تداريب روحية - وضـوح الـهدف - للقمص ميخائيل جرجس

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

جاء السيد المسيح بهدف واضح .. لذلك عندما ابتدأ يكرز للجموع قال لهم "توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات"(1).
أى يتوبوا عن خطاياهم لكى يؤهلوا لملكوت السموات .. إذن الهدف هو ملكوت السموات.
ثم يقول الإنجيل "وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم فى مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت"(2).
فالإنسان بعد السقوط لم يتركه الله للهلاك بل دبر له خلاصاً .. ويقول الكتاب "من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين الآن أقوم يقول الرب أصنع الخلاص علانية"(3).

لذلك يقول إنجيل يوحنا "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية"(4).
إذن أعطى الله الإنسان فرصة أخرى فى الأرض لكى يتوب ويستفاد من بركات الخلاص لكى تكون له حياة أخرى نقية فى الملكوت ..
ولكى يستفيد من بركات الخلاص يجب عليه :
   (أ)- أن يترك خطاياه القديمة.
   (ب)- أن يؤمن بابن الله الذى آتى وخلصنا من الموت.
   (ج)- أن يعتمد باسمه على مثال الثالوث القدوس حيث أوصى تلاميذه قبل صعوده إلى السموات "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس"(5).
   (د)- أن يحفظوا حياتهم من الخطية، وإن أخطأوا فليعترفوا على الكهنة ليمنحوهم الغفران باسم الثالوث، وأن يثبتوا فى المسيح بالتمتع بأســـــرار الكنيســــــة
 (1)-(مت4: 17).            (2)-(مت4: 23).        (3)-(مز11: 5).
 (4)-(يو3: 16).            (5)-(مت28: 19).    
السبعة كما قال رب المجد "هذه هى وصيتى أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه"(1).
أن يضع الهدف أمامه دائماً .. يفكر فيه يومياً ولا يحيد عنه يميناً أو يساراً لكى يكون واضحاً أمامه طول الحياة.

ولكى تضمن وضوح الهدف حاول تطبيق التدريبات الآتية :
1- وضوح الهدف يحتاج إلى جهاد، لأن عدو الخير دائماً يحاول أن يلهينا عن هدفنا الأساسى وهو الملكوت.
 لذلك يقول بولس الرسول "لذلك نحن أيضاًَ إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثِقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامنا. ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذى من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزى فجلـس فى يمين عرش الله. فتفكروا فى الذى احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا فى نفوسكم"(2).   
 2- البعـد عن إغراءات العالم التى تبعـد الإنسان عن الهدف الأساسى .. لذلك قال يوحنا الرسول "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التى فى العالم إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب. لأن كل ما فى العالم شـهوة الجسـد وشـهوة العيون وتعظم المعيشة ليس من الآب بل من العالم. والعالم يمضى وشهوته وأما الذى يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد"(3).
 3- البعد عن محبة المال، فالرسول يقول "محبة المال أصل لكل الشرور الذى إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة"(4).
 ويقول أيضاً "فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون فى تجربة وفـخ وشـهوات كثيرة غبية ومضرة تغرق الناس فى العطب والهلاك"(5).
 4- الاهتمام بحياتنا الروحية، ويكون لنا سـهر روحى لئلا يأتى عــــــدو الخـــير
 (1)-(يو15: 12).        (2)-(عب12: 1- 3).     (3)-(1يو2: 15- 17).    
 (4)-(1تى5: 10).        (5)-(1تى5: 8، 9).
ويسرق إكليلنا فى غفلة منا عندما لا نهتم بحياتنا الروحية ونهملها .. فالمسيح له المجد قال لتلاميذه فى بستان جثسيمانى "أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معى ساعة واحدة ؟ اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا فى تجربة. أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف"(1).  
ويقول القديس بطرس الرسول "اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. فقاوموه راسخين فى الإيمان عالمين أن نفس هذه الآلام تجرى على إخوتكم الذين فى العالم"(2).
ويقول القديس بولس الرسول "اسهروا اثبتوا فى الإيمان كونوا رجالاً تقووا. لتصر كل أموركم فى محبة"(3).
5- ضع صاحب الملكوت أمامك كهدف دائم حتى تتشجع ولا تنسى محبته كقول داود النبى "جعلت الرب أمامى فى كل حين. لأنه عن يمينى فلا أتزعزع"(4).
ويقول أيضاً "طلبت وجهك، ووجهك يارب ألتمس"(5).
ويقول أيضاً "عطشت نفسى إليك. يشتاق إليك جسدى فى أرض مقفرة وموضع غير مسلوك ومكان بلا ماء"(6).
6- الشوق دائماً إلى السموات لتكون هدفاً لى، وأرنم مع داود النبى قائلاً "ما أحلى مساكنك يارب الجنود. تشـتاق بل تتـوق نفسى إلى ديار الرب قلبى ولحمى يهتفان بالإله الحى. العصفور أيضاً وجـد بيتاً والسـنونة عشـاً لنفسها حـيث تضع أفراخها مذابحك يارب الجنود ملكى وإلهى. طوبى للسـاكنين فى بيتك أبـداً يسبحونك"(7).
7- الثبات فى الـرب يجعـل الهـدف واضحاً دائماً أمامنا، لذلك يقول رب المجد "اثبتوا فى وأنا فيكم كما أن الغصن لا يقدر أن يأتى بثمر من ذاتـه إن لم يثبت فى الكرمة كذلك أنتم أيضاً إن لم تثبتوا فى. أنا الكرمـة وأنتـم الأغصان الذى يثبت فى وأنا فيـه هـذا يأتى بثمر كثير لأنكم بدونى لا تقدرون أن تفعلوا
 (1)-(مت26: 40، 41).         (2)-(1بط5: 8، 9).     (3)-(1كو16: 13).
 (4)-(مز16: 8).            (5)-(مز26: 10).     (6)-(مز62: 1).    
 (7)-(مز84: 1).
شيئاً. إن كان أحـد لا يثبت فى يطـرح خارجـاً كالغصن فيجـف ويجمعونه ويطرحونه فى النار فيحترق"(1).
8- محاسـبة النفس كل يوم - خصوصاً فى أخر النهار- تجعل الهدف واضحاً أمامنا .. لأن مشاغل العالم تحول دون رؤية الهدف بوضوح ..
وفى صلاة قصيرة قبل النوم نطلب من الله أن يجعل هدفنا واضحاً ويضئ النور أمامنا لأن عدو الخير يحاول أن يبعدنا عن مصدر النور ويجعلنا نعيش فى الظلام.
ولكن رب المجد يقول لنا "النور معكم زماناً قليلاً بعد فسيروا مادام لكم النور لئلا يدرككم الظلام .. مادام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور"(2).
9- الصبر فى المحاربات الروحية يثبت الهدف الروحى، وأن عدم الصبر وعدم مقاومة عدو الخير يجعل الإنسان يسقط سريعاً فى شباك إبليس ..
لذلك قال القديس يعقوب الرسول "إحسبوه كل فرح يا إخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة. عالمين أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً. وأما الصبر فليكن لـه عمل تام لكى تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين فى شئ"(3).
ويقول فى موضع آخر "خذوا يا إخوتى مثالاً لإحتمال المشقات وأناة الأنبياء الذين تكلموا باسم الرب. ها نحن نطوب الصابرين قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب لأن الرب كثير الرحمة ورؤوف"(4).
10- إنتظار الحياة الأبدية بإيمان ورجاء كامل يجعل الهدف واضحاً جداً، وكثيرون من القديسين والشهداء انتظروا هذه الحياة .. وبولس الرسول يقول "لى إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً"(5).
ويقول أيضاً "منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح. الذى بذل نفسه لأجلنا لكى يفدينا من كل إثم ويطهر لنفسه شـعباً خاصاً غيوراً فى أعمال حسنة"(6).

 (1)-(يو15: 4- 6).        (2)-(يو12: 35).        (3)-(يع1: 2- 4).
 (4)-(يع5: 10، 11).        (5)-(فى1: 23).        (6)-(تى2: 13، 14).

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم