مقالات القمص أثناسيوس جورج

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم

مارمرقس كاروز الديار المصرية (الكاروز المسكوني)
القمص أثناسيوس فهمي جورج
أتيت وأنرت علينا بواسطة إنجيلك الثمين ووضعت صورة إيمان الكنيسة في القرن الأول٬ وأخرجتنا من الظلمة إلى النور الحقيقي... بددت الأوثان وشهدت لآلام المخلص بشهادة دمك٬ بعد أن تعذبت في شوارع مدينة الأسكندرية. صحيح أنهم عذبوك لكن بعد أن حطمت آلهتهم وأدخلت كثيرين منهم إلى حظيرة الإيمان... هم أطفأوا شعلة حياتك الأرضية ولكنك أشعلت نور شعلة الخلاص في المدينة العظمى الأسكندرية المُحبة للمسيح وفي كل الديار المصرية... حقًا لقد أتيت إلينا بنور المعرفة الحقيقية٬ وقد بدأت إنجيلك كأسد وصوت صارخ في البرية.
اختارك السيد الرب ودعاك وتلمَذك فاستضفته ودعوته في بيتك (علية صهيون) التي صارت باكورة لكل خدمة مسيحية في المسكونة كلها... بيتك أول كنيسة في العالم (أع 12:12) وقد عاينت أعمال الخلاص منذ بداياتها ملازمًا ومعاينًا لعظمته كل حين... كنت مع الذين يملأون الأجران في عرس قانا الجليل٬ ومع الجموع عند إشباع الخبز٬ وحضرت العشاء الأخير وتسلمت تعليم سر الإفخارستيا٬ وكنت من أقرب الشهود لحياة السيد الرب بعد أن اختارك مع السبعين رسولاً منذ البدء٬ فدُعيت عن حق وجدارة بالمعلم والرسول وناظر الإله.

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم

في اليوم الثامن لقيامة الرب تحتفل الكنيسة (بأحد توما) ويُسمَى (أحد الحدود) أو (الأحد الجديد) وهو واحد من الأعياد السيدية الصغرى؛ لأنه ذكرى تثبيت الخلاص، فاليوم الأول للقيامة واليوم الثامن لهما وحدتهما الحميمة؛ إذ بعد ثمانية أيام (أوكتاف القيامة) Οκταβ أي بعد سبعة أيام نعيِّد بأحد توما في الأحد التالي لأحد للقيامة؛ لأن توما لم يعُد رمزًا للشك؛ بل ليقين القيامة.
وكذلك اليوم الثامن يشير إلى الدهر الآتي. ونحن نعيِّد في هذا اليوم الثامن لتكثر للبيعة الإيمان والسلام؛ وتتحقق شهادة القيامة، إزاء كل الشكوك وفوق كل الشكوك بأن المسيح (حقًا) قام بنفس جسده الذي عُلق به على الصليب... وقد ورثت الكنيسة الطوبى التاسعة لجميع الذين آمنوا ولم يروا؛ لأنهم مُطوَّبون بعمل يحوي الأعمال جميعًا؛ ويرتقي فوق كل المُعضلات المانعة للخلاص.
لقد كان التلاميذ مجتمعين بعد ثمانية أيام ومعهم توما؛ في (يوم أحد) يوم الرب المقدس؛ فكما بدأ الخلق الأول يوم أحد، يبدأ الخلق الثاني أيضًا في اليوم عينه... جاء يسوع وسط ترقب أول كنيسة اجتمعت بكامل هيئتها... ظهر لهم بطلعته البهية؛ كغالب للموت وقاهر للهاوية، تشع عبر جروح يديه ورجليه طاقات النور البهيج؛ وموجات الخلاص والشفاء الأبدي؛ تسري كنهر حياة؛ يغسل أساسات الكنيسة بغسل الحياة وغفران الخطايا.
جاء يسوع ووقف في الوسط؛ لأنه جاء للجميع والجميع له... ليس كبير أو صغير بينهم... هو الرأس للجسد؛ وهو بؤرة ومركز حياة كنيسته؛ والكل عنده مختار ومدعو ومُكرم... وهو يأتي إلينا حاضرًا معنا بمجده ومجد أبيه والروح القدس، مهما كانت استحكامات الإغلاق والمخاوف وقلة الإيمان. أتى إليهم بالرغم من أن جميع أبواب العِلّية كانت موصدة؛ لكنه وحده هو الباب؛ وهو وحده الذي يفتح ولا أحد يغلق؛ وهو المولود من البكر مريم الدائمة البتولية التي ولدته وبتوليتها مصونة.

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم

                                                                                                                                                                                                        
منذ ولادتها وُلدت لأبوين عاقرين هما يواقيم البار وحنة، وكانا قد نذرا مولودهما للهيكل قبل الولادة؛ وربما كانا يتمنيان ولدًا ذكرًا ليحمل اسم الأب كعادة أهل الشرق؛ لكنها قدمت أنثى؛ ولكونهما نذراها، فقد سكنت الهيكل ليكون بيتها الأول والوحيد مع النذيرين، وعندما كبُرت وبلغت التغيرات الفسيولوجية تبدو عليها، وقعت القرعة على يوسف الشيخ البار ليأخذها إلى بيته، خاصة بعد انتقال والديها المتقدمين في السن عند بلوغها التاسعة من عمرها.
ومنذ ذلك الحين وإلى أن أتتها البشارة بالحبل الإلهي وعلاماتها، التي تلازمت مع الشك والريبة بآلامها النفسية والجسدية، حيث راحت مريم الفقيرة النذيرة تتحمل آلام أمومتها الإلهية منذ البشارة؛ وما صاحبَ ذلك من شك عند يوسف البار الذي أراد تخليتها سرًا،

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم

قصة كنيستنا القبطية غاية في العجب؛ أشبه بإنسياب النيل؛ فكما ينساب النهر هكذا تنساب قصة الكنيسة عبر الأجيال؛ من جيل وإلى جيل وإلى دهر الدهور كلها.. في وحدة الروح القدس الحال فيها المؤازر لها (الرب المحيي)؛ يُلهم ويقود ويقوي أعضاءها ليقوموا ويستنيروا بنور المسيح إلهنا.. نور العالم كله؛ لتمتد وتستمر بلا توقف منذ بداياتها إلى ما لا نهاية له.
وتجيء اليوم ذكرى مرور ٦٩٠ سنة على نياحة العالم الجليل والشيخ اللاهوتي القسشمس الرئاسة؛ الذي كان شعلة نور وتنوير في أيامه؛ وسط عصور قاحلة.. كان من رجال القرن الثالث عشر؛ وكان كاتبًا للسلطان بيبرس الدويدار؛ إلا أنه تحت وطأة الاضطهاد ترك خدمة السلطان؛ ثم سِيم كاهنًا لكنيسة السيدة العذراء الشهيرة بالمعلقة؛ والتي كانت مقرًا للكرسي البابوي في ذلك الزمان.
تلقى تعليمه الأول في الكتاتيب القبطية؛ وانخرط في سلك الدولة حتى وصل إلى منصب كاتب الأمير.. كذلك تخصص في دراسة الأدوية والعقاقير والعطور؛ وبرع في الفلسفة وفي دراسة كتب البيعة المقدسة بإستفاضة؛ لذلك كان مقربًا من الباباوات المعاصرين له؛ لا سيما البابا يؤنس الثامن البطريرك الثمانين.. وعندما تكاثفت الغيوم وضباب الاضطهاد والاستبعاد جاء أمر السلطان الملك الأشرف خليل بن الملك المنصور قلاوون بعدم إشراك المسيحيين في إدارة الدولة؛ عندها اعتزل أبو البركاتوتفرغ كلية لدراسة علوم البيعة اللاهوتية.

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم

                                                                                                                                                                                                            
قال الرب ليعقوب في رؤيا السُّلَّم الصاعد إلى السماء : أنه سيكون معه ويحفظه حيثما ذهب؛ وأنه لن يتركه، وهو صادق في كل ما وعد وكمل وعوده... باركه الرب ووهبه حكمة محبوبة كاملة، وقد وجد نعمة عنده؛ لأنه هو المُجري حكمًا للمظلومين، والمعطي أجرة ونصيبًا مضاعفًا للذين يقبلونه... وهو الذي يجعل الأجير والحقير كبيرًا باتساع.. وهو يُرينا جيشه وملائكته في موضع سكناه // ويمنحنا بسخائه غير المحدود؛ كأمس وأول من أمس، حتى نُقرّ قائلين له يارب يارب : (صغير أنا عن جميع ألطافك وعن جميع الأمانة التي صنعتها مع عبدك).
رأى يعقوب السُّلَّم السمائي في نوم حلمه العجيب، ليكون ليس مجرد مؤمن بالوراثة، بل بالعِشْرة والخبرة والشركة، فذاق معاينة مراحم الله الواسعة، وتعرَّف على تعطفاته الجزيلة، وكيف أنه لا يجازينا حسب آثامنا ولا يصنع معنا حسب خطايانا... وهو ساكن معنا وماكث في داخلنا ليحفظنا حيثما نذهب،

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم