أنه لدرس واضح تماماً ، الله يعمل فينا من أجل نجاحنا وخير من حولنا (دعى يوسف صفات فعنيخ = مخلص العالم ) ، وهى سمة واضحة لعمل الرب فى عصر الآباء ... إنه ينزل ليبلبل ألسنة الشعوب إنقاذ لهم من الكبرياء (11 : 7) ثم يظهر لأبراهيم (12 : 7) ويتدخل لدى فرعون لأنقاذ سارة (12 : 17 ) ويقطع عهداً فيرى ابرام ناراً ودخاناً يمران بين الذبائح
(15 : 17 ) ثم يرسل ملاكه لأنقاذ هاجر (16 : 7) ويأمر إبراهيم بالختان (17 : 1) بل ويزور إبراهيم ليعده بالنسل المنتظر (18 : 1) من ينزل ليؤدب سدوم وعمورة (18 : 21) ويتدخل لدى أبيمالك (20 : 3) وينادى إبراهيم ليمنعه من أتمام ذبح اسحق (22 : 11) ويستجيب لسؤال رفقة عن ولديها (25 : 22) بل ويعمل على أن يسود الوئام فى أسرة يعقوب (29 : 31 ، 30 : 20) وينهى لابان عن التعرض ليعقوب (31 : 29 ) ثم يواجه يعقوب مباركاً إياه (32 : 29) وها هو يعمل بوضوح فى حياة يوسف .
الرب قريب ، لا ينفصل ولا يتعالى عن خليقته بل يعمل بأهتمام وعناية وطول أناه ، حتى يتوج عمله باتحاده بالأنسان (تاج الخليقة) حين تجسد مولوداً من العذراء مسمياً نفسه عمانوئيل (الله معنا)مقدماً لنا خلاصاً أبدياً (فلا أخشى شراً لأنك أنت معى (مز 23) .
ويبارك يعقوب أولاده ، ويكشف له الرب لمحة أخرى من تدبيره ، عندما أعلن له عن شيلون الذى سيأتى (49 : 10) وتمر سنوات ، وينتقل يعقوب ويدفن إلى جوار أبائه فى أرض الموعد ، ويهلع أخوة سويف من الأنتقام المنتظر ، ولكن يوسف يطمئنهم ، ليصبح أول من يصفح عمن أساءوا إليه ، إذ أدرك الحكمة الإلهية وراء كل ما يدور ... (أنتم قصدتم بى شراً أما الله فقصد به خيراً ... ليحيى شعباً كثيراً ... كلمات نستطيع أن نقولها عن ألام المسيح المحيية .
ثم يرقد يوسف مؤمناً بالموعد الذى تسلمه الآباء ، وبعد أن أوصى عشيرته بأن يأخذوا عظامه حين خروجهم من مصر لتستريح إلى جوار ابائه ، أولئك الآباء الذين أمنوا وصدقوا المواعيد وان تحققت فى أجيال بعدهم ... وبوفاة يوسف الصديق فى أرض مصر ينتهى عصر الآباء ، ويبدأ الرب حلقة جديدة فى سلسلة تدبيره العجيب من أجل خلاص الأنسان.