الخطية من جهة الإنسان

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

                                                                                                                                                                                     

 الخطية أيضا هي فقدان للصورة الإلهية.

خلقنا الله على صورته ومثاله. وفقدنا هذه الصورة بسقوط أبوينا الأولين. ثم أعيدت إلينا في نعم العهد الجديد. ولكننا نعود فنفقدها كلما أخطأنا. فالخاطئ لا يمكن أن يكون على صورة الله، لأن الله قدوس..

والخطية هي كذلك حرمان من الله.

أنت غصن في الكرمة، طالما أنت ثابت فيها، تجرى فيك عصارة الكرمة، فتحيا وتثمر. والله ينقيك لتأتى بثمر أكثر. أما الغصن الذي ينفصل عن الكرمة بحياته في الخطية، فإنه يقطع ويجف ويلقى في النار (يو 15: 1-6).



وفى حالة الخطية تتعرض لتلك العبارة المخيفة التي قالها السيد الرب لفاعلي الإثم (إني لا أعرفكم قط، اذهبوا عنى)  (مت 7: 23) والعجيب أنه قال هذه العبارة لأشخاص قالوا (يا رب، أليس تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسم صنعنا قوات كثيرة)..!

أمر مؤلم، أن يتبرأ الرب من معرفتنا!!

نفس العبارة قالها للعذارى الجاهلات (الحق أقول لكن إني لا أعرفكن) (مت 25: 12) وأغلق الباب، وبقيت هؤلاء خارجًا، منفصلات عن القديسات اللائي حضرن العرس..

الخطية فساد للطبيعة البشرية.

تصورا حالة آدم وحواء قبل السقوط، البراءة العجيبة، والبساطة والنقاوة.. ولكن الخطية غيرت القلب، وغيرت النظرة (رأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر) (تك 3: 6) وكانت أمامها الشجرة من قبل، ولكن لم تكن تنظر إليها هكذا .. الخطية غيرت النظرة، وأوجدت الشهوة ففسدت الطبيعة..

دخل الإنسان في ثنائية الخير والشر، والحلال والحرام، وفقد بساطته، وعرف شهوة الجسد وشهوة العين وتعظم المعيشة (1يو 2: 16) وأصبح (الجسد يشتهى ضد الروح والروح تشتهى ضد الجسد، ويقاوم أحدهما الآخر) (غل 5: 7).

صدقني، حتى ملامح الوجه تتغير بالخطية.

نوع النظرة، والابتسامة، ولهجة الصوت، وشكل الإنسان جملة يتغير.. حتى أن الرسول ينصحنا فيقول (تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم) (رو 12: 2) فإن عاش صديق لك في الخطية، ورأيته بعد مدة، تكاد تقول: ليس هذا هو الإنسان الذي كنت أعرفه من قبل. الآن كل شيء فيه قد تغير.. حتى ملامحه!!

الخطية هي هزيمة وسقوط وضعف.

مهما ظن الخاطئ أنه نال من العالم شيئًا. إن شاول الملك لم يكن قويا وهو يطارد داود من برية إلى برية. بل كان مهزوما من ذاته ومن غيرته. وأخيرا أحس بهزيمته، فرفع صوته وبكى . وقال لداود (أنت أبر منى، لأنك جازيتني خيرًا، وأنا جازيتك شرًا) (1صم 24: 16، 17).

الإنسان الخاطئ إنسان ضعيف، لم يستطع أن يقاوم الخطية. فغلبه الشر، وغلبته شهوته فسقط وانهزم أمامها. وأصبح غير مستحق لوعود الله للغالبين، كما ذكرها الرب في رسالته للكنائس السبع (رؤ 2: 3) إنه إنسان مهزوم، ليس فقط من الخطية التي تحاربه من الخارج، بل بالأكثر من الخطية التي تسكن في أعماقه.

أخيرا، الخطية هي موت.

لست أجد في وصفها أروع من قول الرب لراعى كنيسة ساردس (إن لك اسمًا أنك حي، وأنت ميت) (رؤ 3: 1) وهكذا قال الآب عن توبة ابنه الضال (ابني هذا كان ميتا فعاش، وكان ضالا فوجد) (لو 15: 24).

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم