل نأكل كل ما هو نباتي .
هذا من حيث الجسد لكن ماذا من حيث الروح ؟
طريقة صوم الجسد هي آخر مرحلة للصوم فينبغي أولا وجود النية الصافية للصوم .
فالصوم لأجل الصحة مرفوض والصوم لأجل الريجيم والتنحيف مرفوض والصوم لخفض الكوليسترول والدهنيات الثلاثية مرفوض نية الصوم الحقيقية طلب مرضاة الله ومغفرة الخطايا وقمع شهوات الجسد لتسمو الروح محلقة تطلب التنقية والعيش في الشركة الكاملة مع الله .

في الصوم يجب استغلال فترة الانقطاع عن الأكل والشرب في أعمال مقدسة فيجب حضور الصلوات الخاصة بالصوم في الكنيسة ولا ننسى هنا أهمية الصلوات الفردية ومطالعة الكتب المقدسة وخاصة المزامير والإكثار من الركوع والسجود والتأمل بقدر المستطاع وتقليل الكلام ما أمكن ولا ننسى تناول القربان المقدس خلال الصوم فهو يقوي النفس ويشجع على كل أعمالك الروحية .

الصوم بدون صلاة ناقص ولا يفي بالغرض السامي منه لهذا لا يقل أحد أنه صائم لكنه لا يصلي فرديا وجماعيا فلا فائدة من صومه .

الصوم بمفهومه الواسع هو صوم الجسد واللسان ( وهو الأهم ) وصوم الحواس وقمع كل الشهوات وهنا أُحذر من حروب الشيطان فالصائم تكثر عليه حروب الشيطان حيث يُزَين له الخطيئة أنها تافهة لا ينظرها الله ومختلف الحيل والأساليب كي يُخرب على المؤمن صومه لهذا يجب أن ننتبه لأنفسنا ونحذر الشيطان وألاعيبه التي قد نسقط فيها .
أريد من هذا كله أن أصل لنتيجة واحدة قاطعة أن نعيش بسلام مع الله ومع القريب بل ومع أنفسنا .
أما ذوي الأمراض كأمراض القلب والسكري والضغط والأمراض التي تستلزم أدوية صباحية لا نحرمهم من لذة العشرة مع الرب فترة الانقطاع وننصحهم كالتالي :

كُل قليلا من الطعام في الصباح وخذ دواءك ثم انقطع كالمعتاد حتى الثانية عشرة ظهرا وكأنك لم تأكل هذا مجرد اقتراح ويمكن مراجعة أب الاعتراف لطلب النصح والمشورة .
لا تحرم نفسك لذة المعاشرة مع الله .
أما من جهة الطعام فلا تتشدد في طلب  ما  تشتهيه نفسك فالصوم قمع للشهوات فإن أكلت ما تشتهيه نفسك فقد أفسدت هدف صومك كل أي شيء ولا تهتم كثيرا بما تأكل أو ما تشرب ولا تنسى القديس دانيال النبي حين قال ( لم آكل طعاما شهيا قط ) .

إحذر الغضب والنرفزة إنها تقودك لأعمال لن ترضى عنها عندما تهدأ .
هذه بعض الإرشادات لمن يجهلها آمل من رب المجد أن يجعلنا نصوم على ما يرضاه وأن يكون صوم المؤمنين مقبولا ولا يسألني أحد عن الاختلافات بين الكنائس في طريقة الصوم لقد أوردت الصوم الأصلي الذي رتبه الرسل والآباء ولا علاقة لي باختلاف الكنائس لكن أقول أن يلتزم كل واحد بتعاليم كنيسته وليختر كل واحد بحسب ما يرى والرب يرعاكم لتعاينوا قيامة الرب عن استحقاق وليملأ نور تلك القيامة حياتكم وقلوبكم  آمين

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم