مقدمة
الزواج المسيحي... هو عمل إلهي... يقوده روح الله ليعطى طعم من السعادة والفرح والحب الإلهي كمقدمة للفرح والسلام الأبدي في السماء.
الزواج المسيحي... هو مدرسة للفضائل... يتمرس فيه الزوجان على الحب والعطاء والبذل والتضحية والوفاء والإخلاص والاحتمال والإحترام والتواضع والحكمة.
الزواج المسيحي... هو الباب الضيق لملكوت السموات... للتخلص من الكبرياء والأنانية والمادية والطمع والرياء. الزواج المسيحي... يختلف تماما عن الزواج خارج المسيح... العروسان في المسيح يسبحان في بحر من السعادة والحب... أما العروسان خارج المسيح... يغرقان في بحر من القلق والخوف والنكد.
الزواج المسيحي... فن يتعلمه يتعلمه الأطفال من أبويهم الأنقياء... ويتقونه بالتلمذة على المسيح العريس والكنيسة العروس.
وكما تجدد التوبة... الفكر والقلب والحواس والإرادة والحياة كلها... هكذا بالتوبة الصادقة يتجدد الزواج... إلى زواج جديد كما قصده المسيح وباركه بحضوره عرس قانا الجليل...
ج... في الزواج المسيحي: جدية Commitment
يفشل الزواج أحيانا.. حين يأخذه البعض بدون جدية.. فالجدية والالتزام أساس لنجاح العلاقات عامة والزواج خاصة.
الشاب الغير جاد في عمله.. الغير ملتزم بمسئولياته.. سيكون زوجا متعبا، والشابة الغير جادة في حياتها.. الغير ملتزمة في مظهرها أو كلامها أو سلوكها أو عملها.. ستكون زوجة متعبة لشريك حياتها.
هناك شباب يضحك دائما ويضحك فقط.. يرتاح دائما ويرتاح فقط.. فهل يصلح للزواج؟!.. الرفاهية والدلع في التربية تتسبب في ضياع شباب كثير وفشل في مستقبل الزواج بسبب عدم الجدية.
لا تفرحي أيتها الأم الفاضلة.. أن إبنتك لم تدخل المطبخ ولم تعمل شيئا في خدمة البيت حتى يوم زواجها.
ولا تفرح أيها الوالد الفاضل.. أن إبنك لم يعرف التعب وكل طلباته مجابة إلى أن صار رجلا وتقدم للزواج.
إن الشاب الجاد في عمله.. في علاقاته.. في كلامه.. في وعوده.. هو زوج مريح تثق فيه زوجته.
"الرجل الأمين كثير البركات" (أم 28 : 20)
والشابة الجادة في دراستها.. في خدمتها.. في صلواتها.. في علاقاتها.. في مظهرها.. هي زوجة مريحة يثق فيها زوجها.. ويقول عنها سليمان الحكيم:
"تطلب صوفا وكتانا وتشتغل بيدين راضيتين" (أم 31: 13)
"تمد يديها إلى المغزل وتمسك كفاها بالفلكة" (أم 31: 19)
"تراقب طرق أهل بيتها ولا تأكل خبز الكسل" (أم 31: 27)
أما التراخي والكسل فهما عدوا النجاح.. وأساس للتنافر بين الزوجين.
"إذهب إلى النملة أيها الكسلان.. تأمل طرقها وكن حكيما.. التي ليس لها قائد أو عريف أو متسلط. وتعد في الصيف طعامها.. وتجمع في الحصاد أكلها.. إلى متى تنام أيها الكسلان.. متى تنهض من نومك.. قليل نوم بعد قليل نعاس وطي اليدين قليلا للرقود.. فيأتي فقرك كساع.. وعوزك كغاز." (أم 6: 6 – 11)
رأيت شباب بعد زواجهم يسهرون كل ليلة ليلعبوا ويضحكوا ويشربوا، ولا يعتنون بزوجاتهم أو أولادهم.. ويذهبوا لأعمالهم متأخرين.. وبعد سنين لاحقهم الفشل في كل مجال.. بسبب عدم الدقة.
الجدية ليست كما يظن البعض.. هي التجهم أو السخف.. إنما هي علامة الطموح والحماس والثقة.
كن جادا في وعدك
كن جادا في عملك
كن جادا في صلاتك
كن جادا في زواجك
كن جادا في تربية أولادك
"الرخاوة لا تمسك صيدا أما ثروة الإنسان الكريمة فهي الاجتهاد" ( أم 12: 27 )
|
|